الكويت تحتفي بروادها في مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ29

"المجلس الوطني" يكرم مؤسسيه بمناسبة مرور 50 عاما على إنشائه.
الخميس 2024/02/08
فنون من كل الأنماط

يمثل المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب مشروعا عربيا رائدا ساهم في الإشعاع الثقافي الكبير الذي تحظى به الكويت، علاوة على دوره الطليعي في الثقافة العربية التي قدم لها الكثير على امتداد عقود، وهو ما يواصله بتنظيمه دورة جديدة من مهرجان القرين الثقافي.

أنهى المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، استعداداته لإقامة مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ29، والتي تنتظم فعالياتها خلال الفترة من الحادي عشر إلى الثاني والعشرين من فبراير الجاري.

تحمل دورة هذا العام اسم الشاعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين، وبحسب بيان المجلس، فقد جاء ذلك انطلاقا من إيمان الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدوره الرائد وجهوده الكبيرة التي انطلقت من خلال “مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري”، والتي تقوم بدور فاعل في رعاية الشعر والشعراء، ومنح جوائز للمبدعين، بجانب رعاية الناطقين باللغة العربية حول العالم.

ويأتي تكريم البابطين عرفانا بدوره في نشر اللغة العربية وآدابها، وكذلك تأكيدا على أهمية إسهامات “البابطين” في الحقلين المعرفي والأكاديمي، وتقديرا لإرثه الثقافي الذي ساهم في إثراء الشعر والأدب العربي المعاصر.

تكريمات وفعاليات

بوكس

اختار المجلس الوطني الشاعر الكويتي خليفة الوقيان، ليكون شخصية المهرجان في دورته لهذا العام، وذلك تقديرا لما قدمه الوقيان من تجربة شعرية مميزة في المشهدين الشعريين الخليجي والعربي، واقتران اسمه بالعديد من قضايا الأمة الكبيرة مما يشي بوعي مبكر بدور الشعر الجاد في المجتمعات.

وفي إطار تواصل احتفالات الكويت بمرور خمسين عاما على تأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فإن دورة مهرجان القرين الـ29 سوف تشهد تكريم روّاد المجلس الذين ساهموا بجهودهم لتغدو فكرة إنشاء المجلس واقعا ملموسا.

ويشهد المهرجان تكريم الدكاترة سليمان العسكري وخليفة الوقيان وسليمان الشطي، والأساتذة عبدالعزيز السريع وأحمد مشاري العدواني، والذين شكلوا النواة الأساسية للمجلس ويمثلون جيلا واعيا ومبدعا رأى، منذ زمن، ضرورة الاحتفاء بالثقافة والفنون والآداب والحفاظ عليها ودعمها في المجتمع.

ويشهد مهرجان القرين أيضا في دورته الجديدة حفلا لتكريم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية. وهي جوائز تمنح للمتميزين من أبناء الكويت، حيث تمنح التقديرية للرواد الذين خدموا البلد وأعطوها خلاصة جهدهم وخبرتهم في المجالات الثقافية وأصبحوا رمزا من رموز الثقافة يفتخر بها داخل الكويت وخارجها.

فيما تمنح الجوائز التشجيعية للموهوبين ذوي الإنتاج المتميز في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية تقديرا لإبداعهم وجهودهم التي تستحق التكريم والاهتمام.

ومن المنتظر أن يشهد حفل افتتاح المهرجان الذي يُقام الأحد الموافق للحادي عشر من فبراير الجاري، فقرات موسيقية متنوعة إضافة إلى تقديم العرض الموسيقي المسرحي “صدى الشعراء” والذي يستحضر عددا من شعراء الكويت الذين صالوا وجالوا إبداعا وتصويرا في رسم أجمل الكلمات والمفردات لمعان شعرية وقصائد خالدة منها المغناة والنوادر التي تم جمعها للاحتفاء بمرور 50 عاما من جمال ثقافة وفنون الكويت، كما يقدم عرضا موسيقيا أوركستراليا من الموروث الكويتي بقيادة الموسيقار عامر جعفر ومشاركة الفنان ضيف الشرف جاسم النبهان.

وتتضمن أجندة المهرجان مجموعة من الندوات الأدبية والأنشطة الثقافية والفنية، من بينها ندوة “الرواية الخليجية خلال عقدين”، والتي تقام ضمن منتدى رابطة أدباء الكويت المصاحب للمهرجان، و”منتدى الكويت السينمائي”، الذي سيقام على مدار يومين، وندوة عن “التحرير الأدبي والنشر في العالم العربي”، ومجموعة من المحاضرات بينها محاضرة “قصص مترابطة عن الفن الإسلامي”.

كما تقام محاضرات حول “مراحل التطوير المعماري في تاريخ مساجد الكويت”، و”تاريخ المساجد النموذجية الحديثة في الكويت”، و”تنظير الفن الإسلامي”، و”الذكاء الاصطناعي ومستقبل المكتبات”، و”هل يحق للأديب أن يقول كل ما يرغب في قوله”.

ويشاهد زوار المهرجان عددا من المعارض بينها معرض لإصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومعرض مجلة العربي: “رسومات كاريكاتير حسن حاكم حلم يتحقق”، ومعرض تراثي للنسيج الفلسطيني، ومعرض “رحلة الإبحار عبر تاريخ الكويت”، ومعرض “الشباب التشكيلي”.

كما تقام أمسية شعرية للشاعر السعودي محمد الحرز، والشاعر السوداني محمد عبدالله عبدالباري.

بوكس

وتتضمن أجندة المهرجان مجموعة من الاحتفاليات، بينها احتفالية بيت السدو، والتي تدور في فلك إحياء فن السدو، وحفل ليلة الأغنية الكويتية، وحفل انطلاق مشروع الفن الثالث “فن الجداريات”، واحتفالية مرور 50 عاما على إقامة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وحفل لعازف البيانو الأسباني الفنان إدواردو فيرنانديس، والأمسية الموسيقية لمجدي طلعت، واحتفالية تكريم الشاعر الغنائي سامي العلي.

جوائز الدولة

كان المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، قد أعلن قائمة الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية لعام 2023، والذين سيتم تكريمهم في حفل افتتاح الدورة الـ29 من مهرجان القرين الثقافي.

وقالت اللجنة العليا للجوائز في بيان لها، إن اختيار الفائزين قد تم بناء على معايير وأسس علمية وفنية وفق اللوائح المنظمة للجوائز.

وقد ذهبت جائزة الدولة التقديرية في مجال الشعر للشاعر عبدالرحمن فهد النجار، وذلك تقديرا لإسهاماته الكبيرة والمتميزة في الحركة الشعرية والإعلامية في دولة الكويت، بينما حصلت الدكتورة نورية صالح الرومي على جائزة الدولة التقديرية في مجال الدراسات الأدبية والنقدية تقديرا لإسهاماتها البارزة في الحركة النقدية والأدبية في دولة الكويت، وفاز الفنان محمد جابر الصخي بجائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون المسرحية تقديرا لإسهاماته البارزة ودوره الرائد في الحركة الفنية والمسرحية في دولة الكويت.

وأشارت اللجنة العليا إلى أن جائزة الدولة التشجيعية في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية ذهبت إلى كل من الفنان بدر منصور المنصور في مجال الفنون التشكيلية والتطبيقية (النحت) والمخرج محمد سامي العنزي في مجال الإخراج التلفزيوني والمخرجة غادة أحمد السني في مجال الإخراج الإذاعي والدكتور حامد علي الكوت في مجال التأليف الموسيقي، موضحة أنه لم يتقدم أحد في فرع “جائزة الدراسات النقدية في الفنون الموسيقية”.

ونوّهت اللجنة بأنه قد حصل على جوائز الدولة التشجيعية كل من الكاتب عبدالهادي محمد العجمي في مجال القصة القصيرة، وعبدالمحسن عايد القحطاني في مجال الترجمة إلى اللغة العربية، فيما تم حجب جائزتي النص المسرحي وأدب الطفل.

وأوضحت اللجنة أن في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية لم يتقدم أحد لجائزة الفلسفة، كما تم حجب جوائز الدراسات التاريخية والآثارية والمأثورات الشعبية لدولة الكويت والاقتصاد والجغرافيا.

وذكرت اللجنة أن جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية هي دلالة على رعاية وتقدير الدولة ممثلة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للمبدعين الكويتيين لتكريمهم وتشجيعهم وتعزيز التنمية الثقافية من خلال حرص المجلس على إحياء الثقافة والتراث وتنمية المواهب والكفاءات والتواصل مع جميع الجهات الأكاديمية والبحثية في تنشيط البحث العلمي والإبداع والفن.

ومن المعروف أن الجوائز التشجيعية الأولى قد انطلقت عام 1988 إذ يتم فيها منح الفائزين مجسما تذكاريا للجائزة وشهادة تقديرية ومبلغا ماليا قدره 10 آلاف دينار كويتي   في حين أن جائزة الدولة التقديرية قد تم تأسيسها عام 2000 وتمنح كل فائز درعا ومبلغ 20 ألف دينار كنوع من الدعم للحركة الثقافية في الدولة.

12