الخسائر تحاصر قوات الوفاق جنوب طرابلس

طرابلس- أعلنت مصادر طبية وعسكرية في حكومة “الوفاق الوطني” الجمعة عن مقتل 3 من قواتها وإصابة 14 آخرين، جراء قصف جوي استهدف تمركزاتهم جنوب غرب طرابلس.
وقال “مركز مصراتة الطبي” (حكومي)، في بيان عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إن المركز استقبل صباح الجمعة 3 قتلى و14 جريحا من قوات عملية “بركان الغضب”، التي أطلقتها حكومة الوفاق للتصدي لهجوم الجيش الليبي على العاصمة طرابلس أوائل أبريل الماضي.
ورغم أن القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني، أعلنت الخميس أنها أحرزت تقدما في عدة محاور جنوبي العاصمة طرابلس، إلا أن التطورات الميدانية الحاصلة الجمعة تشير -بحسب المراقبين- إلى عكس ذلك تماما حيث يتواصل تكبّد عناصرِها خسائرَ بشرية ومادية. وبشأن هذه الخسائر أكد مصطفى المجعي المتحدث باسم المركز الإعلامي لعملية “بركان الغضب”، التابعة لقوات الوفاق، هذا العدد من القتلى والجرحى.
إزاء تصاعد القتال، ألقى المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة الاثنين كلمة أمام مجلس الأمن دعا فيها إلى إعلان هدنة بمناسبة عيد الأضحى
وأوضح أن القتلى من قوات المحور الجنوبي؛ حيث تعرضوا لقصف من قبل طيران الجيش الليبي أثناء تمركزهم في منطقة السدادة (الواقعة بين مدينتي بني وليد وسرت ومنطقة أبونجيم)، والتي تبعد نحو 250 كم جنوب غرب العاصمة الليبية. وأضاف المجعي أن القوات التي تم استهدافها كانت في مهمة لقطع الإمدادات على قوات الجيش، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وتأتي الخسائر الأخيرة التي تتكبدها الميليشيات الداعمة لحكومة الوفاق في العاصمة بعد حديث القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر عن اقتراب موعد رفع “راية النصر” في طرابلس. وللتخفيف من حدة خسائرها أعلنت القوات التابعة لحكومة الوفاق أنها استهدفت بالمدفعية الثقيلة تجمعا لقوات حفتر جنوبي طرابلس، الجمعة.
وقالت في بيان نشرته الصفحة الرسمية لعملية بركان الغضب على فيسبوك “إن المدفعية الثقيلة لقوة مكافحة الإرهاب تستهدف -وبشكل دقيق ومركز- تجمعا لقوات حفتر في وادي الربيع جنوبي طرابلس”.
وأضاف المصدر نفسه أن الهدوء عاد غداة مواجهات شهدها محور اليرموك والخلة وعين زارة حيث أحرزت قوات الوفاق تقدما في محور اليرموك. وتوقفت قوات الجيش الوطني الليبي في الأسابيع الماضية عند محيط طرابلس حرصا على عدم سقوط ضحايا من المدنيين، موضحة أن الميليشيات الداعمة لحكومة الوفاق تتحصن في مناطق سكنية.
وأعلنت أيضا التواصل مع العديد من المناطق لدخولها دون قتال فيما تجري اشتباكات متقطعة وبوتيرة متفاوتة من حين إلى آخر وسط مقاومة شرسة من قبل الميليشيات والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني.
وتسبّبت المعارك منذ اندلاعها في سقوط 1093 قتيلا وإصابة 5762 بجروح بينهم مدنيون، فيما تخطى عدد النازحين 100 ألف شخص. ورغم حصول قوات الوفاق على دعم تركي عبر مد الميليشيات بطائرات مسيرة وشاحنات عسكرية -في خرق واضح لقرار الأمم المتحدة حظر السلاح على المتقاتلين في ليبيا- حقق الجيش الليبي في الفترة الأخيرة انتصارات هامة.
وفي المدة الأخيرة تغير شكل المعركة بين الطرفين حيث انتقلت المواجهة العسكرية بين قوات حكومة الوفاق وقوات الجيش الليبي إلى تبادل ضرب القواعد الخلفية بهدف عرقلة خطوط التموين والإمداد. وكثف الطرفان منذ أيام الغارات الجوية عبر المقاتلات الحربية والطائرات المسيّرة لقصف الجفرة وسط ليبيا ومصراتة (200 كلم) شرق طرابلس.
القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني أعلنت أنها أحرزت تقدما في عدة محاور جنوبي العاصمة طرابلس إلا أن التطورات الميدانية الحاصلة الجمعة تشير إلى عكس ذلك تماما
وتدعم مصراتة التي تضم في غالبيتها جماعات إسلامية متشددة ومناصرة لجماعة الإخوان المسلمين حكومة الوفاق الوطني، وهي التشكيلات السابقة التي كانت تقاتل تحت لواء قوات فجر ليبيا التي دعمت في 2014 ما عرف بحكومة الإنقاذ برئاسة خليفة الغويل التي كان يهيمن عليها الإسلاميون والتي سبق أن رفضت تسليم السلطة لحكومة الوفاق التي دخلت طرابلس في مارس 2016.
وكان ردّ الجيش الليبي على قصف قاعدة الجفرة سريعا باستهداف الكلية الحربية في مصراتة في الوقت الذي تركزت فيه ضرباته الجوية على الطائرات المسيرة بعد نجاحه في تحييد سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق.
وإزاء تصاعد القتال، ألقى المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة الاثنين كلمة أمام مجلس الأمن دعا فيها “إلى إعلان هدنة بمناسبة عيد الأضحى وأن تكون مصحوبة بتدابير لبناء الثقة بين الطرفين لتشمل تبادل الأسرى والإفراج عن المحتجزين تعسفا أو المختطفين عنوة وتبادل رفات القتلى”.