الحياد الكربوني يكلف سابك 4 مليارات دولار

الرياض – كشفت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) الخميس عن التكاليف المحتملة التي ستجعلها تساهم في مسح البصمة الكربونية للبلد الخليجي في السنوات المقبلة.
وقال يوسف البنيان الرئيس التنفيذي لسابك خلال مؤتمر صحافي في الرياض عقب إعلان الشركة عن نتائج أعمالها للربع الثالث من العام الجاري، إن “تحقيق أهداف خفض انبعاثات الكربون سيكلف الشركة مبدئيا ما بين ثلاثة وأربعة مليارات دولار”.
وأشار إلى أن الشركة ستعلن عن مشروعات جديدة في الربع الأول من عام 2022، موضحا أن هذه المشاريع قيد الدراسة الآن، وهي تندرج تحت القطاعات الرئيسية للشركة سواء البتروكيمياويات أو المغذيات الزراعية.
وتروّج السعودية الثرية، وهي أيضا واحدة من أكثر الدول المتسبّبة بالتلوث في العالم، بقوة لمميزات الاقتصاد الدائري للكربون في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” المنعقد حاليا في الرياض.
وخلال مؤتمر مبادرة “السعودية الخضراء” الذي انعقد في الرياض الأسبوع الماضي، أعلنت سابك عن سلسلة من التدابير التي ستقوم بها في مشروعاتها ضمن استراتيجيتها للحياد الكربوني بحلول العام 2050.
وقالت آنذاك إن لديها خططا للاستثمار في “تيسايد” المملكة المتحدة لتقليل انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 60 في المئة خلال المرحلة الأولى، وجعلها واحدة من أقل مرافق التكسير التي ينبعث منها الكربون في العالم.
وسيتم في المرحلة الثانية إجراء دراسة جدوى لتحقيق الحياد الكربوني عبر استخدام الهيدروجين كمصدر للطاقة.
وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد أطلق في ذلك المؤتمر مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والتي قال إنها تهدف إلى استثمار 39 مليار ريال (10.4 مليار دولار) لخفض انبعاثات الكربون في المنطقة وحماية البيئة.
وتعتبر سابك، التي أعلنت عن زيادة بواقع خمسة أمثال في أرباح الربع الثالث بدعم من ارتفاع متوسط أسعار البيع، من أهم الشركات السعودية وتملك شركة أرامكو الحكومية النفطية 70 في المئة من أسهمها.
وقفزت أرباح سابك أكبر مُنتِج للبتروكيمياويات والأسمدة والصلب في منطقة الشرق الأوسط، بنسبة 412.8 في المئة على أساس سنوي، في الربع الثالث من العام الحالي، لتصل إلى 5.6 مليار ريال (1.5 مليار دولار).
وارتفعت العوائد من نحو 290 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي لكنها لم تصل إلى متوسط تقديرات أربعة محللين جمعتها رفينيتيف والبالغ 1.63 مليار دولار.
وعلى أساس فصلي، تراجعت أرباح الشركة بنسبة 26.8 في المئة مقارنة بالربع الثاني الذي حققت فيه صافي ربح بلغ أكثر بقليل من ملياري دولار.
وعزا المسؤولون في سابك هذا الانخفاض إلى زيادة تكلفة المبيعات نتيجة ارتفاع أسعار مواد اللقيم وانخفاض الكميات المبيعة، لكن إيراداتها زادت بواقع 49 في المئة إلى 11.7 مليار دولار.
وقالت سابك إن “أرباحها الصافية زادت ليس فقط نتيجة ارتفاع متوسط أسعار البيع، ولكن أيضا بزيادة حصتها في نتائج أعمال مشروعات مشتركة وشركات تابعة لها”.
وأظهرت نتائج سابك، لفترة الأشهر التسعة الأولى من 2021، تحوُّل الشركة لتحقيق أرباح قدرها 4.8 مليار دولار، مقارنة بخسائر بلغت 590 مليون دولار على أساس سنوي، وهو ما أرجعت الشركة سببه إلى ارتفاع متوسط أسعار بيع المنتجات، وكذلك حصتها في أرباح مشاريع مشتركة وشركات زميلة.
وعلق البنيان على نتائج الشركة الفصلية قائلا إن “الأداء المالي لسابك خلال الربع الثالث في 2021 يعكس مواصلة التعافي من تأثير الجائحة وإن كان بمستوى أقل من الأداء القوي الاستثنائي خلال الربع الثاني”.
وأشار إلى أن الهوامش شهدت اعتدالا في الربع الثالث بسبب ارتفاع تكاليف مواد اللقيم، التي قابلتها زيادة في متوسط أسعار المبيعات.
وفي يوليو الماضي، تمكّنت سابك بعد عامين من إعلان البلد الخليجي عن استراتيجية متكاملة لاعتماد بصمته الكربونية من تصدّر تصنيف الكيانات العالمية في الحلول المبتكرة للاقتصاد الدائري الذي أصدرته شركة فروست آند سوليفان للاستشارات والأبحاث بناء على تحليل السوق العالمية.