الكاتبة والناشرة الإماراتية فاطمة المزروعي: أدب الطفل يحتاج توزيعا أكبر

على دور النشر أن تنوع موضوعات إصداراتها وأن تشجع الرسامين على تطوير أدواتهم واستخدام التقنيات الحديثة في هذا المجال.
السبت 2024/05/11
مستقبل القراءة جيد لكنه ليس ورديا

أبوظبي - تقول الكاتبة والناشرة الإماراتية فاطمة حمد المزروعي إن أدب الطفل العربي يتطور من عام إلى عام، مضيفة أن منذ عام 2010 يشهد هذا الحقل الأدبي نقلة كبيرة كان من أسبابها إطلاق الجوائز الأدبية التي خصصت لهذا الفرع من الأدب العربي، وما يقام من ورش إبداعية ومؤتمرات، إضافة إلى المعارض المحلية والدولية للكتب وما يصاحبها من فعاليات أتاحت للكتاب الاحتكاك المباشر فيما بينهم ومكنتهم من تبادل الخبرات والرؤى، وكذلك رغبة الأدباء العرب في طرح آليات وأفكار جديدة، حيث صارت النصوص الأدبية الموجهة للأطفال تتصل بالواقع وتمثله وتعبر عن الحاضر بقوة.

وتؤكد المزروعي في مقابلة معها على أن كتب الأطفال صارت اليوم هي الأكثر مبيعا، وأن هذا الرواج لأدب الطفل جعل بعض دور النشر تقبل على النشر بكثرة في هذا الحقل الأدبي، الأمر الذي تسبب، وفقا لقولها، في خروج إصدارات دون المستوى المطلوب.

بنهاية عشرية القراءة في الإمارات عام 2026 سيكون 80 في المئة من طلاب المدارس يقرأون 20 كتابا في العام
بنهاية عشرية القراءة في الإمارات عام 2026 سيكون 80 في المئة من طلاب المدارس يقرأون 20 كتابا في العام

وحول رؤيتها لحركة النشر والتوزيع والعلاقة بين الكاتب والناشر، تقول إن أدب الطفل يعاني من وجود أزمة توزيع، وإن أغلب دور النشر لا تمارس التوزيع، وذلك بالرغم من الطفرة الكبيرة التي يشهدها أدب الطفل إماراتيا وعربيا، وتبيّن أن الناشر يواجه بشكل دائم مشكلة في توزيع إصداراته.

وتؤكد الكاتبة والأكاديمية الإماراتية على ضرورة وجود شبكات توزيع محلية داخل كل دولة، وأن تكون هناك شبكة توزيع دولية تساعد الموزعين على وصول إصداراتهم إلى بقية بلدان العالم العربي، منوهة بأن البيع عبر المنصات الرقمية أصبح يساعد على التوزيع وعلى رواج كتب الأطفال.

وتلفت المزروعي إلى أن بعض دور النشر الكبرى تعاني من عدم وجود صف ثان لإدارتها، وخاصة بعض الدور التي عرفت بأنها عائلية واضطرت إلى غلق أبوابها بعد رحيل من كان يديرها من الجيل القديم.

وتوضح أن العلاقة بين الكاتب والناشر يحكمها العقد المبرم بينهما، وأن على الكاتب أن يضع ما يحقق طموحه في نصوص عقده مع الناشر.

وحول رؤيتها لمستقبل القراءة ومن ثم فرص رواج أدب الطفل، تقول إن الأمر ليس ورديا، وإن من معوقات انتشار القراءة ورواج كتب الأطفال، ضعف مستوى الأطفال في مادة اللغة العربية، وكثرة الدروس، وقضاء الطفل ساعات طوال أمام الشاشات. وترى أن الحل يكمن في أمور عدة منها تقوية الأطفال في مادة اللغة العربية وذلك من خلال القراءة، وأن تصبح القراءة عادة يومية، مع تحديد ساعات استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية.

وحول رؤيتها لدور كل من الكاتب والناشر في النهوض بأدب الطفل العربي، تقول المزروعي إن على الكاتب أن يعمل على تطوير مشروعه الأدبي، وأن يخصص وقتا للإطلاع وأن يكون على تواصل بالآخرين وبالعالم.

وتضيف أن على دور النشر أن تنوع موضوعات إصداراتها وأن تشجع الرسامين على تطوير أدواتهم واستخدام التقنيات الحديثة في هذا المجال.

 استحضار واستلهام التراث العربي
استحضار واستلهام التراث العربي

وتتابع بالقول إن الدول ومؤسساتها المعنية عليها أن تهتم بالمبدعين في مجال أدب الطفل، وأن توفر لهم منح التفرغ الأدبي والمنح البحثية، وأن تفرد مساحة بوسائل الإعلام لتسليط الضوء على أدب الطفل، بجانب وضع برامج لتكريم المبدعين.

وحول رؤيتها لمستقبل القراءة لدى أطفال وطنها الإمارات، تقول المزروعي إن دولة الإمارات العربية المتحدة أطلقت في عام 2016 عشرية القراءة التي ستكتمل في عام 2026، وإن بنهاية تلك العشرية بعد عامين قادمين، سيكون 50 في المئة من البالغين في الدولة يقرؤون، وسيكون هناك 80 في المئة من طلاب المدارس يقرأون 20 كتابا في العام.

وحول مصادر الإلهام لديها، تلفت إلى أن مصادر الإلهام لديها متعددة، حيث تستلهم أعمالها من عوالم طفولتها وأطفالها، ومن قراءاتها، ومن الطبيعة والأشياء التي حولها مثل مدينتها ووطنها، وموقف الحياة وتجاربها، والتراث الإماراتي الذي يحضر في قصصها وكتاباتها وأبحاثها، ومن الأغاني الشعبية التي تقوم بجمعها وتوثيقها وغيرها.

وحول حضور التراث في الكتابات الموجهة للأطفال، ترى أنه حضور متفاوت من كاتب إلى آخر، وأن هذا الحضور يتمثل في استحضار واستلهام التراث العربي و”ألف ليلة وليلة”، وغير ذلك، وهو حضور جيد بحسب قولها.

وفي ختام المقابلة، تشدد فاطمة المزروعي على أهمية القراءة للأسرة، وأنه على الوالدين أن يمثلا الأسوة للأبناء وأن يجعلا القراءة عادة لدى أطفالهما، حيث تقرأ الأم للطفل في سنواته الأولى، ثم يكبر الطفل ويقرأ لأمه، مع تشجيع الأطفال على الاستفادة من الكتب، وأن يكون الكتاب ضمن قائمة الهدايا التي تقدم للأطفال في حفلات أعياد الميلاد بجانب ما يقدم لهم من ألعاب، وأن يمنح الطفل حق اختيار ما يحب أن يقرأه، وأن نقرأ للطفل في السيارة وقبل النوم، واختتمت حديثها بالتأكيد على أن القراءة مهمة لتخفيف أعباء الحياة ووسيلة للاسترخاء والراحة.

يذكر أن الدكتورة فاطمة حمد المزروعي هي باحثة وأكاديمية وأديبة وناشرة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في أدب ما قبل الإسلام، ودرجة الدكتوراة في اللغة العربية وآدابها، ولها العديد من الإصدارات والدراسات البحثية بجانب مؤلفاتها في مجال الأدب الموجه للطفل.

12