العراقيات يحصلن على 97 مقعدا في الانتخابات لأول مرة في تاريخهن

تمثيل نسوي تاريخي حرص الدستور العراقي على تثبيته.
الأربعاء 2021/10/13
إنجاز تاريخي

بغداد - أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي الثلاثاء أن النساء حصلن على 97 مقعدا في البرلمان من أصل 329 مقعدا بنسبة 29.4 في المئة بالانتخابات البرلمانية التي أعلنت نتائجها الاثنين وهي أعلى نسبة تحققها المرأة العراقية في تاريخها.

وقالت دائرة تمكين المرأة العراقية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء في بيان، إنه "بحسب التحليل الأولي لنتائج الانتخابات، فإن المرأة العراقية تمكنت من الفوز بـ97 مقعدا بزيادة 14 مقعدا عن الكوتا المخصصة للنساء من بينها فائزتان من الأقليات، فيما أظهرت هذه النتائج فوز 57 امرأة بقوتها التصويتية من دون الحاجة إلى الكوتا".

ودعا البيان جميع النساء إلى "مواصلة الجهود للمشاركة في مختلف مراحل العملية السياسية وصنع القرار، والاهتمام بقضايا المرأة والتشريعات التي من شأنها ضمان حقوقها وتعزيز مكانتها في المجتمع".

ويعني نظام الكوتا النسوية في العراق ضمان 25 في المئة على الأقل من مقاعد البرلمان للنساء، لتحقيق تمثيل نسوي حرص الدستور العراقي على تثبيته.

وقالت المرشحة الفائزة والحاصلة على أعلى الأصوات بين النساء في العراق نيسان الصالحي إن نجاحها في الانتخابات كان متوقعا لكن "ليس بهذه الدرجة” وأن حركتها لن تشترك بالحكومة المقبلة.

وحصدت المرشحة عن حركة "امتداد" 22.827 صوتا في محافظة ذي قار، محققة بذلك نتيجة نجاح قياسية، حيث حلت بالمرتبة الأولى على مستوى النساء في العراق، وبالمرتبة العاشرة على مستوى المرشحين والمرشحات.

وأضافت الصالحي "كانت لدي ثقة بالشباب، إضافة إلى دعم المرجعية غير الموجه لجهة معينة لكنه كأنما موجه لهن"، مشيرة إلى أنها "توقعت الفوز لكن ليس بهذه الدرجة".

وبشأن ما يتم تداوله حول ترشيحها في الانتخابات الماضية مع تحالف الفتح، نفت الصالحي ذلك مؤكدة "رشحت مع امتداد ولم أنتمِ لأي جهة أخرى قبل ترشيحي هذا".

وأوضحت أن "حركة امتداد ناشئة من التظاهرات ونحن معارضون لأي تسييس للتظاهرات، أو استغلال شهدائنا كدعاية انتخابية، وأننا نطمح للتعبير عن أفكار الشباب".

نيسان الصالحي: سنتحالف مع مستقلين لتشكيل كتلة برلمانية معارضة وقوية

وتابعت “كانت لدينا وثيقة شرف في الحركة، وأول بنودها هو التنازل عن أي امتيازات برلمانية، إذا دخلنا مجلس النواب، لذلك نحن متنازلون عنها كون الشعب يرفض ذلك”، مؤكدة “سنكون كتلة معارضة إيجابية ونسعى بكل جهدنا لتحقيق أهداف شباب تشرين، كما تضم الوثيقة التي وقعنا عليها داخل الحركة التنازل عن الامتيازات البرلمانية ونحن معارضون لحكومة المحاصصة أساسا".

وبشأن المناصب الحكومية أكدت أن "حركتها لن تتسلم مناصب في المرحلة الراهنة، وسينصب عملها داخل البرلمان على المراقبة فقط، لحين انتهاء المحاصصة الحزبية حين إذن سنفكر بخيار المشاركة".

أما عن الأسباب التي ساهمت في نجاحها الساحق، أوضحت أن "هذا التسلسل جاء بسبب مصداقيتي مع الناس"، مؤكدة "لم أقدم وعودا للشعب لا أستطيع تحقيقها، ولم أقدم وعودا لتعيين الآخرين، ولم أقدم وعودا بالتبليط، والمحولات وغيرها، إضافة إلى دعم المرجعية غير الموجه، والمتمثل بالحث على خوض الانتخابات وفكرة المجرب لا يجرب".

وتابعت “لدينا جمهور كبير من شريحة الشباب الذين وعدتهم بإصلاح الوضع السياسي، والدفاع عن حقوق الشعب خلال المؤتمرات الانتخابية التي سبقت الانتخابات".

وشددت على أن “حركتها لن تتحالف مع أي طرف مشارك في الحكومة، ولكن قد نتحالف مع مستقلين غير مشاركين في العمل الحكومي لتشكيل كتلة برلمانية معارضة وقوية".

والاثنين نشرت مفوضية الانتخابات (رسمية) أسماء الفائزين على موقعها الإلكتروني، دون الإشارة إلى الكتل السياسية التي مثّلوها في انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها 41 في المئة، وهي الأدنى منذ 2005.

واستنادا إلى أسماء الفائزين، ذكرت الوكالة الرسمية أن "الكتلة الصدرية" تصدرت النتائج بـ73 مقعدا من أصل 329، فيما حصلت كتلة "تقدم"، بزعامة رئيس البرلمان المنحل محمد الحلبوسي (سُني)، على 38 مقعدا، وفي المرتبة الثالثة حلت كتلة "دولة القانون"، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي (2006 – 2014) بـ37 مقعدا.

وجاءت الانتخابات التي عقدت الجمعة لقوات الأمن والأحد للمدنيين، قبل عام من موعدها المقرر بعد احتجاجات واسعة شهدها العراق، بدءا من مطلع أكتوبر 2019 واستمرت لأكثر من سنة، وأطاحت بالحكومة السابقة بقيادة عادل عبدالمهدي أواخر 2019.

3