القاعدة تعول على كورونا لإضعاف خصومها في الساحل الأفريقي

باماكو – وجّه فرع القاعدة في الساحل الأفريقي الثلاثاء، تحذيرات للقوات الأجنبية مفادها أن فايروس كورونا يضعفهم في وقت تحاول فيه قوات مشتركة إحراز تقدم ضد الجماعات المتطرفة.
وأعلن التحالف الجهادي الرئيسي في الساحل التابع لتنظيم القاعدة، مسؤوليته عن قتل عشرات من الجنود في مالي الأسبوع الماضي، وأشار إلى أن فايروس كورونا يضعف القوات الأجنبية في منطقة الساحل. وفي بيان تحقق منه المركز الأميركي لمراقبة المواقع المتطرفة، سايت، على الإنترنت، قالت “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” إنها هاجمت قاعدة عسكرية في بلدة بامبا في منطقة غاو في شمال البلاد في 6 أبريل.
وصرح مسؤولون أن الهجوم أسفر عن مقتل نحو 25 جنديا ماليا، لكن الجماعة الجهادية قالت في بيانها إنّ الهجوم أوقع 30 جنديا. كما قالت الجماعة إنّ الفايروس القاتل الذي يجتاح أوروبا والعالم يمكن أن يضعف عزيمة أعدائها. وتابعت في بيان إن “الوباء ضرب أيضا صفوف القوات الغازية في مالي. وهذا يدل على قرب تفكك هذا التحالف الشيطاني إن شاء الله”. وأسفر تمرد الانفصاليين والحركات الجهادية وأعمال العنف القبلية كذلك عن سقوط آلاف من القتلى وتشريد مئات الآلاف منذ بداية الأزمة في العام 2012، رغم وجود قوات أممية وأفريقية وفرنسية.
وتنشر فرنسا 5.100 جندي ضمن قوة برخان في دول الساحل، فيما تنشر الأمم المتحدة بعثة في مالي تضم 13 ألف فرد لمواجهة المتمردين. وامتدت أعمال العنف التي انطلقت في شمال مالي إلى وسط مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وتخرج مساحات شاسعة من الأراضي عن سيطرة الدولة التي تبذل ما تستطيع، بدعم من حلفائها، لقيادة المواجهة العسكرية والمسار السياسي الضروري لإنهاء الأزمة. وفي مارس الماضي، أعلنت الجماعة الجهادية أنّها على استعداد للتفاوض مع باماكو شرط أن تسحب فرنسا والأمم المتحدة قواتهما من مالي.
وأضافت الجماعة “ليس لدينا أي شرط مسبق للمشاركة في هذه المفاوضات” سوى “إنهاء الاحتلال الفرنسي الصليبي العنصري المتغطرس”، واصفة هذا الشرط بأنّه مطلب للشعب بأسره. وسجلت مالي 123 حالة إصابة بفايروس كورونا المستجد بينها 10 حالات وفاة. وهناك مخاوف من عدم قدرة البلد الأفريقي الفقير على التعامل مع تفشي الوباء.
وكثف الجهاديون من هجماتهم مؤخرا لتفكيك التحالفات التي عقدت ضدهم في المنطقة، وكبدت الجماعات المتطرفة الجيوش الوطنية خسائر فادحة وهو ما جعل تشاد على سبيل المثال تنسحب من الحرب ضد هذه الجماعات بعد مقتل 92 جنديا تشاديا في عملية واحدة للمتمردين.
وتأتي هذه المستجدات في وقت لا يخفي فيه مسؤولون في أفريقيا توجسهم من عودة قوية للتنظيمات المتطرفة على غرار داعش والقاعدة اللذان قد يستغلان انشغال العالم بوباء كورونا.