الصداقة المدرسية تساهم في التطور العقلي للطفل

وجود أصدقاء بجانب الطفل يساعده على التقدم والتحسن؛ وذلك بالتركيز على دروسه والأمور المهمة في حياته الصغيرة.
الجمعة 2021/10/01
الصداقة بين الأطفال من أصدق العلاقات

القاهرة – يشير خبراء علم النفس إلى أن الصداقة بين الأطفال من أصدق العلاقات على الإطلاق، إذ لا يختار الطفل صديقه المفضل بسبب مصالحه، وإنما يتم ذلك تلقائيا فور انسجامه مع هذا الطفل. لذلك يساهم تكوين صداقات الطفولة داخل المدرسة في رسم شخصية الطفل. ويؤكد الخبراء على أن للصداقة تأثيرا كبيرا على الطفل سواء من الجانب الصحي أو النفسي أو التربوي أو الاجتماعي.

وقالت الدكتورة فؤادة هدية أستاذة طب نفس الطفل في جامعة عين شمس إن “مهارات تكوين الأصدقاء تأتي بشكل طبيعي، فهناك أطفال ينفتحون على الآخرين بسهولة، وفي المقابل هناك أطفال يعتبرون الصداقة تحدياً كبيراً غير قادرين عليه”، مشيرة إلى أن الصداقة علاقة اختيارية مبنية على الثقة والمشاركة في الأسرار مع الاهتمام المتبادل.

وأضافت أن صداقة الطفل المدرسية تساعده على النمو الجسدي والنفسي والحركي والاجتماعي، وتجعل شخصيته سوية متوازنة، كما أنها تعلمه الكثير من القيم والمبادئ التي تنفعه في المستقبل.

الصداقة تزيل الخجل والخوف الاجتماعي ، وتساعد الطفل في التغلب على مشاكل الكلام وتمده بالثقة في النفس

وأشارت هدية إلى أن صداقة المدرسة تعلم الطفل التسامح والعمل الاجتماعي وكتم الأسرار والتصالح والتواضع، وترشده إلى سبيل الاندماج وعدم الانطواء أو العزلة، كما تمده بالثقة في النفس، ومعها يحس بروح المنافسة الشريفة الإيجابية وفن التواصل الاجتماعي. بينما تجعل العزلة الطفل شخصية ضعيفة هشة، ومعرضة للإصابة بأمراض الفصام التي تأتي من الخوف وعدم الثقة بالنفس.

كما أن وجود أصدقاء بجانب الطفل يساعده على التقدم والتحسن؛ وذلك بالتركيز على دروسه والأمور المهمة في حياته الصغيرة، إضافة إلى أن وجودهم يعفي الطفل من الكثير من المتاعب أو الأمراض النفسية.ويشير خبراء التربية إلى أن الصداقة تزيل الخجل والخوف الاجتماعي والجبن، وتساعد الطفل على التغلب على مشاكل الكلام، وتسهم في إفراغ شحنات الطاقة الزائدة عند الطفل؛ وذلك من خلال اللعب وممارسة الهوايات ما يخفف كم العنف والرغبة في التدمير.

وأشارت المرشدة التربوية منى بداوي إلى كيفية تدعيم الوالدين صداقة طفلهما بطرق عدة من أهمها إشراك الطفل في أنشطة جماعية مدرسية، وترك الحرية له لاختيار الصديق مع مراقبته للاطمئنان.

ودعت بداوي إلى تشجيع الأبناء على تكوين صداقات، فهي مهمة جدا في حياة الطفل وتكوين شخصيته ونمو قدراته ومهاراته وتحسين نفسيته وتعزيز ثقته بنفسه.

كما دعت إلى السماح للطفل بإقامة علاقات صداقة مع من حوله شرط تقارب السن حتى لا يسيطر الكبير على الصغير فتصبح شخصيته تابعة تعاني من السلبيات، وإفساح المجال له ليختار أصدقاء يتشاركون معه اهتماماته وهواياته ليشعر بثقته بنفسه دون الحاجة إلى المساعدة. ومن المستحسن نُصحه وتعليمه كيف يقدم ثقافة الاعتذار إذا كان هو المخطئ، والتحدث إليه بشأن ما حدث ودعمه نفسيا.

Thumbnail

ويرى خبراء التربية أن الطفل يبدأ بإنشاء علاقة صداقة وتطويرها بعد انتقاله من المنزل إلى الحضانة أو المدرسة ليكتشف طباع وشخصية الأشخاص المحيطين به، خصوصا من هم في العمر نفسه ممن يشبهونه أو ممن يختلفون عنه إلى حد ما، ليجد نقاطا مشتركة بينه وبينهم أو يجد تناقضا بينه وبينهم، وهذا له تأثير إيجابي على شخصية الطفل.

ويؤكد الخبراء أن الصداقة تنمي الشعور بالأمان، فعندما يترك الطفل منزله وأهله متوجها للمرة الأولى إلى الحضانة أو المدرسة يشعر بخوف وقلق وصعوبة جراء الانتقال إلى مكان جديد. لكن عندما يجد نفسه مع أطفال مثله يواجهون الصعاب نفسها ينشأ لديه شعور بالأمان لمجرد أنه محاط بالأصدقاء.

وتساعد الصداقة على إثبات الذات؛ ذلك أن الصديق لا يشبه الآخرين دوما، فقد يملك صفات وطباعا ورغبات مختلفة. ولكن هذه الاختلافات تجعل الأطفال يتعرفون على أنفسهم أكثر، فيبدأون بتكوين آرائهم وشخصيتهم الاجتماعية. وحين يتكتل الأطفال في المدرسة مؤسسين مجموعات -منهم من ينصب نفسه قائدا، ومنهم من يكون من التابعين- يختار الطفل تاليا المجموعة الأقرب إلى شخصيته وأهدافه بغية الانضمام إليها، محاولاً إثبات شخصيته داخلها.

21