القاهرة تنجح في احتواء التوتر بين حماس وإسرائيل في غزة

الهدوء الحذر في قطاع غزة يشي بأن حركة حماس، التقطت بسرعة التحذيرات المصرية من مغبة عرقلة جهودها لتثبيت الهدنة، وذلك ما دفعها إلى الاستجابة لضغوط القاهرة.
الجمعة 2021/08/27
إعادة فتح معبر رفح

غزة – شهد قطاع غزة مؤشرات على نجاح اتصالات أجرتها القاهرة لاحتواء التوتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة بعد تطورات أنذرت بعودة التصعيد العسكري بين الجانبين.

وأعادت السلطات المصرية الخميس فتح معبر رفح البري مع قطاع غزة لتسهيل عودة العالقين في الجانب المصري إلى القطاع وإدخال البضائع. وأعلنت وزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس في غزة في بيان، أن السلطات المصرية أبلغتها بعودة العمل الطبيعي بمعبر رفح في الاتجاهين اعتبارا من الأحد المقبل.

وأغلقت السلطات المصرية بشكل مفاجئ معبر رفح منذ الاثنين الماضي في خطوة وصفت بأنها مرتبطة بتنظيم الفصائل الفلسطينية احتجاجات شعبية قرب السياج الحدودي مع إسرائيل، ما يعرقل مساعيها لحلحلة جمود الهدنة التي توسطت فيها.

ورأت مصادر سياسية أن قرار مصر إغلاق المعبر ينطوي على رسالة إلى حماس يفيد فحواها بأن هناك انزعاجا من توجهها نحو زيادة وتيرة التحركات العسكرية تجاه إسرائيل بما قد يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة.

وقالت المصادر ذاتها إن قرار الإغلاق جاء بعد أن وصلت إلى القاهرة معلومات تفيد بأن الحركة تجد في التصعيد وسيلة للهروب إلى الأمام ومحاولة للخروج من مأزقها الحالي أمام المواطنين، حيث أفضى تشددها في الكثير من الملفات الحيوية إلى زيادة الأزمات في القطاع وتوجيه الاتهامات إليها مباشرة.

ومن جهتها، أعلنت إسرائيل الليلة الماضية عن حزمة جديدة من “التسهيلات” لصالح قطاع غزة ضمن الاتصالات الإقليمية لتعزيز تفاهمات التهدئة مع الفصائل الفلسطينية. وقال مكتب المنسق الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية في بيان، إنه تقرر توسيع إدخال المعدات والبضائع لمشاريع مدنية دولية في قطاع غزة وزيادة حصة التجار من غزة ممن يسمح لهم بالسفر إلى ألف تاجر إضافي.

حركة حماس تعلن عودة العمل الطبيعي بمعبر رفح الحدودي مع مصر في الاتجاهين اعتبارا من الأحد المقبل

وأضاف أنه ستتمّ المصادقة على استيراد سيارات جديدة إلى قطاع غزة، والسماح باستئناف تجارة الذهب بين غزة والضفة الغربية، مشيرا إلى أن هذه الخطوات والمزيد منها مشروطة بالحفاظ على الاستقرار الأمني.

ورعت مصر اتفاقا لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في 21 مايو الماضي لإنهاء جولة قتال عنيفة خلفت مقتل أكثر من 250 فلسطينيا و13 شخصا في إسرائيل فضلا عن تدمير واسع في المنازل والبني التحتية في القطاع.

وسمحت إسرائيل عقب وقف إطلاق النار بفتح جزئي لمعابر قطاع غزة وإدخال الاحتياجات الإنسانية الأساسية مع إبقاء قيود واسعة على الواردات وعمليات التصدير.

وتشير حالة الهدوء الحذر في قطاع غزة إلى أن فصائل المقاومة في غزة وعلى رأسها حركة حماس التي تسيطر على القطاع، التقطت بسرعة التحذيرات المصرية من مغبة عرقلة جهودها لتثبيت الهدنة، وذلك ما دفعها إلى الاستجابة لضغوط القاهرة ووقف الفعاليات الاحتجاجية على الحدود مع إسرائيل.

وأجرى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الثلاثاء اتصالات مع المسؤولين في القاهرة حول التطورات الأخيرة في قطاع غزة، رأى فيها مراقبون أنها تعكس خشية الحركة من تهميش مصري لها وحشرها في الزاوية وهو ما استشف من خلال إغلاق الجانب المصري لمعبر رفح.

وانطلقت السبت في قطاع غزة فعاليات على الحدود مع إسرائيل قالت حماس إنها لن تنهيها حتى تتم الاستجابة لمطالبها. وتطالب حماس بإعادة فتح معابر القطاع بشكل كامل وتوزيع المنحة القطرية والبدء في إعادة الإعمار، والسماح بدخول المواد التي تُستخدم في البنية التحتية، بالإضافة إلى مستلزمات البناء، ما يمكّن من عودة الأوضاع في القطاع إلى ما كانت عليه قبل المواجهات الأخيرة.

ومع إصرار الفصائل الفلسطينية على إقامة الفعاليات على حدود غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب على طول الحدود مع القطاع.

2