العراق يطلق خطة لتطوير صناعة الفولاذ المتعثرة

الخطوة تأتي في وقت يعاني فيه قطاع الصناعة عموما من ضعف شديد في الإنتاج.
الاثنين 2021/11/01
نرفض اتهامنا بالكسل فنحن نتحدى الأعمال الشاقة

بغداد – يسعى العراق للتقدم خطوة أخرى باتجاه إنقاذ صناعة الحديد والصلب التي تضررت بشكل كبير طيلة الأعوام الماضية بسبب ظروف الحرب والبيروقراطية والفساد المستشري في مفاصل الدولة النفطية.

وأعلنت وزارة الصناعة والمعادن الأحد إطلاق حملة لتطوير الصناعات الفولاذية، فيما أشارت إلى خطة مستقبلية تخص القضبان الحديدية ومعمل العلامات المرورية.

وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية إن “هناك حملة تطوير لبعض الخطوط الإنتاجية للصناعات الفولاذية من خلال تأهيلها، بالإضافة إلى استحداث خطوط إنتاجية جديدة من خلال عقود المشاركة مثل خط الأوكسجين وخط الأسيجة الواقية”.

ويؤكد المسؤولون أن وزارة الصناعة تعمل بخطة مستقبلية لإضافة خط الدرفلة لإنتاج القضبان الحديدية للصناعات الإنشائية وحديد الزاوية ومعمل العلامات المرورية.

ومن بين الخطط إعادة تأهيل خط “الديزاماتك” وتطويره عبر إضافة أنظمة جديدة للآلات المستخدمة لمواكبة التكنولوجيا الحديثة بشراكة مع الدنمارك لإنتاج الكرات الفولاذية التي تخدم معامل الإسمنت.

وتأتي الخطوة في وقت يعاني فيه قطاع الصناعة عموما من ضعف شديد في الإنتاج، حيث لم يرق إلى مستوى التحديات التي يواجهها البلد، ثاني أكبر منتج للنفط بعد السعودية، رغم تعافي أسعار النفط مؤخرا وتراجع الإيرادات والجائحة مما أثر سلبا على موازنة الدولة.

وتحاول الصناعة النهوض مرة أخرى وحجز موقع لها داخل السوق المحلية رغم الصعوبات التي تواجهها بسبب الأزمات التي تمر بها وتدمير وتهالك البنى التحتية لمصانعها ومعاملها.

وتدهورت الصناعة بعد الغزو الأميركي في عام 2003 نتيجة الحرب والعمليات الإرهابية والفساد وغياب الخطط العملية للنهوض بواقع هذه الصناعة التي كانت تنافس مثيلاتها في المنطقة.

وفي محاولة رأى خبراء أنها تبدو جادة، طرحت الشركة العامة للحديد والصلب في منطقة خور الزبير جنوب غرب البصرة في أغسطس الماضي ثلاث فرص استثمارية لتطوير القطاع وفقا للتكنولوجيا الحديثة وتوسيع عمل وإنتاج الشركة بمادتي حديد التسليح والبليت.

ونقلت الصحافة المحلية عن المدير العام للشركة بالوكالة مسلم ناصر قوله في ذلك الوقت إن “الشركة طرحت إعلانا استثماريا لإنشاء مصنع لإنتاج الحديد الإسفنجي ليكون رافدا لمصنع الصلب وبديلا مساعدا عنه في ظل توقعات بنفاد مادة السكراب المغذية لمصنع الصلب خلال عامين تقريبا”.

أهم عناوين الخطة

● تطوير بعض الخطوط الإنتاجية للصناعة

● استحداث خطوط جديدة بالشراكة مع القطاع الخاص

● إضافة خط الدرفلة لإنتاج القضبان الحديدية للصناعات الإنشائية

وأوضح أن هناك مشروعا آخر تم طرحه للاستثمار يتمثل في إنشاء مصنع لإنتاج مادة حديد البليت وبطاقة إنتاج تصل إلى 3 ملايين طن سنوياً ضمن مشروع متكامل من المقرر أن ينشأ في موقع عشتار المجاور للشركة ويحتوي على أفران صهر بتكنولوجيا متطورة وحديثة.

وأقرت وزارة الصناعة الصيف الماضي بوجود صعوبات تمويلية هائلة أمام إعادة إحياء مصانع الصلب والحديد بعد الجدل الكبير الذي أثارته الأوساط الاقتصادية بسبب تأخر إعادة تأهيلها وتشغيلها.

وقال المتحدث باسم وزارة الصناعة مرتضى الصافي في ذلك الوقت إن “مصانع الشركة العامة للحديد والصلب هي مصانع ضخمة تحتاج إلى مبالغ كبيرة لإعادة إحيائها”.

وباشر العراق منذ سنوات بمشروع تأهيل مصانع الحديد والصلب بالتعاقد مع مجموعة يو.بي هولدينغ التركية لتأهيل مصانع الصلب والدرفلة بطاقة إنتاج تبلغ 500 ألف طن سنويا من حديد التسليح.

وتزايدت منذ بداية العام اهتمامات الحكومة الاتحادية بالقطاع الصناعي، حيث سبق أن دشنت مدينتين صناعيتين إحداهما في محافظة ذي قار جنوب البلاد بعد اكتمال عمليات تشييد البنية التحتية لتشجيع الاستثمارات في القطاع الصناعي.

وفي مايو من العام الماضي تم الشروع بالخطة قصيرة الأمد التي أعلنتها الحكومة، وتم تشغيل وافتتاح 16 مشروعا ومعملاً وخطاً إنتاجياً كان آخرها مشروع إنتاج بطاريات بغداد.

وكانت الوزارة قد تبنت خطة طموحة لإعادة تأهيل وتشغيل المصانع المتوقفة والبالغ عددها 83 مصنعا بمختلف مناطق البلاد بعد أن توقفت إثر تعرضها للدمار بسبب الإرهاب أو تقادم خطوطها ومكائنها أو لعدم وجود جدوى من تشغيلها بسبب انفتاح السوق والمنافسة غير العادلة مع المستورد.

10