الكويت تحتفي بخمسينية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب

على امتداد عقود منذ انطلاقه قدم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكثير للثقافة العربية، منها إصداراته التي تعم العالم العربي برمته، من ترجمات وكتب أدبية وفكرية، والتي تعتبر من العلامات الفارقة في تاريخ الثقافة العربية استفاد منها جل القراء العرب. ويحتفي المجلس هذا العام بخمسينيته مذكرا بإسهاماته ومتطلعا إلى مشاريع جديدة.
تنطلق في الثالث من سبتمبر الجاري احتفالات دولة الكويت باليوبيل الذهبي لإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآدب، والذي كان قد تأسس بمرسوم أميري في عام 1973، ليكون بمثابة هيئة مستقلة تابعة للدولة، تعمل على تهيئة المناخ المناسب للإبداع الثقافي والفني وتنمية النشاطات الثقافية على أوسع نطاق.
الاحتفالات بمرور خمسين عاما على التأسيس، سوف تنطلق بالتزامن مع بداية النسخة الخامسة عشرة من مهرجان “صيفي ثقافي”، وتستمر على مدار عام كامل، لتنتهي بنهاية الدورة المقبلة من مهرجان القرين الثقافي، وذلك بحسب تصريحات الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة الدكتور محمد الجسار، ومن المنتظر أن تشهد النسخة الخامسة عشرة من مهرجان “صيفي ثقافي”، أكثر من 30 أمسية فنية وثقافية وأدبية، بالإضافة إلى العروض الخاصة بالطفل، وورش مسرحية عن الأداء التمثيلي لذوي الاحتياجات الخاصة، ومعارض أدبية، وغيرها من الفعاليات والأنشطة.
أجندة النسخة الخامسة عشرة من مهرجان “صيفي ثقافي”، تتضمن إلى جانب الورش الفنية، إقامة أكثر من 30 أمسية فنية وثقافية وأدبية، بالإضافة إلى العروض الخاصة بالطفل، وورش مسرحية عن الأداء التمثيلي لذوي الاحتياجات الخاصة، ومعارض أدبية، وغيرها من الفعاليات والأنشطة.
ففي الرابع من سبتمبر، سيكون محبو الثقافة على موعد مع أمسية حوارية بعنوان “الدليل الكويتي الثقافي” للكاتب حمد الحمد، يديرها الكاتب فهد الهندال، تعقبها في اليوم التالي أمسية روائية عنوانها “المفردات المحلية في الأعمال الروائية” يقدمها الروائي زهران القاسمي ويديرها الروائي طالب الرفاعي، والأمسيتان على مسرح مكتبة الكويت الوطنية.
إستراتيجية المجلس
وتحيي فرقة الجهراء حفلاً جماهيرياً في “مول 360” بتاريخ الثامن من سبتمبر، ويحتضن مسرح عبدالحسين عبدالرضا مجموعة من العروض والأمسيات التي تستهلها مسرحية "المحترمين" لعبدالعزيز صفر في الحادي عشر من سبتمبر، تتبعها أمسية موسيقية هندية في الثاني عشر منه. كما يطل على الجمهور عازف القانون آيتش دوغان وفرقته الموسيقية في الثالث عشر من سبتمبر، وتقام أمسية موسيقية فرنسية في اليوم التالي، ليكون ختامها مع حفل الفرقة الأردنية "صوت النشامى" للفنان سعد أبوتايه، في السابع عشر من سبتمبر.
وكان المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، قد استعرض الشهر الماضي تقرير الآداء الأول لإستراتيجيته، وكرّم المشاركين في خطته الوطنية الشاملة بالتزامن مع مرور 50 عاما على إنشائه، وهي الإستراتيجية التي تتضمن خطة عمل المجلس خلال الفترة من 2023 وحتى 2028. وبحسب تصريحات عائشة المحمود، الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فقد استعرض المجلس تقرير الأداء عن الأشهر الستة الأولى من عام الإستراتيجية الأول.
وقد أكدت المحمود أن أهم ما يمكن استخلاصه من صدور تقرير الأداء الأول هو وجود قناعة لدى قادة المجلس بالمضي قدما نحو ركب الإستراتيجية لتحقيق الأهداف المنشودة، ومما يؤكد ذلك هو اتخاذ مسارات جديدة تعتمد على التوعية للطواقم القيادية والإشرافية وكذلك التنفيذية في المجلس من خلال الحوارات والأدبيات والممارسات اليومية، بالإضافة إلى إشراكهم في برامج تدريبية تخصصية من المتوقع أن تكون مفيدة ومساندة لتحسين بيئة العمل بشكل أفضل وفق المجالات والمهام التي يتولاها العاملون في المجلس الوطني.
ونوّهت بأن العمل جار على تطوير المنهجية وتحسين المحتوى في المستقبل، حيث من المتوقع أن يصدر التقرير الثاني في الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل، وتمنت المحمود أن تكون تقارير المتابعة الدورية من بين الأسباب التي تُعزّز إنفاذ إستراتيجية المجلس على صعيد القطاعات ومع الشركاء من خارجه.
◙ منذ تأسيسه يأخذ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت على عاتقه عملية التنمية الفكرية والثقافية والفنية
ومنذ تأسيسه يأخذ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت على عاتقه عملية التنمية الفكرية والثقافية والفنية، ضمن رؤية واضحة تعمل على رعاية الثقافة والفنون والنهوض بهما وإفساح المجال أمام الاتصال والتواصل مع الثقافة العربية والعالمية. وتمثل الأمانة العامة للمجلس الأداة التنفيذية المسؤولة عن تطبيق سياسته وخططه ومشاريعه على الساحتين العربية والخارجية، ويشرف الأمين العام للمجلس على أجهزة المجلس ويضع أنظمتها ويدير شؤونها الفنية والإدارية والمالية.
ويرأس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وزير الإعلام ويضم في عضويته ممثلين عن بعض الجهات الحكومية وشخصيات أدبية وثقافية وفنية. وقد حددت مواد المرسوم الأميري بإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، مهام المجلس التي تضمنت: مسح الواقع الثقافي، وجمع البيانات عن مجهودات الهيئات المختلفة في ما يتعلق بأوجه النشاط، وإجراء دراسات دورية مستفيضة حول الجهد المبذول من أجل نمو الثقافة وازدهارها وتقدم الآداب.
وكذلك إصدار المؤلفات والمعاجم والفهارس وتجميع الوثائق والإسهام في نشر الإنتاج الفكري الجيد المبتكر والمترجم، والاهتمام بالتبادل الثقافي والمشاركة في المعارض والمؤتمرات والمهرجانات والندوات الثقافية والفنية، وإنشاء جوائز تمنح لأحسن إنتاج محلي في الثقافة والفنون والآداب.
التراث والإصدارات
من بين المهام العامة للمجلس أيضا، حفظ وتوثيق التراث الشعبي والتراث العربي، وتشجيع الاهتمام بالقراءة والكتابة، ودعم ورعاية الإبداع الفكري والثقافي المحلي، علاوة على دعم ورعاية الإبداع الفني والموسيقي المحلي، ونشر الثقافة العامة من خلال إصدارات المجلس المتنوعة.
وكذلك يسعى المجلس إلى العناية بشؤون الثقافة والفنون والآداب، حيث يتحمل أعباء تنمية وتطوير الإنتاج الفكري وإغنائه وتوفير المناخ المناسب للإنتاج الفني والأدبي، ويقوم باختيار الوسائل لنشر الثقافة والفنون الجميلة ونشرها وتذوقها، ويعمل على تمتين الروابط مع الهيئات الثقافية العربية والأجنبية، ويضع خطة ثقافية تستند إلى الدراسات الموضوعية لاحتياجات البلاد.
وينظم المجلس أنشطة دورية متنوعة طوال العام مثل: معرض الكويت الدولي للكتاب، ومهرجان القرين الثقافي، والمهرجان الثقافي للأطفال والناشئة، ومهرجان الكويت المسرحي، ومهرجان الموسيقى الدولي، ومهرجان أجيال المستقبل، ومهرجان صيفي ثقافي، والمعرض الشامل للفنانين التشكيليين، بجانب إقامة أسابيع ثقافية كويتية خارج الكويت، واستقبال أسابيع ثقافية عربية وعالمية داخل الكويت.
ويقوم المجلس كذلك بإصدار مجموعة متميزة من السلاسل والدوريات الثقافية العربية، كمجلة "العربي" سفيرة الثقافة العربية، وإحدى أعرق المجلات بالعالم، وسلسلة كتاب "عالم المعرفة" وهي واحدة من أهم السلاسل الثقافية العربية، ومجلة "عالم الفكر" وهي فصيلة تخاطب الدوائر الثقافية والأكاديمية وتهتم بنشر الدراسات والبحوث الثقافية والعلمية رفيعة المستوى، ومجلة “الثقافة العالمية” التي تقدم للقارئ العربي مختارات مترجمة من أحدث ما ينشر في الدوريات الأجنبية، وسلسلة "إبداعات عالمية" وسلسلة "من المسرح العالمي" التي تهتم بالنصوص الإبداعية المترجمة والمؤلفة، ومجلة "العربي الصغير" الموجهة للأطفال والناشئة العرب، إضافة إلى السلسلة التراثية، وإصدارات فكرية وثقافية وفنية أخرى غير دورية.