العراق يلتمس مساعدة السعودية لتجاوز أزمته

بغداد - تتيح الأزمة الخانقة التي تعيشها إيران فرصة نادرة لإعادة ترميم العلاقات بين العراق والسعودية والتي ظلت فاترة رغم وجود محاولات للارتقاء بها كثيرا ما اصطدمت بممانعة معسكر المولاة لطهران والذي تمتّع في فترات سابقة بنفوذ كبير في الدولة العراقية، لكنّه بدأ يواجه صعوبات بسبب حالة الضعف التي تمرّ بها إيران.
ويقول مراقبون إنّ قناعة بدأت تنتشر بين الطبقة السياسية العراقية بأنّ إيران ليس لديها ما تقدّمه للعراق خلال الفترة القادمة التي يتوقّع أن تبلغ فيها الأزمة الاقتصادية درجة غير مسبوقة من التعقيد جرّاء تهاوي أسعار النفط وتعطّل الكثير من الأنشطة بفعل جائحة كورونا.
ويخشى البعض أن تتحوّل العلاقة مع إيران إلى عبء على العراق بالنظر إلى العقوبات الشديدة المفروضة من قبل واشنطن والتي تطالب الأخيرة الدول بتطبيقها وقد تتّجه إلى التشدّد حيال بغداد مستقبلا بعد أن كانت قد منحتها مهلا زمنية محدّدة لمواصلة استيراد الكهرباء والغاز من إيران.
وفي هذه الأجواء اختار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن يوفد وزير المالية في حكومته علي علاّوي إلى الرياض لمناقشة “سبل تعزيز التعاون العراقي السعودي”، بينما لم تستبعد مصادر متعدّدة أن يكون هدف الزيارة تلمّس مدى استعداد السعودية لتقديم المساعدة للعراق الذي وصلت أزمته المالية حدّ طرح إمكانية العجز عن دفع رواتب العاملين والمتقاعدين خلال شهر يونيو القادم بعد أن تمّ تدبير مرتّبات شهر مايو بصعوبة بالغة.
وتعليقا على الزيارة قال النائب بالبرلمان العراقي مثنى أمين إن زيارة علاوي إلى الرياض جزء من ملف تقوية علاقات العراق مع دول الجوار، معتبرا أنّ السعودية دولة غنية وذات ثقل وتستطيع أن تقدم الكثير للعراق.
وأشار أمين العضو في لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية متحدّثا لموقع السومرية الإخباري إلى الأزمات المتعددة التي يمر بها العراق على كافة الأصعدة من الأزمة الاقتصادية إلى وباء كورونا وتجدد هجمات داعش، معتبرا أن “تقوية العلاقات مع جيران العراق أمر مهم وضروري في هذه المرحلة”.
كما أكّد النائب أهميّة مناقشة ملف النفط مع السعودية إضافة إلى ملفات أخرى مثل “قضية إمدادات الغاز والكهرباء كبديل عن الإمدادات القادمة من إيران”.