الزعيم السابق لإقليم كتالونيا الانفصالي بلا حصانة أوروبية

مدريد- رحّبت الحكومة الإسبانية الثلاثاء بتصويت البرلمان الأوروبي على رفع الحصانة عن ثلاثة نواب كتالونيين انفصاليين، وهو الأمر الذي قد يسمح بتسليمهم إلى إسبانيا.
وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا في بيان مقتضب إن تصويت البرلمان الأوروبي “يبعث برسالة ثلاثية” إحداها أن “مشكلات كتالونيا يتم حلها في إسبانيا وليس في أوروبا”.
وأضافت “هذا هو الخط الذي تتبناه الحكومة الإسبانية، وهو التواصل مع القوى السياسية الكتالونية لإيجاد حل من خلال الحوار والمفاوضات”.
وأشارت إلى أن الرسالتين الأخريين لهذا التصويت، تفيدان بأن نائبا أوروبيا “لا يمكنه الاستفادة من منصبه لتجنّب المثول أمام القضاء الوطني” وأن “دولة القانون في إسبانيا متينة”.

أرانتشا غونزاليس لايا: مشكلات كتالونيا يتم حلها في إسبانيا وليس في أوروبا
وصوت البرلمان الأوروبي الثلاثاء، لصالح تجريد الزعيم الانفصالي الكتالوني السابق، كارليس بوجديمون، واثنين من زملائه، من حصانتهم بوصفهم أعضاء في البرلمان.
ووفق البرلمان فقد أيدت هذا الإجراء غالبية النواب (400 في مقابل 248) وامتنع 45 عن التصويت في نهاية اقتراع سري أجري مساء الاثنين.
وأعلن بوجديمون الذي يعيش في المنفى منذ فشل محاولة الانفصال، في مقابلات كثيرة أُجريت معه في الأيام التي سبقت التصويت، أنه سيستأنف الحكم أمام المحكمة الأوروبية في حال صوّت البرلمان الأوروبي لصالح مدريد.
وكان الزعيم السابق لحكومة كتالونيا الإقليمية، قد فرّ إلى بلجيكا، بعد أن قمعت السلطات الاستفتاء المحظور بشأن استقلال كتالونيا، والذي أجري في أكتوبر من عام 2017.
وبعدما نظم في الأول من أكتوبر 2017 استفتاء حول تقرير المصير منعه القضاء الإسباني، أعلن الانفصاليون في 27 أكتوبر من العام ذاته “جمهورية كتالونيا المستقلة” ما أثار أسوأ أزمة سياسية شهدتها إسبانيا منذ انتهاء حقبة حكم الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو. وردا على ذلك علقت مدريد الحكم الذاتي لهذه المنطقة الغنية في شمال شرق إسبانيا.
وتصرّ السلطات في كتالونيا على إجراء استفتاء للاستقلال عن إسبانيا، في وقت ترفض فيه مدريد ذلك بسبب الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للإقليم، وبسبب مخاوفها من تمدد المطالبة بالانفصال إلى أقاليم أخرى.
وأسوأ ما تخشاه حكومة مدريد هو أن انفصال كتالونيا قد يكون بداية تفتت الدولة الإسبانية، عبر فتح المجال لاستفتاءات قادمة في أقاليم أخرى أيضا، وخاصة إقليم الباسك الذي خاض صراعا مسلحا مع سلطة مدريد من أجل الاستقلال، بواسطة منظمة إيتا الباسكية.
ومن أهم الأسباب التي تدفع الحكومة الإسبانية إلى التمسك بكتالونيا، ورفض استفتاء الاستقلال، هي أهمية الإقليم الاقتصادية.