العراقيون يحجزون قبورا نموذجية على فيسبوك

سخرية واسعة على مواقع التواصل في العراق بعد إعلان القائمين على المقبرة النموذجية في محافظة النجف، وهي عبارة عن مشروع استثماري، عن تدشين أعمالها والبدء في بيع قطع أراض للراغبين في حجز قبورهم المستقبلية.
بغداد - أثار إعلان القائمين على المقبرة النموذجية في محافظة النجف العراقية والتي هي عبارة عن مشروع استثماري، عن تدشين أعمالها والبدء ببيع قطع أراض للراغبين في حجز أماكن لقبور مستقبلية، سخرية العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين أكدوا أن الاستثمارات النموذجية تشمل المقابر فقط في بلادهم.
وبحسب الإعلان المنشور على حساب المقبرة على فيسبوك:
مقبرة النجف الجديدة
بعون الله يعلن الشيخ الحاج محسن خضير عليوي أبوصيبع عن افتتاح المقبرة النموذجية الجديدة في النجف الأشرف.
الموقع: تبعد عن المقبرة القديمة 3 كم.
على الحولي الجديد – مقابل المجمعات السكنية.
مساحة القطعة 25 مترا مربعا (5×5م).
سند باسم المشتري.
السعر: مليون و600 ألف (السعر يشمل السياج).
العنوان: استعلامات الدفن.
للاستفسار مراسلتنا على الصفحة.
الشيخ الحاج محسن خضير عليوي أبوصيبع.
واحتفى ساخرون بالإعلان الذي يمكنهم من حجز قبورهم على موقع فيسبوك دون التنقل إلى المقبرة، متسائلين عن آلية الدفع.
ويعود مشروع المقبرة النموذجية إلى العام الماضي عندما كشفت هيئة استثمار النجف عن وجود مشروع استثماري لبناء مقبرة نموذجية فيما وصفته حينها بـ”الحضاري”.
وأنشأت المقبرة الجديدة في النجف بعد امتلاء مقبرة النجف القديمة. والمقبرة القديمة هي مقبرة وادي السلام وهي إحدى مقابر المسلمين وتقع في مدينة النجف، وتعد أكبر مقابر العالم حيث تغطي مساحتها سبعمئة هكتار وتحتوي على ما يقارب ستة ملايين قبر وأدرجت ضمن قائمة التراث العالمي. وقد حظيت المقبرة بشهرة واسعة بسبب الأحاديث التي تحكي عن فضلها.
وشرح مغرد ساخرا مزايا المقبرة فكتب:
rzBBlEyLGGjdYL3@
احجز قبرا بالمقبرة النموذجية بالنجف الأشرف حيث توجد فيها كل وسائل الراحة؛ تبليط وكهرباء وماء وشوارع عريضة. وأكد مصدر مطلع أن دفنك بهذه المقبرة يقلل من عذاب القبر وحرمانك من انعدام وسائل الراحة ببلدك العراق. المقبرة النموذجية هي طموح المعذبين والمحرومين.
وقارن مغردون بين الاستثمارات في مختلف دول العالم والاستثمارات في العراق.
وكتب مغرد:
Science13319579@
مقبرة “نموذجية” لأهالي النجف!!! العالم يبني ناطحات سحاب، مراكز بحوث علمية، جامعات، مدارس، إلخ. والجماعة بس يبنون گبور (قبور)!
وانتقدت مغردة ثانية في نفس السياق:
BillLouie83@
“بدل ما يسوون مدينة نموذجية، مدرسة/ جامعة نموذجية، صخام بوجههم نموذجي! مقبرة نموذجية وبإدارة أبوصيبع! گبور التاخذهم”.
وقال ثالث:
AdamNN@
سامعين “معهد أبحاث نموذجي، مصنع نموذجي، مستشفى نموذجي، جامعة أو مدرسة نموذجيه” لكن لم نسمع “مقبرة نموذجية”!؟ وما هي الفائدة والأحياء ليس لديهم شوارع وماء صالح للشرب.
وسخر مغرد:
DhahirSalim@
المواطن العراقي لا يعيش حياته بحداثة وتطور.. ولكن عند موته يُعرض عليه أن يدفن في مقبرة نموذجية..! #سخرية.
وانتقد مغردون ما أسموه “العقول العفنة” التي بدل أن تبني وتعمر تجعل العراقيين يطبّعون مع الموت بشكل أو بآخر.
وكتب معلق:
abgad_02@
العقول البناءة للوطن والمجتمع تترك بصمة محفورة في نفوس الأجيال لا تمحى أبد الدهر. أما العقول “العفنة” التي فقدت كل إحساس وشرف المسؤولية في إدارة مفاصل الدولة بدل أن تبني وتعمر وتوفر الحياة الحرة والكريمة لأفراد الشعب تقوم وبكل استخفاف بالأحياء بتخصيص أراض للموتى “مقبرة نموذجية”!
وقالت الناشطة زينة الصعب:
zina_saab@
افتتاح مشروع إنشاء “المقبرة النموذجية” في محافظة النجف الأشرف.
“الغمان من يجون يبنون.. يبنون مقابر!! گبور اللي تلفكم وتخلصنا منكم!”.
واعتبر مغرد أن المقابر باتت أنجح المشاريع في العراق:
IsaacALawyer@
المقابر أنجح المشاريع في العراق في زمن حكم الملالي هل أصبح حلم العراقي أن يدفن في مقبرة نموذجية على الأقل؟
”وطبّع” العراقيون بشكل أو بآخر مع الموت بسبب كثرة المصائب التي مر بها العراق خلال العقود الأخيرة جعلت الموت أمرا طبيعيا في حياة العراقيين بل أصبح الأمر مادة للتندر.
وكان مبرمجون عراقيون أطلقوا في وقت سابق “تطبيق مقبرة” الذي يمكّن من حجز مساحة دفن داخل مقبرة “وادي السلام”.
ونشرت صفحة التطبيق مقالا بعنوان “شنو هو (ما هو) تطبيق مقبرة؟”، قالت فيه “التطبيق راح يساعدك تحجز قبرك بسهولة واختيار المساحة المناسبة ونوعية البناء والدفع عبر وسائل الدفع الإلكترونية، حيث يمكنك حجز مساحة لقبرك خلال مدة لا تتجاوز 3 دقائق واستلام بيانات قبرك من خلال التطبيق”.
ونوهت إلى أنه “في حال أشرت إلى أحد أصدقائك بتعليق وشاركت المنشور سوف تحصل على خصم، وصديقك، يصل إلى 20 في المئة عند حجز مساحتك الخاصة”.
وتشهد مدن عراقية عدة ارتفاعاً كبيراً في تكاليف دفن الموتى تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من ألفي دولار، وتشمل التكلفة في بعض المدن حجز مساحة القبر فقط أما تكاليف الدفن فيتحملها ذوو الميت، وذلك بعد اكتظاظ المقابر القديمة وضعف استجابة الحكومة في فتح مقابر جديدة.
ويشهد العراق افتتاح ما معدله ثلاث مقابر جديدة كل عام منذ بداية موجة العنف في البلاد عقب الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.
وسخر مغرد:
pdciraq19@
بالأمس قال لي صديق صحافي إنه سيدعم حصولي على قطعة ارض ركن في النجف ففرحت، وقلت له: كيف ومسقط رأسي ليس النجف؟ قال: لا أقصد قطعة أرض، ركن في المقبرة النموذجية!! قلت: أريد أرضا للسكن ماذا أفعل بالقبر؟ قال وهو يضحك: لا بد أن تموت في يوم ما.