السيدة العجوز تراهن على خبرة ساري

يوفنتوس يتطلع إلى مواصلة الهيمنة على الدوري ويبحث عن تغييرات في أسلوبه وخططه.
الجمعة 2019/08/23
خطوة ثابتة

يرفع الستار غدا السبت عن النسخة الجديدة لبطولة الدوري الإيطالي، وبينما يتطلع يوفنتوس إلى مواصلة هيمنته على البطولة، وتعزيز رقمه القياسي كأكثر الفرق المتوجة بها، وتسعى الفرق الأخرى من المشاركة إلى كسر تلك السيطرة. ورغم تعاقد فرق المسابقة مع عدد من اللاعبين وتغيير مجموعة من المدربين خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، يظل يوفنتوس المرشح الأول للفوز باللقب رغم رحيل مدربه التكتيكي الناجح ماسيمليانو أليغري، والتعاقد مع ماوريتسيو ساري خلفا له.

ميلانو – يفتتح يوفنتوس السبت حملة الدفاع عن لقبه في الدوري الإيطالي مع مدرب جديد هو المخضرم ماوريتسيو ساري الذي سيحاول إبقاء “السيدة العجوز” على عرشها للموسم التاسع تواليا. ويخوض يوفنتوس مباراته الأولى السبت على أرض بارما، لكن من دون ساري المصاب على الأرجح بالتهاب رئوي.

وعاد ساري (60 عاما) إلى إيطاليا بعد موسم عاصف مع تشيلسي الإنكليزي، فبرغم الانتقادات النارية التي تعرض لها في موسمه الأول مع فريق غرب لندن إلا أنه منحه لقب المسابقة الأوروبية الرديفة “يوروبا ليغ” على حساب مواطنه أرسنال.

سيحلّ قائد الغريم المحلي نابولي سابقا، على يوفنتوس للمنافسة على اللقب، بدلا من ماسيميليانو أليغري الذي وضع فريق مدينة تورينو على قمة الـ”سيري أ” في المواسم الخمسة الأخيرة. وبعد التخلي عن قميصه التاريخي ذي الخطوط البيضاء والسوداء، يبحث يوفنتوس عن تغييرات في أسلوبه وخططه. فرغم نجاحه الكبير في السنوات الماضية، إلا أن أليغري انتُقد دوما لأسلوبه الدفاعي المتحفظ.

جاذب واستعراضي

يرغب مالكو الأندية في أسلوب لعب جاذب واستعراضي لتعزيز شعبية أنديتهم خارج إيطاليا. ويَعِد ساري الذي يملك في رصيده لقبا وحيدا حققه مع تشيلسي الموسم الماضي في يوروبا ليغ، بتقديم أسلوب هجومي مثير. يعتقد الحارس المخضرم جيجي بوفون، العائد من موسم عادي مع باريس سان جرمان بطل فرنسا بعد 17 عاما إلى صفوف يوفنتوس، أن التغيير قد يأتي بثماره.

وقال الحارس البالغ 41 عاما “أولئك الذين يسيرون على المسار عينه سيحققون دوما النتائج عينها. لذا يسعى يوفنتوس للقب دوري أبطال أوروبا ويريد البحث عن مساحات جديدة”. وتابع “ساري ليس ثورة أو مقامرة. هو يمثل فقط مجالا لم يتم اختباره.. قصة أخرى كاملة”.

ومن بين خصوم الـ”بيانكونيري” هذا الموسم، سيكون نابولي بقيادة المدرب الخبير كارلو أنشيلوتي في موسمه الثاني مع الفريق الجنوبي، وأنتونيو كونتي العائد إلى بلاده للإشراف على إنتر العنيد. لكن يوفنتوس أنفق الكثير مانحا ساري تشكيلة صلبة بإمكانها محاولة الإحراز على لقب الدوري للمرة السادسة والثلاثين، ولقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 1996.

وسيكون أفضل لاعب في العالم خمس مرات البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يصر ساري على أنه “سيصنع الفارق”، نقطة الارتكاز الهجومية في موسمه الثاني بعد قدومه المدوي من ريال مدريد الإسباني، فيما يبرز القادم الجديد في خط الدفاع الهولندي الشاب ماتيس دي ليخت (19 عاما)، إلى جانب المخضرمين جورجيو كييليني وليوناردو بونوتشي.

وكان دي ليخت مساهما رئيسيا مع فريقه السابق أياكس أمستردام الهولندي في إقصاء يوفنتوس من دوري الأبطال الموسم الماضي قبل انتقاله في صفقة رنانة بلغت 85.5 مليون يورو ليصبح أغلى مدافع في التاريخ.

عزز يوفنتوس خط وسطه بلاعب الوسط الفرنسي أدريان رابيو المتمرد مع باريس سان جرمان والراحل عنه بعد خلاف كبير، والويلزي أرون رامسي أحد أركان أرسنال الإنكليزي سابقا، وذلك بعقدين حرّيين إنما براتبين مرتفعين. وبالنسبة للمدير الرياضي فابيو باراتيتشي فإن ساري يملك الأسلحة اللازمة لتقديم أسلوب مختلف في كرة القدم “نحن سعداء جدا بما قمنا به. جلبنا دي ليخت الذي رغبت فيه أبرز الأندية الكبرى”. وتابع باراتيتشي “نجحنا في شرائه، إلى جانب لاعبين بعقدين حرّيين: رابيو ورامسي والمطاردين من الكثيرين. يملك يوفنتوس كوادر هامة في مختلف المراكز؛ تشكيلة قيّمة للغاية”.

إزالة الشكوك

يأمل يوفنتوس في أن ينجح أولئك الشبان مع مدربهم الجديد في تنفيذ فلسفة “ساريبول” الكروية: أسلوب هجومي سريع أذهل الجميع عندما كان ساري مع نابولي. يصر الظهير الأيسر البرازيلي أليكس ساندرو على أن تأثير ساري قد بدأ بالفعل “نتوق لبداية الموسم. لقد استوعبنا بالفعل عقلية ساري ونعرف ما يجب القيام به”.

وتابع “بالطبع يجب أن نتحسن لكننا على المسار الصحيح”. وأشاد دي ليخت أيضا بساري الذي “كان أحد أسباب انضمامي إلى هذا الفريق، سمعت الكثير من الأمور الجيدة عنه وأحب فلسفته الكروية وكيف يحضّر دفاعه”.

ووصف ساري توليه تدريب يوفنتوس بمثابة “تتويج” لمسيرته التدريبية الممتدة على مدى 30 عاما، موضحا “أصل محاطا بالشكوك، لكنني واجهت الأمر عينه في إمبولي، نابولي وتشلسي”.

وتابع “في كرة القدم، أعرف طريقة واحدة لإزالة الشكوك من عقول الناس: من خلال الفوز بشكل مقنع. لم أفز بالكثير، لكني أعتقد أن المتعة على أرض الملعب لا تمنعك من الفوز”.

وكان قرار رحيل أليغري عن يوفنتوس، قبل مباراتين من نهاية الموسم الماضي، بمثابة مفاجأة لمشجعي الفريق، خاصة وأنه جاء فور حصوله على لقب الدوري الخامس على التوالي مع يوفنتوس.

ولم يكن من دواعي سرور جماهير يوفنتوس أن ترى المدرب السابق للفريق كونتي وهو يتولى تدريب الإنتر في شهر مايو الماضي، وذلك بعد عودته إلى الدوري الإيطالي عقب فترة قضاها مع منتخب إيطاليا وكذلك مع فريق تشيلسي، الذي فاز معه بالدوري الإنكليزي. أسس كونتي مكانته مع يوفنتوس، الذي فاز معه بخمسة ألقاب محلية بالإضافة إلى تتويجه بدوري أبطال أوروبا عندما كان لاعبا في صفوفه، قبل أن يتولى تدريب الفريق عام 2011، وفاز معه بالدوري في ثلاثة مواسم متتالية، محققا سلسلة من الأرقام القياسية للفريق التي واصلها أليغري.

23