القوات الإثيوبية تطلق معركة لاستعادة مدينة ديسي الاستراتيجية

نيروبي- أطلقت القوات الإثيوبية معركة جديدة للسيطرة على مدينة ديسي في شمال البلاد وفق ما أفاد سكان الأحد بعد ساعات من إعلان متمرّدي تيغراي سيطرتهم عليها.
ومثّلت سيطرة جبهة تحرير شعب تيغراي على ديسي السبت مرحلة جديدة في الحرب المستمرة منذ نحو عام بعدما استعادت معظم أجزاء تيغراي من القوات الفيدرالية في يونيو ووسعت رقعة وجودها لتمتد إلى المناطق المجاورة.
لكن سكانا أفادوا الأحد عن تجدد المعارك في المدينة فيما أصدر الجنود الإثيوبيون الذين عادوا إلى ديسي بعدما أشارت تقارير إلى انسحابهم قبل يوم أوامر للسكان بالتزام منازلهم.

نيد برايس: الولايات المتحدة قلقة للغاية من توسع المعارك في شمال إثيوبيا
وقال أحد قاطني ديسي الذي عرّف عن نفسه باسم محمد “أبلغنا الجنود بأنهم يقاتلون لاستعادة المدينة (…) وقالوا لنا إنه يجب ألا يخرج أحد من منزله”.
وأفاد نادل سابق في ديسي يدعى ديستا بأنه شاهد جنودا يقاتلون في الشوارع. وأوضح لوسائل إعلامية “يطلقون النار لكن كان عليّ إغلاق نافذتي (…) حتى لا يرونني”.
وتحدّثت يميسيراتش التي اختبأت في منزلها عن سماعها أصوات إطلاق نار، وذكرت لوسائل إعلامية أنها “في المنزل وخائفة”.
وجاء في بيان لمكتب الاتصالات العسكرية الإثيوبي الأحد “ستواصل القوات المسلّحة على الجبهة تطهير المنطقة من مجموعة من الإرهابيين”. وأضاف “يقاتلون من أجل القضاء بالكامل على القوة الغازية”.
وتبعد ديسي الواقعة في إقليم أمهرة المتاخم لتيغراي بنحو 400 كيلومتر عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأفاد السكان في وقت سابق عن احتشاد كبير للجيش في المنطقة فيما تدفّق السكان الفارّون من البلدات التي تشهد معارك شمالا إلى ديسي.
لكن ديسي شهدت السبت نزوحا جماعيا أيضا، إذ تكدّس العديد من الأشخاص في الحافلات وفرارهم إلى بلدة كومبولشا جنوبا.
ودعت واشنطن متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي الذين يواجهون القوات الفيدرالية الإثيوبية منذ عام إلى “وقف تقدمهم” في شمال إثيوبيا، وفق ما قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس.
وأورد برايس في بيان السبت أن “الولايات المتحدة قلقة للغاية من توسع المعارك في شمال إثيوبيا. نجدد دعوتنا إلى جبهة تحرير شعب تيغراي للانسحاب من منطقتي أمهرة وعفر ووقف تقدمها نحو مدينتي ديسي وكومبولشا”.

في الأثناء تتعرّض منطقة تيغراي إلى قصف جوي يومي تقريبا منذ نحو أسبوعين فيما يزداد اعتماد الجيش على سلاح الجو في النزاع.
وذكر مصدر في أحد المستشفيات أن 10 أشخاص قتلوا في ضربة جوية الخميس، فيما أشارت الأمم المتحدة إلى مقتل ثلاثة أطفال في ضربتين وقعتا في الثامن عشر من أكتوبر المنقضي كما قتل شخص آخر في هجوم منفصل.
ولفتت الحكومة بدورها إلى أن المنشآت التي تعرّضت للقصف كانت عسكرية في طبيعتها وتقدّم المساعدة لجبهة تحرير شعب تيغراي.
وأثارت عمليات القصف انتقادات دولية وعرقلت وصول منظمات الأمم المتحدة إلى المنطقة حيث يواجه نحو 400 ألف شخص ظروفا أشبه بالمجاعة في ظل حصار مفروض بحكم الأمر الواقع.