العراق يواجه معضلة حماية البنية التحتية للطاقة الكهربائية

بغداد - أخذت ظاهرة تفجير أبراج نقل الكهرباء في العراق منحى مقلقا وتحوّلت إلى نوع مستحدث من الإرهاب شديد الأذى لحالة الاستقرار الهشة ولجهود حكومة مصطفى الكاظمي لبسط الأمن وتحسين الظروف الاجتماعية ورفع مستوى الخدمات العامّة المتدهور أصلا، ومحاولتها تحريك عجلة الاقتصاد العراقي المرهق.
وتتنقّل عملية تفخيج البنى التحتية لنقل الطاقة الكهربائية وتفجيرها منذ أسابيع عبر مناطق غرب العراق وشماله وتتسبب في حالة انطفاء شبه شاملة في بعض المناطق، مكرّسة الغضب الشعبي من رداءة خدمة التزويد بالطاقة خصوصا في فصل الصيف الذي تتجاوز فيه الحرارة الخمسين درجة مئوية.
وأعلنت السلطات العراقية الثلاثاء أن مجهولين فجروا سبعة أبراج لنقل الكهرباء في محافظة كركوك شمالي البلاد ما أسفر عن انقطاع التيار.
وقالت وزارة الكهرباء في بيان إنّ “الخط الناقل كركوك ـ بيجي تعرض إلى عمل تخريبي بتفجير عبوات ناسفة مما تسبب في سقوط سبعة أبراج”.
وأشارت إلى “حدوث أضرار وتقطع في الأسلاك وخروج الخط عن الخدمة تحديدا في ناحية الرياض من محافظة كركوك”.
وأضافت أنّ “مسلسل استهداف الخطوط الناقلة وتفجير أبراج الكهرباء أخذ يتوسع بشكل كبير حيث تتعمد العصابات التخريبية تقطيع أوصال وارتباطات خطوط المنطقة الشمالية بهدف عزلها عن المنظومة الوطنية”.
وتعرض خطان لنقل الكهرباء إلى هجومين مماثلين في محافظة نينوى يومي الاثنين والأحد الماضيين، وفق الوزارة.
وخلال الأسابيع الماضية شهد العراق هجمات متصاعدة تستهدف أبراج نقل الكهرباء ومحطات التوليد في بلد ينتج بين 19 و21 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية بينما يحتاج أكثر من 30 ألفا وفق مسؤولين في القطاع.
وعادة ما تتهم السلطات مسلحي داعش بالوقوف وراء معظم الهجمات التي تأتي بالتزامن مع تزايد الطلب على الطاقة بفعل ارتفاع الحرارة، لكن البعض لا يتردّد في إثارة الشكوك بشأن وجود جهات أخرى مستفيدة من استهداف منشآت الكهرباء، من بينها ميليشيات شيعية غير راضية عن سياسة الكاظمي وتعتبره منحازا إلى الولايات المتّحدة على حساب إيران الحليفة لتلك الميليشيات وهي من ثم معنية بتعقيد مهمّته وإفشاله، ومنها أيضا جهات مستفيدة ماليا من ورشات صيانة منشآت الكهرباء وإصلاح ما يتضرّر منها بسبب التفجيرات وعوامل أخرى.