العرق التركي ورقة أنقرة لفرض نفوذها في أفغانستان

إسطنبول – يراهن الأتراك على الدخول بقوة إلى أفغانستان ضمن رؤية أشمل تقوم على التمدد في آسيا الوسطى عن طريق إحياء المشترك التاريخي، وخاصة البعد العرقي التركي، مستفيدين من المكاسب الميدانية التي حققتها بلادهم في أذربيجان والتي أعطت زخما كبيرا لفكرة ما أسماه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بـ”العالم التركي”.
وينظر الأتراك إلى أفغانستان على أنها مجال حيوي عسكري واقتصادي من شأن لعب دور مؤثر فيه أن يمنحهم موطئ قدم مهمًّا تماما كما حصل في أذربيجان. وقال جاويش أوغلو إن التطورات في أفغانستان لها آثار عالمية، وإن العالم التركي أكثر تأثرًا بهذه التطورات لأنه جارٌ لهذا البلد.
جاء ذلك في كلمة له الاثنين خلال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول مجلس رابطة الدول الناطقة بالتركية (المجلس التركي) في “قصر دولمة بهتشه” بمدينة إسطنبول. وأشار جاويش أوغلو إلى أن اجتماعهم يصادف الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب التي استمرت 44 يومًا وانتهت بتحرير أذربيجان لأراضيها المحتلة من قبل أرمينيا.

مولود جاويش أوغلو: وجود الملايين من العرق التركي في أفغانستان يهمنا كثيرا
وبيّن أن المجلس التركي لأول مرة يناقش مسألة أفغانستان، مؤكدًا أن وجود الملايين من ذوي العرق التركي في أفغانستان هو ما يهم المجلس بشكل مباشر. وشدد الوزير على أن اجتماع إسطنبول مؤشر على ارتفاع مكانة المجلس التركي على الساحة الدولية.
ومنذ نجاحها في تقديم دعم عسكري فعال لأذربيجان في معركة إقليم قره باغ وسكوت العالم عن المكاسب التي حققتها، تسعى تركيا لإعطاء زخم أكبر للبعد التركي في علاقتها الخارجية في آسيا الوسطي، وهو ما وجد صدى لدى دول “المجلس التركي” وجيرانها.
ولا يتعامل الرئيس التركي مع البعد العرقي كنوع من الحنين إلى الماضي، وإنما بوصفه مدخلا لتحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة، وهو ما بدا واضحا في كلمة جاويش أوغلو أمام المجلس التركي.
وقال جاويش أوغلو “اليوم (الاثنين) سنرسل رسالة قوية حول وحدة العالم التركي وتعاوننا في القضايا الدولية، وأعتقد أنه يمكننا اليوم بحث قضايا كيفية دعم الاستقرار الاقتصادي والجهود الإنسانية في أفغانستان، وكيفية دعم إدارة شاملة، وكيفية الحيلولة دون موجة هجرة جديدة، وكيفية أن نساهم في منع الجماعات الإرهابية من أن تتجذر مرة أخرى في البلاد”.
وتابع قائلًا “كما سنتناول خلال الاجتماع تقرير الأمين العام للمجلس بغداد أمرييف حول التحضيرات لقمة زعماء المجلس”. وأضاف “لدينا علاقات خاصة مع أفغانستان، لذلك من المهم أن نرسل رسالة قوية إلى العالم بالبيان المشترك الذي سنصدره في نهاية الاجتماع”.
وأظهرت معركة أذربيجان قدرات تركيا إقليميا ودوليا خاصة أن مُسيّراتها نجحت في تغيير وجهة الحرب تماما مثلما فعلت ذلك في ليبيا، وباتت صناعتها الدفاعية مطلوبة بسبب هذه المكاسب.

ومن جانب آخر -في علاقتها مع أذربيجان- تعلق تركيا آمالها على قطاع الطاقة والحصول على الغاز الرخيص الذي يثقل استيراده الميزانية التركية.
وترتبط تركيا مع أذربيجان بمشروع أنبوب الغاز الطبيعي العابر للأناضول والذي تبلغ كلفته 8.5 مليار دولار. وهو يرتبط بأنبوب جنوب القوقاز الذي يضخ الغاز من حقل شاه دنيز 2 الأذري في بحر قزوين عبر أذربيجان وجورجيا إلى تركيا.
وفي السابع والعشرين من سبتمبر 2020 أطلق الجيش الأذري عملية لاستعادة إقليم قرة باغ، وذلك ردا على هجوم شنه الجيش الأرمني على مناطق أذرية.
وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوما أعلنت روسيا في العاشر من نوفمبر 2020 توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بتسوية خدمت الأولى أكثر من الثانية.