الليرة التركية تنحدر إلى أسوأ مستوى أمام الدولار

إسطنبول – رجح محللون أن يعمق الانحدار التاريخي الذي بلغه سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، تخبط الاقتصاد التركي رغم المؤشرات الإيجابية، التي يظهرها نموّ الناتج المحلي الإجمالي.
ومددت الليرة انزلاقها إلى مستوى قياسي منخفض، حينما تراجعت بواقع 5 في المئة الثلاثاء متجاوزة مستوى 9 ليرات للدولار متأثرة بعدم التيقن بشأن الضغوط السياسية لخفض سعر الفائدة بدرجة أكبر وبارتفاع العملة الأميركية بشكل عام.
وبحسب المسوحات التي تجريها العديد من المؤسسات المالية الدولية، فقد انخفضت العملة المحلية بنحو 18 في المئة أمام الدولار منذ بداية العام، مما فاقم ارتفاع التضخم الذي بلغ 20 في المئة.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن إمري ديجيرمينشي أوغلو، مدير مجموعة في قسم الخزانة في اقتصاتبنك في نيقوسيا قوله “يبدو أن اللاعبين في السوق ينظرون إلى هذه التعليقات على أنها عملية عبر الحدود”.
وتفاقمت الخسائر في تركيا بسبب نوبة من قوة الدولار وهشاشة الرغبة العالمية في المخاطرة. وقد خفض معدل الفائدة غير المتوقع الشهر الماضي جاذبية الأصول التركية وأثار القلق من أن التضخم الذي يسير بالفعل بأسرع وتيرة منذ عامين، سيستمر في التسارع.
وتراجعت الليرة بأكثر من 6 في المئة مقابل الدولار منذ أن حوّل محافظ البنك المركزي التركي الشهر الماضي التركيز إلى مجموعة أضيق من الأسعار الأساسية، مما أثار تكهنات بأنه يمنح صانعي السياسة مجالا أكبر لتخفيف أسعار الفائدة على الرغم من المخاطر.
وقال بيوتر ماتيس محلل العملات البارز في إنتوش كابيتال ومقرها لندن “قد نشهد بداية حلقة مفرغة أخرى لتيسير السياسة النقدية”.
وأشار إلى أن الانخفاض الحاد في قيمة الليرة قد يجبر المركزي على “إجراء منعطف مفاجئ ورفع أسعار الفائدة لتحقيق الاستقرار في العملة”.
وقال قوجي أوغلو ردا على أسئلة لجنة برلمانية الاثنين الماضي “إن خفض الفائدة الشهر الماضي لم يكن مفاجئا ولم يحقق الكثير في ما يتعلق ببيع الليرة”. وأشار إلى أن القفزة الأخيرة في التضخم مؤقتة.
ووجه قوجي أوغلو إشارات أكثر لينا في مؤتمر عبر الهاتف مع المستثمرين الأسبوع الماضي، وفقا لمشاركين في المؤتمر، لكنه لم يوضح ما إذا كان يتوقع المزيد من خفض الفائدة مكتفيا بالتأكيد على أن موقف السياسة النقدية لتركيا لا يزال متشددا بدرجة كافية.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر لم تكشف هويتها قوله الجمعة الماضي إن “الرئيس رجب طيب أردوغان بدأ يفقد ثقته في قوجي أوغلو بعد أقل من سبعة أشهر من إقالته سلفه بسبب تأخر سياسة التحفيز”.