السعودية تنشئ كيانا جديدا لتجارة الحبوب

الرياض - جسّدت الحكومة السعودية خطواتها باتجاه تحقيق الأمن الغذائي بالإعلان الاثنين عن توقيع اتفاقية لإنشاء كيان جديد لتجارة الحبوب.
ووقعت الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني (سالك) شراكة استراتيجية بقيمة 412 مليون ريال (110 مليون دولار) مع الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (البحري) لتأسيس الشركة الوطنية للحبوب.
ويسعى هذا الكيان إلى تلبية الاحتياجات المستقبلية للبلد النفطي من الحبوب الرئيسة، خاصة وأن الاتفاقية تأتي بعد أسابيع من الإعلان عن بناء أكبر محطة لتخزين الحبوب في الشرق الأوسط بميناء ينبع المطل على البحر الأحمر.
ويأتي هذا المشروع تماشيا مع أحد الأهداف الاستراتيجية لشركة سالك والمتمثل في تحقيق أكثر من 50 في المئة من معدل تغطية الواردات لجميع السلع التي تم تحديدها كسلع استراتيجية، والتي تتوافق مع استراتيجية الأمن الغذائي للسعودية.
ونسبت وكالة الأنباء السعودية إلى وزير البيئة والمياه والزراعة ورئيس مجلس إدارة شركة سالك عبدالرحمن الفضلي قوله، إن “الشراكة تأتي في إطار تنفيذ استراتيجية شركة سالك للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للسعودية، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030”.
وأوضح أن الشراكة ستسهم في توفير المنتجات الغذائية الأساسية واستقرار الأسعار بالبلاد، وهي ترتبط بشكل أساسي بمعدلات الإنتاج والاستهلاك العالمي وحركة الشحن التجاري وصافي المخزونات العالمية من السلع الغذائية الأساسية.
وأضاف “نحن على ثقة بأن هذه الشركة ستلعب دورا رئيسيا في تعزيز سلاسل الإمداد في المملكة، لكونها تؤسس لبناء أكبر مركز إقليمي للحبوب”.
ويتوقع أن يسهم الاتفاق في تعزيز حلول توزيع الأغذية في المنطقة من خلال استيراد ومعالجة وتصدير وتخزين الحبوب في السعودية، وذلك بفضل الموقع الاستراتيجي لميناء ينبع التجاري الذي يُعَد البوابة البحرية المهمة لاستقبال الواردات من السلع الاستراتيجية.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة البحري محمد بن عبدالعزيز السرحان “يسرنا اليوم تحقيق إحدى مبادراتنا الاستراتيجية الأكبر على المستوى الإقليمي”.
وأضاف “مشروعنا المشترك مع شركة سالك سيربط السعودية بمصادر الحبوب العالمية، مما سيدفع للمضي قدما في المساهمة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 المتمثلة في جعلها بوابة عالمية متفرّدة للخدمات اللوجستية تربط بين القارات الثلاث”.
وتم اختيار الموقع الاستراتيجي للمشروع المشترك في ميناء ينبع بعد اتفاقية التأجير التي تمت بين سالك والهيئة العامة للموانئ (موانئ)، وذلك في ظل توجه الحكومة إلى الحفاظ على الأمن المائي والحد من زراعة الأعلاف التي تستهلك المياه بكميات كبيرة.
وتعمل شركة سالك وفق سياسة التوازن بين الطلب والعرض، وذلك من خلال تلبية الاحتياجات وتسخير البيانات الضخمة لإدارة أسطولها بكفاءة عالية.
وتستهدف الشركة اقتناص الفرص التوسعية الجديدة لتقديم خدمات متنوعة ذات قيمة مضافة بالتعاون مع كيانات اقتصادية محلية داخل أكبر اقتصاد عربي، بالإضافة إلى تنمية الأعمال وتطويرها في القطاعات الرئيسية.
وتظهر الأرقام أن شركة بحري تنقل ما يقارب من 1.5 مليون طن من الحبوب سنويا إلى السعودية وذلك من خلال أسطول مكون من خمس ناقلات للبضائع السائبة قيد التشغيل.
وتقول الشركة إنه بدخول 4 ناقلات جديدة قبل نهاية العام الحالي ستتمكن البحري من نقل 5 ملايين طن سنويا من الأغذية الجافة من الحبوب بمختلف أنواعها من شعير وذرة وقمح والصويا وغيرها.
وفي خطوة وصفها المحلّلون بـ”النقلة النوعية” الاقتصادية، أعلنت السعودية في يونيو الماضي عن نجاح ميناء جدة في إطلاق أول خط ملاحي مباشر يربط أهم الموانئ في قارتي آسيا وأفريقيا، لخدمة نقل الحاويات على ساحل البحر الأحمر.