السيارات الصينية تغزو الشوارع العراقية

العراقيون يقبلون بكثافة على هذه السيارات بسبب المزايا التنافسية في المتانة والأسعار.
الاثنين 2020/02/24
احتفاء بالضيف الجديد (الصورة وكالة البخيت لسيارات شانغان الصينية في العراق)

اتسعت ظاهرة غزو السيارات الصينية للشوارع العراقية، بعد أن فوجئ العراقيون بمتانتها وأسعارها المنخفضة، وملاءمتها للظروف المناخية القاسية وخاصة ارتفاع الحرارة في موسم الصيف.

بغداد - بدأت السيارات الصينية تثبت مواقها في السوق العراقية بوتيرة متسارعة، وأصبح بالإمكان مشاهدة الآلاف منها في الشوارع العراقية في مختلف المدن والبلدات وحتى القرى البعيدة.

ويعود الإقبال المتزايد إلى أسعرها المنافسة وقفزة كبيرة في متانتها وملاءمتها لأسواق العراق والمنطقة، حيث جرى تصميمها لملاءمة الظروف الجوية وخاصة الحرارة المرتفعة في فصل الصيف.

وأكدت وكالة شينخوا أن تلك المزايا شجعت رجال الأعمال على الحصول على وكالات حصرية لبعض شركات صناعة السيارات الصينية مثل شيري وشانغان وبايك وعرضها بأعداد كبيرة في الأسواق العراقية.

وتنوعت خارطة إقبال العراقيين على السيارات الصينية، فالموظفون والطبقة الوسطى يقبلون على سيارات الصالون وسيارات الدفع الرباعي، أما المزارعون وأصحاب المصانع والمهن فيقبلون على سيارات الحمل (بيك آب) مثل غرايت وات ودير وأدميرال وغانوو وغيرها.

ونسبت الوكالة الصينية إلى أحمد باسم مسؤول مبيعات شركة الصادق الوكيل الحصري لشركة شيري في بغداد قوله “حققت سيارات شيري مبيعات جيدة لتمتعها بمواصفات جديدة وتصميم جميل خصوصا فئة تيكو التي أصبحت تحتل المركز الأول”.

وأضاف أن “سيارات شيري تتمتع بمواصفات تفوق بعض السيارات المتوفرة في السوق العراقية من ناحية التطور والمتانة والتصميم الحديث، وهي ملائمة للأجواء العراقية، فضلا عن أنها اقتصادية وتلبّي احتياجات الزبائن”.

وأكد وجود إقبال كبير على سيارات شيري، التي باعت منها شركته الآلاف من السيارات العام الماضي، خاصة في ظل التطوير السريع لتلك السيارات نحو الأفضل.

وأوضح أن لدى شركته فروعا في بغداد وثماني محافظات عراقية، إضافة إلى مراكز صيانة متعددة تتوفر فيها أدوات احتياطية أصلية بأسعار منخفضة مقارنة بالأدوات الاحتياطية لباقي الشركات.

السيارات الصينية فاجأت العراقيين بمتانتها وأسعارها المنخفضة وملاءمتها للمناخ واقتطعت حصة متنامية في السوق

وفي خضم تنامي الإقبال على السيارات الصينية حصلت شركة بخيت على الوكالة الحصرية لشركة شانغان وحققت مبيعات بنحو 1500 سيارة في أقل من عام رغم دخولها الحديث للسوق العراقية.

وقال أحمد صلاح المسؤول في الشركة “إن سيارة شانغان حظيت بإقبال كبير بمجرد دخولها للسوق العراقية بسبب مواصفاتها الجيدة من حيث الحجم والجودة والمتانة ما جعلها تنافس وتضاهي نظيراتها من السيارات الأخرى”.

وأضاف “نحن لا نمدح هذه السيارة لأننا وكلاء للشركة الصينية، بل لأنها أثبتت جدارتها وقوتها في العراق، وهي موجودة أيضا في دول الخليج وحتى في أوروبا”.

وأكد أن الفئة العليا “سي.أس 95 رويال” تعمل بنظام يميزها عن بقية السيارات، وبها رادار تفاعلي لتفادي الحوادث من خلال كبح الفرامل الذاتي ونظام تتبع لسرعة السيارة المقابلة.

وأشار إلى أن “السيارة تمتاز بثباتها في المنعطفات والسرعة العالية وهدوئها الداخلي حيث تحتوي على نظام ترفيه داخلي بشاشة مساحتها 14.1 بوصة، يندر وجودها في سيارات أخرى، ونظام أندرويد لعرض تسجيلات الفيديو وسماع الأغاني”.

وأوضح أن ما يجعل من السيارة تناسب الأجواء العراقية هو “أنها مصممة للأجواء الحارة التي تصل إلى أكثر من 55 درجة مئوية، وفيها منظومة تكييف قوية ومتطورة”.

وذكر عمر صبحي أحد العاملين في شركة بخيت أن الشركة فتحت أكثر من 10 فروع في أنحاء العراق بعد زيادة الإقبال على سيارات شانغان إضافة إلى فتح مركزين جديدين للصيانة في أربيل والموصل شمال العراق.

السيارات الصينية تغزو الأسواق العربية
السيارات الصينية تغزو الأسواق العربية

وأوضح أن الإقبال على سيارة “سي.أس 95” يعود إلى كونها رباعية الدفع وتتمتع بالتوقف الأوتوماتيكي، وفيها شاشة وأربع كاميرات ثلاثية الأبعاد، إضافة إلى سرعتها الكبيرة التي تصل إلى 200 كم في الساعة.

وقال علي قيس مسؤول مبيعات شركة زسكو، الوكيل الحصري لشركة بايك الصينية في العراق “لدينا عدة فئات من السيارات تمتد من الباصات وسيارات الحمل، التي تنتجها شركة زد.اكس وشركة فوتون إلى سيارات صالون مختلفة الأنواع”.

وأضاف أن شركة بايك من أفضل خمس شركات في الصين وهي الأكثر إقبالا من قبل العراقيين، خاصة أن أسعارها مناسبة مع عروض ميسرة بأقساط مريحة لمتوسطي الدخل.

ويأتي اقتحام الصين للأسواق العراقية في إطار دخولها لمعظم أسواق الشرق الأوسط، حيث تسعى إلى الاستحواذ على حصة كبيرة من مبيعات السيارات، وقد تمكّنت من اقتطاع حصص كبيرة ومنافسة السيارات الأوروبية واليابانية.

ويرى خبراء أن تحدي مطابقة صناعة السيارات لأهداف حماية البيئة يشكّل أحد أكبر التحديات أمام صناعة السيارات الصينية نظرا إلى تشدد الأسواق الأوروبية في تلك المعايير، وفقا لتقرير عن تحولات عالم الطاقة أصدرته مؤسسة بلومبرغ مؤخرا.

وتشير التوقعات إلى ترجيح ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية خلال العام الجاري إلى نحو 2.5 مليون سيارة كهربائية أي بزيادة تصل إلى 20 في المئة عن العام الماضي في وقت أصبحت فيه الصين أكبر سوق في العالم للسيارات الكهربائية وهو ما يفتح باب المنافسة بين عمالقة صناعة السيارات في العالم.

10