الرئيس الجزائري السابق يوارى الثرى بمراسم أقل من أسلافه

الرؤساء السابقون المتوفون أقيمت لهم مراسم دفن مع كل مراسم التكريم على غرار أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال.
الاثنين 2021/09/20
غياب مراسم التكريم

الجزائر – أجريت مراسم جنازة الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة الأحد بحضور الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون وأعضاء في الحكومة ودبلوماسيين أجانب، لكن لم تقم له مراسم تكريم كأسلافه من الرؤساء، فضلا عن حضور شقيق بوتفليقة، سعيد، المسجون حاليا بسبب تهم فساد.

 ووري الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة الثرى في مربع الشهداء بمقبرة العالية في العاصمة الجزائر، المخصصة لأبطال حرب الاستقلال، بحضور خلفه عبدالمجيد تبون وشخصيات أخرى، إلى جانب أفراد عائلته.

وتوفي بوتفليقة الذي تنحى تحت ضغط الشارع عام 2019 بعد عشرين عاماً في الحكم، الجمعة عن عمر ناهز أربعة وثمانين عاماً في مقرّ إقامته المجهّز طبّيا في زرالدة غرب الجزائر العاصمة.

ووصل موكب الجنازة إلى مقبرة العالية بعد قطع مسافة ثلاثين كيلومترا من زرالدة، وحمل النعش على عربة مدفع تجرها آلية مصفحة مغطاة بالورود.

وفي مؤشر على وجود نوع من الإحراج الرسمي، ألغيت تسجية الجثمان في قصر الشعب بالعاصمة بعد أن كانت مقررة في البداية، وهو تقليد لتكريم كبار الشخصيات الجزائرية، وفق مصادر متطابقة.

وألقى وزير المجاهدين العيد ربيقة خطبة نعي للرجل الذي كان أيضا في السبعينات وزير خارجية بارز لمدة أربعة عشر عاما.

ووري بوتفليقة الثرى في مربع الشهداء في هذه المقبرة حيث يرقد جميع أسلافه إلى جانب شخصيات كبيرة وشهداء حرب الاستقلال (1954 – 1962).

وتدهورت صحة بوتفليقة وأصبح عاجزا عن الكلام نتيجة الجلطة الدماغية، وأُرغم على الاستقالة في الثاني من أبريل العام 2019، إثر شهرين من التظاهرات الحاشدة لحراك شعبي رفضاً لترشحه لولاية خامسة على التوالي.

وبعد ساعات من التردد والصمت في ظلّ غياب ردّ فعل رسمي على وفاة الرئيس السابق، أصدر تبون الذي تولى منصبه عام 2019، بيانا ظهر السبت أعلن فيه تنكيس الأعلام “ثلاثة أيام” تكريماً “للرئيس السابق المجاهد عبدالعزيز بوتفليقة”.

ورأى مراقبون أن المماطلة في الإعلان عن ترتيبات مراسم التشييع تعكس خشية من خروج تظاهرات مناهضة للرئيس السابق الذي باتت صورته مشوّهة في عيون قسم كبير من الجزائريين.

وقالت الباحثة السويسرية المتخصصة بشؤون المغرب العربي في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إيزابيل فيرينفلس في تصريح صحافي، “أعتقد أن أصحاب القرار متوترون لأن هناك كمًّا كبيراً من الكره حول شخص بوتفليقة على وسائل التواصل الاجتماعي”.

وأضافت “لا يعرفون ما يفعلون بما أن هناك من بين النخب السياسية والاقتصادية والإدارية، عدد كبير من الأشخاص الذين هم ثمرة عهد بوتفليقة أو مستفيدون منه”.

وأقيمت للرؤساء السابقين المتوفين مراسم دفن مع كل مراسم التكريم، على غرار أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال أحمد بن بلة (1963 – 1965) الذي أُقيمت له مراسم تشييع رسمية بعد وفاته في أبريل 2012.

 ورافق بوتفليقة الذي أعلن حداداً وطنياً لثمانية أيام، شخصياً النعش من قصر الشعب حيث وُضع الجثمان في البدء، إلى مقبرة العالية، بحضور كافة أركان الطبقة السياسية وكبار قادة شمال أفريقيا.

أما الرئيس الجزائري الثالث الشاذلي بن جديد (1979 – 1992) الذي يقف خلف تطبيق الديمقراطية في المؤسسات، فقد حظي بمراسم دفن مع كل مراسم التكريم في أكتوبر 2012 مع حداد وطني لثمانية أيام أُعلن بعد وفاته.

وسُمح لشقيق بوتفليقة، سعيد، المسجون حاليا بسبب تهم فساد، بحضور مراسم الدفن، بحسب محاميه سليم حجوطي.

واكتفت وسائل الإعلام الرسمية بذكر خبر وفاة بوتفليقة بشكل موجز دون تخصيص أي برنامج له، كما فعلت عند وفاة أسلافه، في مؤشر على ارتباك السلطات.

وانتظر وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الوزير السابق في عهد بوتفليقة، حتى الأحد لتقديم تعازيه إلى أسرة الراحل.

وأرسل العاهل المغربي الملك محمد السادس السبت “برقية تعزية ومواساة” إلى تبون غداة وفاة بوتفليقة، وسط توتر شديد بين الجزائر والرباط خصوصاً على خلفية ملف الصحراء الغربية الشائك.

ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد بوتفليقة بأنه “وجه كبير” في الجزائر المعاصرة و”شريك لفرنسا” خلال أعوامه العشرين في الحكم.

ووجه ماكرون في بيان أصدره الإليزيه “تعازيه إلى الشعب الجزائري”، مؤكدا أنه يبقى “ملتزما بتطوير العلاقات الوثيقة من التقدير والصداقة بين الشعب الفرنسي والشعب الجزائري”.

4