الدورة الـ47 من معرض الكويت الدولي للكتاب تحتفي بالثقافة الأردنية

افتتح معرض الكويت الدولي للكتابفعاليات نشاطه الثقافي مساء الأربعاء، بإقامة عدد من الندوات الفكرية والثقافية، التي يشارك فيها عدد من المفكرين والناشرين الكتاب العرب، محتفيا بضيف شرف دورته الـ47، معلنا بداية حلقات الحوار التي تتناول مختلف نواحي الثقافة العربية.
افتتح وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة الكويتي لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، الأربعاء، فعاليات الدورة الـ47 من معرض الكويت الدولي للكتاب، بحضور وزير الثقافة الأردني مصطفى نصر الرواشده وعدد من المسؤولين وحشد من الناشرين والمفكرين والمثقفين والكتاب العرب والأجانب المشاركين في هذه الدورة التي تستمر حتى الثلاثين من شهر نوفمبر الجاري، بمشاركة 544 دار نشر تنتمي لـ31 دولة.
وقال المطيري في كلمة الافتتاح “يشرفنا ويسرنا افتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، هذه التظاهرة الثقافية الكويتية الدولية التي تحتضنها دولة الكويت.” مضيفا “ها هي الكويت، كما اعتادت واعتدتم، تفتتح فضاء محبتها إليكم من جديد، وترحب بكم على أرضها، وبين شعبها، ومفكريها، ومثقفيها، ومبدعيها، ويسعدها جمعكم المبارك هذا في بلدكم الثاني دولة الكويت، لقاء بعد لقاء، عراقة وتألقا، وإنتاجا، وتوهجا.” وتابع “هذا المعرض الذي يكتسب سحر جماله، وحضوره الدائم من مضمون رسالته الثقافية والذي تثبتت أركانه بفضل ما تجده من دعم واهتمام ورعاية.”
الجذور والجسور الثقافية
قال الوزير عبدالرحمن المطيري “يطيب لنا أن نرحب بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ضيف شرف معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، وحضورها المؤثر والمتميز بما تضمه من نخبة من المثقفين والكتاب ودور نشر، يعكس ما تتميز به من تراث، وموروث ثقافي حضاري وإنساني عميق ضارب في أعماق جذور التاريخ والثقافة بإرث غني، فلكم منا كل الترحيب وخالص التمنيات بالتوفيق والنجاح.”
وواصل في كلمته “المبدعون هم الذين يصنعون مجد أوطانهم، وهم الذين يضيئون مشاعل الحضارة لكي يكون الغد أجمل، وإذا كانت ثقافة المجتمع وعلومه وفنونه تقع في دائرة اهتمامنا جميعا فإن من ارتقى بها يستحق أن يكرم، وإذا كانت أعمال المبدع هي التي تحفر اسمه في سجل الخالدين، إلا أنه من واجبنا جميعا أن نسلط الضوء على تلك الإنجازات لكي تبقى حاضرة في ذاكرة وقلوب الأبناء جيلا بعد جيل، وإذا كنا اليوم قد اجتمعنا لتكريم الدكتورعبدالله يوسف الغنيم رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، فإننا ندرك يقينا أن إسهاماته المقدرة لهذا الوطن الغالي ستبقى محل تقدير يفوق قدرة الكلمات على التعبير، ولكننا حرصنا على أن نخصص هذا التكريم تقديرا لإنجازاته الملموسة والمشهودة.”
ولفت المطيري إلى أن معرض الكويت الدولي للكتاب يعد من أهم التظاهرات الثقافية الكويتية التي يقيمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مشددا على أن المشهد الثقافي الكويتي متجذر في حياة الكويتيين، حتى بات أسلوب حياة ومنهج تفكير لأهل الكويت، على يد رواد الثقافة والتنوير الكويتيين، وأكد أن الدورة الـ47 من المعرض تشارك بها العديد من دور النشر العربية والأجنبية، تمثل تواصلا للثراء المعرفي والثقافي بين القارئ والناشر، مضيفا “لدينا إستراتيجية طموحة في ترسيخ فكر الثقافة والفنون والآداب، ودعم ورعاية مبدعيها، وتطوير مؤسساتها بما يواكب حداثة العصر وعراقة وأصالة الماضي، والفعاليات الثقافية التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تمثل نافذة مضيئة لثقافة وتاريخ الكويت وتفاعلها الحضاري والإنساني مع محيطها الإقليمي والدولي في كافة فروع الثقافة والفنون والآداب.”
وختم الوزير عبدالرحمن المطيري “يجب تشجيع الأجيال الناشئة والشبابية على القراءة والاطلاع الواسع، في كافة فروع العلم والأدب والثقافة والفنون، لتقوية مداركهم الفكرية، وإكسابهم مهارات ثقافية متنوعة تعينهم على تخطي ما يعترض حياتهم بالمنطق والفكر المستنير والصحيح، وأتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على المعرض من مسؤولين وعاملين، والذين اجتهدوا خلال الفترة الماضية لإنجاز هذا العمل الرائع، والشكر موصول لجميع المشاركين من جهات رسمية ودور نشر وكتاب ومثقفين من داخل دولة الكويت ومن خارجها، متمنيا للجميع التوفيق والنجاح.”
من جهته، قال وزير الثقافة بالمملكة الأردنية مصطفى نصر الرواشده “يسعدني أن أقدم أسمى آيات الشكر الموصول لدولة الكويت اختيار الأردن ضيف شرف معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، وهو اختيار مقدر يعمق العلاقة بين البلدين الشقيقين”. مضيفا “وفي هذا المقام نؤكد اعتزازنا بالعلاقات الأردنية الكويتية الوطيدة والشراكة الإستراتيجية، التي تشكل أنموذجا للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين والعمل العربي المشترك.”
وتابع “نحن فخورون بالعلاقات التاريخية والاستثنائية مع الشقيقة الكويت ونتطلع إلى المزيد من التواصل والتشارك بكل ما يتصل بالإبداع والابتكار العربي، وفخورون أيضا بالعلاقات الطيبة بين الشعبين الشقيقين اللذين تربطهما علاقات راسخة تتجلى في حضور المثقف والفنان الكويتي في المشهد الثقافي الأردني من خلال المشاركات في المهرجانات، ومنها مهرجان المسرح ومهرجان جرش والأسابيع الثقافية، وحضور الدراما الكويتية في البيت الأردني، والعلاقات الاجتماعية الإنسانية التي نسجها الطلبة مع زملائهم على مقاعد الدراسة.”
وأضاف الرواشده “إن معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته السابعة والأربعين يمثل عمق الجذور الثقافية في دولة الكويت، التي كانت وما تزال تشكل منارة للتنوير من خلال مشروعها الثقافي والمعرفي، في الإصدارات التي كانت علامة مهمة في المشهد الثقافي العربي، ومنها مجلة العربي، وعالم الفكر وعالم المعرفة، فضلا على فضاء الحرية الذي تمتعت به البيئة الثقافية الإبداعية والإعلامية والاجتماعية في دولة الكويت، والتي شكلت أنموذجا عربيا في الديمقراطية.”
المعرض يُقام هذا العام تحت شعار "العالم في كتاب" في إشارة إلى أهمية الكتاب ودوره في خدمة الدول والشعوب
وبين الوزير الرواشده أن الأردن ملتزم بثوابته الوطنية، منحاز لقضايا أمته، مؤمن بالتضامن، وبالعمل العربي المشترك، واستطرد “إن الأردن ينطلق من منظور أن الثقافة تشكل الهوية الجامعة للأمة العربية في تنوعها الذي يثري بحرها ويقوي نسيجها، وهي الجدار الأخير للدفاع عن قيمنا العربية، ووسيلة الارتقاء بالوعي المجتمعي في ظل تسارع التكنولوجيا وأمواج المعلومات والأحداث التي تحيط بالمنطقة.”
وتابع الرواشده إن “هذه المشاركة التي نعتز بها تأتي بتشاركية مع عدد من الهيئات الأردنية، ومنها: اتحاد الناشرين الأردنيين الذي يحمل على عاتقه التعريف بالمثقف والثقافة الأردنية، والارتقاء بصناعة النشر الأردنية التي حققت حضورا عربيا، ومشاركة أمانة عمان الكبرى ومؤسسة عبدالحميد شومان، وعدد من المثقفين والمبدعين الذين يقدمون خلاصة فكرهم ومنجزهم الإبداعي ضمن البرنامج الثقافي للمعرض والذين يضيئون على العلاقات الثقافية الأردنية الكويتية، والمشهد الثقافي الأردني في اشتباكه مع المشهد الثقافي العربي.”
يضم الجناح الأردني، الذي صمم هندسيا ليكون معبرا عن الهوية المعمارية والتراثية الأردنية، وفق الوزير الأردني، مجموعة من إصدارات وزارة الثقافة في المعارف المتنوعة من آداب وعلوم وتاريخ ومعارف عامة وموضوعات تراثية، صدرت ضمن برامج النشر للوزارة ومنها «المكنز» وهو موسوعة تضم المفردات الشعبية الأردنية في مختلف مناحي الحياة، وسلسلة مؤلفات سياسية ومجموعة من الكتب والمؤلفات التي تقرأ تاريخ الأردن، فضلا عن عدد من العناوين الإبداعية في الرواية والشعر والقصة والدراسات النقدية التي تلقي الضوء على المنتج الثقافي والإبداعي الأردني.
وختم مصطفى نصر الرواشده، قائلا “شكرا للكويت على هذا المعرض الذي يمثل مؤتمرا لصناع الثقافة، وشكرا لاختيار الأردن «ضيف شرف» وهو فرصة مهمة لعرض الثقافة الأردنية أمام ثقافات العالم، وأن اختيار الأردن ضيف شرف المعرض يمثل تتويجا للعلاقات الثقافية الممتدة عميقا بين البلدين الشقيقين.”
تكريم وفعاليات
كرم المطيري والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار, الدكتور عبدالله الغنيم بصفته شخصية معرض الكويت الدولي للكتاب لهذه الدورة، بإهدائه مخطوطة تقديرا لمجمل مسيرته الحافلة بالعطاء، بالإضافة إلى هدية خاصة، عبارة عن عملة نقدية نصف محمودية – نصف وحدة ذهب – للسلطان العثماني محمود الثاني ضرب القسطنطينية سنة 223 هـ الموافق 1808 م وتعد من النقود المتداولة في المنطقة العربية منها الكويت والأحساء والعراق والشام.
ومن جانبها، قالت الأمين العام المساعدة لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عائشة المحمود، في تصريحات لها، إن المعرض يُقام هذا العام تحت شعار “العالم في كتاب” في إشارة إلى أهمية الكتاب ودوره في خدمة الدول والشعوب ونشر المعارف والثقافات.
ولفتت إلى أنه تم اختيار الأردن لتكون ضيف شرف هذه الدورة، حيث سيتم تنظيم عدد من الفعاليات التي تُسلط الضوء على الثقافة الأردنية ورموزها، وستقدم في هذا الإطار أربع محاضرات رئيسية في رواق الثقافة ومنها محاضرة في اليوم الأول عن العلاقات الثنائية التي تجمع المملكة الأردنية بدولة الكويت، وأيضا محاضرة عن المشهد الفني في الأردن، ومحاضرة حول القدس والأقصى والرعاية الهاشمية، بالإضافة إلى محاضرة حول الصناعات الإبداعية في الأردن. وقد افتتح المعرض أنشطته الثقافية في يومه الأول، بإقامة عدد من الندوات الفكرية والثقافية، التي يشارك فيها عدد من المفكرين والناشرين الكتاب العرب.
ففي برنامج “رواق الثقافة” كان جمهور المعرض على موعد مع جلسة حوارية مع الدكتور عبدالله الغنيم، الذي اختير ليكون شخصية المعرض في دورته لهذا العام، حيث حاوره الدكتور يوسف البدر، وذلك ضمن أجندة برنامج “المقهى الثقافي.”
وضمن برنامج “رواق الثقافة” أقيمت محاضرة حول العلاقات الثنائية بين الكويت والأردن، تحدث فيها الدكتور سالم الدهام، وأدارها سعود الحسيني، وجاءت ضمن فعاليات الاحتفاء باختيار المملكة الأردنية كضيف شرف لدورة هذا العام من المعرض.
وحضرت الرواية العربية في الأنشطة الثقافية لمعرض الكويت الدولي للكتاب في يومه الأول أمس، من خلال فعاليتين: الأولى أمسية حوارية حول المكان في الرواية العربية أقيمت ضمن برنامج “رواق الثقافة” وتحدث فيها: طارق إمام، وأحمد الحقيل، وجلال برجس، وأدارتها وتُشارك فيها أفراح الهندال.
والثانية جلسة حوارية حول رواية “أسفار مدينة الطين – سفر العنفوز” وتحدث فيها الروائي سعود السنعوسي، وحاوره حسين غلوم، وذلك ضمن برنامج زاوية “كاتب وكتاب.”
يُذكر أن الدورة الـ47 من معرض الكويت الدولي للكتاب، تُقام خلال الفترة من 20 وحتى 30 من شهر نوفمبر الجاري، بمشاركة 544 دار نشر، تنتمي لـ31 دولة عربية وأجنبية، وتتضمن أجندة المعرض هذا العام أكثر من 90 فعالية فكرية وثقافية وفنية.