السرقات العلمية.. خطر يهدد البحوث الجامعية

الكاتب كريم كعرار يسلط الضوء في كتابه "السرقة العلمية.. بلاجيا" على ظاهرة السرقة العلمية التي قد ترهن مصير مصداقية شهاداتنا الجامعية، وسمعة الجامعة الجزائرية.
الجمعة 2020/06/19
ظاهرة سلبية (لوحة للفنان محمد عباس)

الجزائر- باتت سرقة البحوث الأدبية والفنية والعلمية سمة بارزة في الكثير من الدول العربية، خاصة مع انتشار الإنترنت التي سهلت عمليات “السطو” وأخلت بقداسة وجدارة البحث العلمي، ما يدعو إلى الوقوف ضد هذه الظاهرة.

وفي هذا الإطار ينطلق الكتاب الصادر بعنوان “السرقة العلمية.. بلاجيا” لمؤلفه كريم كعرار، من تتبع تلك الظاهرة السلبية التي أصبحت آفة حقيقية تتهدّد رسالة الجامعة في الجزائر، وربما في عدد من جامعات دول العالم الثالث ككل، ألا وهي السرقة العلمية، التي صارت مرْكبا محبّبا للكثير من الطلبة الكسالى الذين صاروا يستسهلون السطو على الجهد العلمي لغيرهم بغية إحراز الرتب العلمية المختلفة، خاصة في ظلّ هذه الطفرة التكنولوجية التي وفّرتها وسائل التواصل الحديثة.

السرقة العلمية  آفة حقيقية ألقت بظلالها على الجامعات الجزائرية
السرقة العلمية  آفة حقيقية ألقت بظلالها على الجامعات الجزائرية

يؤكد مؤلف الكتاب، الصادر أخيرا عن دار إيكوزيوم أفولاي بالجزائر، أنّ السرقة العلمية صارت آفة حقيقية، وقد ألقت بظلالها على الجامعات الجزائرية، في السنوات الأخيرة، ما أدّى إلى تراجع جودة التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر، وتراجع معها، تبعا لذلك، ترتيب الجامعات الجزائرية، لتصبح هذه الظاهرة السلبية حجر عثرة في وجه التقدم العلمي الذي تنشده الجزائر، كغيرها من أمم المعمورة.

ويأتي هذا الكتاب، مثلما يشير إلى ذلك الباحث كريم كعرار، للحدّ من انتشار تداعيات هذه الظاهرة السلبية، وتأثيراتها على الجامعة الجزائرية، لاسيما في ما يخص جودة التعليم، وأصالة البحث العلمي.

كما يسلّط الكتاب الضوء على ظاهرة السرقة العلمية التي قد ترهن مصير مصداقية شهاداتنا الجامعية، وسمعة الجامعة الجزائرية، من خلال الإحاطة فيه بالعديد من جوانب هذه الظاهرة، انطلاقا من الوقوف على حقيقتها، ومرورا بالتدابير والآليات التي تمّ اتّخاذها على مستوى الجامعات ومراكز البحث العلمي للحدّ منها ومواجهتها، وصولا إلى التطرُّق إلى التصنيف العالمي للجامعات الجزائرية.

يُشار إلى أنّ مؤلف هذا الكتاب الباحث كريم كعرار هو جامعي، وقانوني، وفنان موسيقي، تخرّج من جامعة باجي مختار بولاية عنابة، حيث حصل على شهادة ماجستار في القانون القضائي، وشهادة ليسانس في القانون الخاص، وشهادة جامعية عليا في الموسيقى.

وفضلا عن ذلك، هو عضو فاعل في المجتمع المدني بولاية عنابة، وكذا في الوسط الثقافي بها، وله عدة تجارب في الكتابة الأدبية والعلمية، ما زال أغلبها مخطوطا، من بينها تجربة في الكتابة حول التلحين الموسيقي. ومن بين المؤلّفات التي نشرها “إيقاعات وموازين الجزائر”، و”التحليل والبيان في الشرائع والأديان”.

15