الفيفا تاريخ ملتبس تغطيه الأموال غير المشروعة

أثيرت في السنوات الماضية، الكثير من قضايا الرشاوى لأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولكن البداية تحديدا كانت منذ 1996. حينها كثرت الاتهامات حول الفساد في حقوق بث بطولة الكأس الذهبية لأميركا الشمالية (كونككاف)، وتكرّر الأمر بعد ذلك في 1998 والنسخ الأربع التالية. ربما أن بداية الفساد الحقيقية في الاتحاد الدولي كانت بوصول سيب بلاتر إلى الرئاسة في 1998، خصوصا مع ما أثير أنه اكتسب مكانة بارزة في الاتحاد بصورة غير قانونية.
لم تتوقف المزاعم حول الرشاوى والفساد المالي والإداري التي ارتبطت بأعضاء من اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي من أجل إسناد تنظيم كأس العالم إلى دول بعينها وغيرها من القضايا.
وتشمل هذه المزاعم أمر اختيار جنوب أفريقيا 2010، وكذلك عرض بطولة فرنسا 1998، ومزاعم رشوة أيضا لاختيار روسيا وقطر ونسخ أخرى من المونديال.
وفي هذا الصدد يقدم الكاتب الصحافي في جريدة الغارديان ديفيد كون في كتابه "سقوط الفيفا" تحقيقا تحليليا موسعا يتتبع فيه انطلاقا من عشقه لكرة القدم نشأة وتطور ومسيرة الاتحاد الدولي لكرة القدم الجهة المنظمة لبطولة كأس العالم، كاشفا عن تفاصيل الكثير من وقائع الفساد التي شابت عملية اختيار الدول المنظمة لبطولة كأس العالم، وكيف كان للرشاوى دور كبير في اختيار هذه الدول. بالإضافة إلى سيطرة كبرى الشركات الراعية والدول الأوروبية على المنظومة لتكون في المقام الأول في الاستفادة من عوائد المباريات. من جانب آخر مهم، يكشف استغلال أبرز المرشحين لرئاسة الفيفا لاتحادات كرة القدم الفقيرة لكسب أصواتهم، فيوضح كون بالأرقام المبالغ الهائلة التي بلغت المليارات لتحقيق المنفعة الشخصية على حساب منفعة المنظومة بأكملها.

يقول كون "بعد أن تدهورت سمعة الفيفا بسبب تأكد فضائح الفساد على نحو مذهل ومتجذر، أصبحت أعرف أن العام 1974، وهو بالمصادفة العام الذي تعرفت فيه كرة القدم العالمية، هو عام التغيير الجذري لتلك المؤسسة. فبعد انتخابات ملتهبة في مؤتمر فرانكفورت قبل كأس العالم مباشرة، حلّ رجل الأعمال البرازيلي جواو هافيلانغ بشكل مثير للجدل محل رئيس الاتحاد، الإنجليزي السير ستانلي روس البالغ من العمر تسعة وسبعين عاما. وتربع البرازيلي على عرش الفيفا. أن الرشوة سبب حصول 'هافيلانغ' على الأصوات. وتحدث أحد التقارير في ذلك الوقت عن مغلفات بُنيَّة صغيرة في أيد سوداء كبيرة". ربما كان ذلك صحيحا، مثل العديد من مزاعم الرشوة الأخرى التي اعترت انتخابات الفيفا والتصويت منذ ذلك التغيير الرئيسي الذي حدث في النظام عام 1974، ولكن لم تُوثَّق أي حالة بشكل مثبت.
ويضيف "عندما أفكر في التأثير الكبير والمدهش الذي نعيشه اليوم، أجد أن منطلقه كان سياسات الفيفا والشركات الرياضية الأخرى، وعلى رأسها شركة الملابس الرياضية أديداس ومالكها هورست داسلر. وذُهِلت عندما أدركت مدى هيمنة هذه العلامة التجارية على كأس العالم 1974. كان لعقود الرعاية تأثيرها فيَّ كما فعلت مع ملايين آخرين، وعلى النحو الذي قصده داسلر، فقد تربيت على أن خطوط أديداس الثلاثة هي علامة الأناقة والروعة واللياقة، دون أن أنتبه إلى أن بكنباور كان يرتدي أحذيتها بعقود مكتوبة".
ويتابع "هولندا بدورها كانت ترتدي أديداس، على الرغم من أن كرويف نفسه كان يمثل علامة 'بوما' المنافسة التي تأسست بعد انقسام في عائلة داسلر، ولذلك كان على قميصه خطان فقط وليس خطوط أديداس الثلاثة. وفي المباراة التي أقيمت بين ألمانيا الشرقية والغربية، تجاوزت أديداس الانقسام السياسي، والجدار بين الشيوعية القمعية والرأسمالية المستنيرة، وجعلت لاعبي الفريقين يرتدون أحذيتها. حتى زائير، الممثل الوحيد لأفريقيا، ارتدت أديداس".
وصمة حديثة
يرى كون أنه بالتفكير في وصمة الفيفا حديثا، والاعتقالات المروعة والتهم الموجهة لتسعة من كبار الشخصيات في مايو 2015 في زيورخ، قبل أيام من إعادة تتويج سيب بلاتر رئيسا، وإقرار تشاك بليزر وآخرين بالذنب في عمليات احتيال واسعة النطاق، فمن الطبيعي أن نتذكر الآباء المؤسسين ونتخيلهم وهم يتقلبون في قبورهم حنقا.
ويكشف أنه بالنسبة إلى جميع التحقيقات والاستفسارات في الملابسات والظروف التي أدت إلى تصويت غالبية أعضاء اللجنة التنفيذية لروسيا وقطر، والأدلة المحدودة على المخالفات التي كُشِف عنها، فمن المهم أن نتذكر قلة ظهورها قبل التصويت نفسه. وكان التدخل الأقوى من قبل صحيفة "صنداي تايمز"، حيث تظاهر صحافيون بأنهم من جماعات الضغط من أجل الملف الأميركي لاستضافة بطولة 2022. ومن بين العدد الكبير الذي راقبوه من مسؤولي كرة القدم والوسطاء الطامحين، صوَّروا سرا عضوين من اللجنة التنفيذية، عاموس أدامو من نيجيريا، ورينالد تيماري، رئيس اتحاد أوقيانوسيا، وهما يطلبان أموالا لمشاريع تطوير.
مزاعم الفساد شملت اختيار جنوب أفريقيا 2010، وكذلك بطولة فرنسا 1998، ومزاعم رشوة أيضا لاختيار روسيا وقطر ونسخ أخرى من المونديال
ويتابع "نُشِر في 17 أكتوبر 2010، قبل ستة أسابيع فقط من التصويت، نص تسجيل لـأمادو وهو يطلب 800 ألف دولار لبناء أربعة ملاعب نجيل صناعي في نيجيريا. وقد طلب دفع الأموال إليه مباشرة، وليس إلى الاتحاد النيجيري لكرة القدم، واقترح، وفقا للصحيفة، أن يكون وسيط ذلك شركة أوروبية تابعة لأحد أقاربه. أما تيماري فقد أخبر المراسلين أنه كان يريد 1.5 مليون جنيه إسترليني لبناء أكاديمية في مقر اتحاد أوقيانوسيا في أوكلاند، وأنه عندما جاء مسؤولو ملف استضافة كأس العالم للتحدث معه حول الإدلاء بصوته في اللجنة التنفيذية، سألهم عن مدى تأثير عرضهم في كرة القدم في منطقته. ‘هذا هو النهج الأساسي عندما أتحدث مع شخص يرغب في الحصول على صوتي".
وبعد التحقيق في هذه الواقعة، بعد شهر، منعت لجنة الأخلاقيات في الفيفا أدامو من ممارسة أي منصب في كرة القدم مدة ثلاث سنوات لخرقه مدونة السلوك، بما في ذلك قواعد مكافحة الرشوة. وعُلِّقت عضوية تيماري مدة عام، فلم يثبت أنه كان يطلب رشاوى، ولكن لخرقه قواعد الولاء والسرية كونه مسؤولا في الفيفا. وقُبِض على أربعة من كبار مسؤولي الفيفا في هذا الصدد، قائلين إنه قُدِّمت رشاوى لأعضاء اللجنة التنفيذية مقابل أصواتهم، وأُوقِفوا جميعا أيضا. وانتقد رئيس لجنة الأخلاقيات، المهاجم الدولي السويسري السابق كلاوديو سولسر، تغطية صحافية صنداي تايمز، ووصفها بأنها صحافة إثارة، في مؤتمر صحافي في زيورخ.
يؤكد كون أن نهائيات كأس العالم 2018 و2022 ذهبت في النهاية إلى الدولتين الأكثر إلحاحا في طلبها. وكلا الدولتين لا تمثلان ديمقراطية حقيقية، وكلتاهما على استعداد لإنفاق ثروات غير محدودة للفوز بحقوق البطولة، ثم بناء البنية التحتية اللازمة. ونجد أن عرض قطر الرسمي، في حملة قادها حسن الذوادي، كان بميزانية قدرها 100 مليون جنيه إسترليني. وبدعم كامل من أمير قطر، أسَّسوا خطابهم التسويقي لمزايا إقامة كأس العالم في قطر على مفاهيم البهجة والوحدة والسلام في أول بطولة تقام في الشرق الأوسط، وتصحيح الصورة المأخوذة عن منطقة حروب وأعمال عدائية وإرهاب. كان لديهم المال اللازم لبناء العديد من الملاعب الجديدة وتنفيذ جميع متطلبات البنية التحتية اللازمة، كجزء من خطة قطر الإستراتيجية للعام 2030، التي أُطلِقت في عام 2008 لتطوير البلاد وتعزيز صورتها الثقافية وتنويع مصادر اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط والغاز.
ولجعل فكرة بطولة كأس العالم في دولة صغيرة غير متطورة كرويّا في الخليج محبّذة، جنَّدوا بعض أساطير كرة القدم، الذين يحصلون على رواتب جيدة ليكونوا سفراء لهم، ومنهم زين الدين زيدان ورونالد دي بوير وبيب غوارديولا، الذي أنهى مسيرته بصفته لاعبا في قطر. وسافر فريق الملف بقيادة الذوادي حول العالم، وكانوا في أنغولا لحضور مؤتمر الكاف 2010، إذ دفعوا بسخاء مقابل تأييد اتحاد الكرة الأفريقي وثلاثة أعضاء في اللجنة التنفيذية.
وانتقالا إلى الملف الروسي، يضيف كون "لا نعرف حتى الآن سوى القليل من التفاصيل، باستثناء أن الرئيس فلاديمير بوتين أراد تنظيم بطولة 2018، وأن الأوليغاركي رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي، كان مشاركا بدور فاعل. وكان أبراموفيتش واحدا من حفنة من الرجال الذين أصبحوا بين عشية وضحاها مليارديرات بطريقة سيئة السمعة وسط قطاعات الدولة في التسعينات بعد نهاية الشيوعية، في مقابل الدعم الذي قدمه للرئيس آنذاك بوريس يلتسين".
وكان الملف بين أيدي فيتالي موتكو، وزير الرياضة الروسي، الذي تورطت إدارته في اتهامات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بشأن برنامج منشطات حكومي روسي مزعوم للرياضيين، كُشِف عنه قبل أولمبياد 2016، وهو ما نفاه. وقد كان عضو اللجنة التنفيذية للفيفا كذلك. وأُقيمت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي، والتي أرادها بوتين إعلانا عن حضور روسيا وقوتها العالمية، في مدينة رياضية مترامية الأطراف شُيِّدت لهذا الغرض، وبتكلفة إجمالية بلغت نحو 51 مليار دولار، في بلد لا يزال غالبية سكانه غارقين في الفقر.
قوة مالية
يشير كون إلى أن قائمة من سيتخذون القرار، والذين كان عليهم أن يخضعوا لهذه القوة الجيوسياسية والمالية الهائلة، مع الحفاظ على سمعتهم ومناصبهم في تلك المرحلة الحاسمة في ذات الوقت، كانت تضم تشاك بليزر، جاك وارنر، ريكاردو تيكسير، نيكولاس ليوز، خوليو جروندونا، وهم الذين سوف تتهمهم الجهات الأميركية في غضون خمس سنوات بالاحتيال والفساد. وكان يُفترض أن محمد بن همام، الذي سوف يوقفه الفيفا في غضون عامين مدى الحياة بسبب انتهاكات متعددة لقواعده الأخلاقية، له تأثير رئيسي في ذلك الوقت، وقد تلقَّى التهاني بكل هدوء بعد ذلك.
وكان من المصوتين تشونغ مونغ جون، الذي أوقفه الفيفا لاحقا مدة ست سنوات بزعم ربطه تلقي أموال تطوير ذات صلة بعرض كوريا الجنوبية لاستضافة كأس العالم 2022، وهو ما ينفيه.
وكذلك كان من بين المصوتين ووراوي مكودي، الذي أدين عام 2015 بالتزوير في حملته الانتخابية لرئاسة الاتحاد التايلاندي لكرة القدم. وكان أمادو وتيماري غائبين بالفعل، لكن سلوكهما وموقفهما تجاه عملية تقديم العطاءات لم يعتبره الفيفا إشارة إلى وجود مشكلة جوهرية.
لجعل فكرة كأس العالم في دولة صغيرة غير متطورة كرويا في الخليج محبذة، جنّدوا بعض أساطير كرة القدم، ليكونوا سفراء لها
ويوضح كون أنه كان لدى بلاتر وبلاتيني بالطبع صوت في اللجنة. ولا يزال تصويت بلاتيني لقطر، بعد تغيير رأيه وقراره بعدم دعم بطولة 2022 في الولايات المتحدة الأميركية، يثير حنق بلاتر، الذي كشف في عام 2016 أنه كان يريد البطولة في روسيا في 2018، ثم في الولايات المتحدة 2022، وعمل على ذلك. في حين اعترف بلاتيني لاحقا أنه غير رأيه بعد مأدبة غداء في قصر الإليزيه في باريس خلال نوفمبر 2010 مع رئيس بلاده نيكولا ساركوزي ونجل أمير قطر آنذاك تميم بن حمد آل ثاني، والذي خلف والده في عام 2013. وخلال مأدبة الغداء، أخبره ساركوزي أنه يريد منه التصويت لصالح قطر لاستضافة بطولة 2022، كما كان يسعى لإقناع القطريين بشراء نادي باريس سان جرمان، أكبر أندية دوري الدرجة الأولى، والذي كان يواجه صعوبات مالية. كما كانت هناك صفقات تجارية مهمة للغاية مع قطر يسعى ساركوزي من خلالها إلى إنعاش اقتصاد بلاده بعد الأزمة المالية التي عصفت بأوروبا والغرب.
ويلفت إلى أن بلاتيني أكد أن ساركوزي لم يطلب منه صراحة التصويت لقطر، لكنه كان يعرف ما يريده رئيس فرنسا. كما قال رئيس الاتحاد الأوروبي آنذاك إنه لم يغير رأيه بسبب هذا التأثير من رئيس بلاده، لكنه قرر أن بطولة كأس العالم في الخليج، في الشتاء، ستكون حدثا جميلا. ولكن التصويت وقتها في الواقع كان على إقامة كأس العالم في قطر صيفا. وبعد التصويت، اشترت شركة قطر للاستثمارات الرياضية، وهي صندوق ثروة سيادي، نادي “باريس سان جرمان”، الذي يشجعه ساركوزي. ومنذ ذلك الحين، ضخت الشركة وهيئة قطر للسياحة، بصفتها راعيا، ما قيمته 200 مليون يورو سنويا لشراء النجوم للفريق، الذي فاز أكثر من مرة بالدوري الفرنسي وأصبح يشارك على الدوام في دوري أبطال أوروبا.
ثروة خيالية
يقول "لم تتوقف الأموال القطرية المخصصة لفرنسا عند حدود باريس سان جرمان، فبعد ثلاثة أسابيع من شراء النادي المفضل لساركوزي، هبطت ثروة على القائمين على الدوري الفرنسي، إذ أبرمت قناة بي.إن سبورتس، صفقة حقوق البث التلفزيوني الخاصة بالدوري، بقيمة هائلة قدرها 607 ملايين يورو سنويا من عام 2012 إلى عام 2016. وجُدِّد العقد في عام 2014، إذ ارتفعت القيمة إلى 726 مليون يورو في الموسم اعتبارا من عام 2016 حتى عام 2020. وعليك أن تعرف أن الرئيس القطري لكل من باريس سان جرمان وشركة قطر للاستثمارات الرياضية، ناصر الخليفي، هو نفسه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لقنوات بي.إن سبورتس. والأهم بالنسبة إلى ساركوزي أن القطريين أبرموا أيضا صفقات تجارية كبيرة مع فرنسا. وشمل ذلك طلب الخطوط الجوية القطرية خمسين طائرة من طراز A320 من عائلة جديدة من صنع إيرباص في قاعدتها في تولوز بإجمالي 18.75 مليار دولار".
وحصل نجل بلاتيني، لوران وهو محام، على منصب تنفيذي في شركة بوردا للملابس الرياضية، والمملوكة لجهاز قطر للاستثمار، لكن بلاتيني نفى أن يكون لهذا أي صلة بتصويته لقطر. ويؤمن بلاتر تماما بأن بلاتيني تأثر بالضغط السياسي، ويقول إن بلاتيني أخبره بذلك. ثم إنه مقتنع بأن تصويت بلاتيني والذي أخذ معه أربعة أصوات أوروبية أخرى، كان العامل الحاسم في منح قطر أغلبية الأصوات.
ويرى كون أن الذوادي لا يزال عاجزا عن تصديق فوز قطر بتنظيم المونديال بالرغم من الأموال الضخمة التي ضختها الحكومة في ميزانيته التسويقية، فضلا عن تورط القطري محمد بن همام في قضايا الفساد الذي لا يزال له منصب رئيسي في اللجنة التنفيذية في الفيفا وثروة بلاده الهائلة في ظل الاقتصاد العالمي الذي يعاني أزمة الدين.
ستُقام بطولة كأس العالم في قطر في اثني عشر ملعبا مخططا لها، من بينها تسعة ملاعب شُيِّدت بالفعل وسيُعاد هيكلة ثلاثة بشكل أساسي في مدينة واحدة وهي الدوحة، العاصمة القطرية التي كانت مغمورة في السابق إلى حد ما، في ظروف الصيف الصحراوية والرطوبة الشديدة ودرجات الحرارة المرتفعة. وفي وسط تلك القاعة التي كان يخيم عليها الذهول والسكون، قفز الوفد القطري وعانقوا بعضهم بعضا بسعادة فقد فازت قطر بالتصويت.