الجيش الليبي يستهدف جنود "الوفاق" الأتراك

ضمن أحدث التطورات العسكرية الجديدة في ليبيا لمواجهة التدخلات الخارجية المباشرة الجيش الليبي يتحرك ردا على إصرار تركيا للتغلغل في المنطقة.
الاثنين 2020/02/24
مواجهة شرسة

طرابلس- أعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، مقتل 16 عسكريا تركيا ممن يشاركون بالعمليات في ليبيا، بالإضافة إلى 105 من
 المرتزقة الذين جاءت بهم تركيا إلى ليبيا.

ويأتي تحرك الجيش الليبي ردا على إصرار تركيا على التغلغل في المشهد الليبي وضمن أحدث التطورات العسكرية الجديدة على الساحة الليبية لمواجهة التدخلات الخارجية المباشرة، بينما دعا وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية الولايات المتحدة لإقامة قاعدة في بلاده “للتصدي لتوسع النفوذ الروسي في أفريقيا”.

ونقلت وسائل إعلامية عن العميد خالد المحجوب قوله إن “المستشارين والضباط الأتراك، الذين كانوا يوجهون طائرات مسيرة، يتواجدون في أكثر من موقع في مصراتة وسرت وغيرها”.

وأوضح المحجوب أن “الجيش الليبي استهدفهم في أكثر من موقع، خصوصا عندما استهدف غرف عمليات الطائرات المسيرة ودمرها”.  وتابع “تأخر الأتراك في الإعلان عن مقتل ضباطهم وجنودهم، يؤكد أن الضربات التي وجهت لهم، تتعلق بمواقع العمليات العسكرية”.

يأتي ذلك فيما تواصل تركيا دعم حكومة الوفاق بالذخيرة والسلاح، متجاهلة اتفاق وقف إطلاق النار الذي طالب المجتمع الدولي أطراف الصراع في ليبيا بالالتزام به، ما عثّر طريق المفاوضات الأممية والمساعي لإيجاد تسوية سياسية.

وأوضح الناطق باسم القيادة العامة، اللواء أحمد المسماري، أن “وحدات الاستطلاع والاستخبارات تؤكد وصول أسلحة ومعدات عسكرية من تركيا عن طريق ميناء مصراتة البحري”.

أحمد المسماري: الاستخبارات تؤكد وصول أسلحة تركية عن طريق ميناء مصراتة
أحمد المسماري: الاستخبارات تؤكد وصول أسلحة تركية عن طريق ميناء مصراتة 

وأشار المسماري في تصريحات صحافية، الأحد، إلى أن “هذه الأسلحة والمعدات وصلت لدعم القدرات القتالية للتنظيمات الإرهابية والعصابات المسلحة في المنطقة الغربية”.

وقال المسماري “يتم هذا الدعم بشكل علني أمام المجتمع الدولي ويعد اختراقا للهدنة المعلنة في المنطقة”، وأردف “قواتنا لم ترد حتى الساعة وهي تتابع وتقيم في الموقف والتطورات على مدار الساعة”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد جدد، السبت، وجود قوات تركية في العاصمة الليبية إلى جانب مقاتلين سوريين، في مواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، مقرا بسقوط عدد من القتلى في الجانب التركي هناك.

وفي تناقض صارخ لنفي سابق وتصريحات سابقة بأن تركيا لم ترسل مقاتلين إلى ليبيا اعترف أردوغان بأنه أرسل بالفعل مرتزقة وبدعمه حكومة الوفاق.

وقال أردوغان “نحن موجودون بجنودنا والجيش الوطني السوري في ليبيا نحارب قوات حفتر، ولدينا بعض القتلى هناك، ولكننا أوقعنا نحو 100 قتيل وجريح من قوات حفتر”.

وأكد الرئيس التركي أن سياسات بلاده في سوريا وليبيا “ليست مغامرة” ولا “خيارا عبثيا”، مضيفا أنه “إذا تهربنا من خوض النضال في سوريا وليبيا والبحر المتوسط وعموم المنطقة فإن الثمن سيكون باهظا مستقبلا”.

وكانت صحيفة “حرييت” التركية نقلت عن أردوغان مطلع فبراير قوله، إن تركيا أرسلت 35 جنديا إلى ليبيا دعما لحكومة طرابلس لكنهم لن يشاركوا في المعارك.

وسبق أن وجهت أطراف عدة، اتهاما إلى تركيا بنقل الآلاف من المسلحين الموالين لها من سوريا للقتال في ليبيا في صفوف قوات حكومة الوفاق الوطني المتحالفة مع أنقرة والتي تخوض مواجهة شرسة مع الجيش الوطني الليبي، الذي حقق مكاسب ميدانية في معركة تحرير طرابلس من الإرهاب.

من جهة أخرى، دعا وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا، الولايات المتحدة إلى إقامة قاعدة في بلاده “للتصدي لتوسع النفوذ الروسي في أفريقيا”، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء، السبت، في خطوة فسّرها مراقبون سياسيون بأنها تأتي بناء على طلب من الرئيس التركي الذي سبق وأن استنجد منذ أيام بصواريخ الباتريوت الأميركية في سوريا للتصدّي للطيران الروسي.

وأضاف باشاغا أن حكومته اقترحت استضافة قاعدة بعد أن وضع وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، خططا لتقليص الوجود العسكري الأميركي في القارة وإعادة التركيز على نشر القوات عالميا لمواجهة روسيا والصين.

وتابع باشاغا في مقابلة صحافية عبر الهاتف مع وكالة أنباء بلومبرغ “إعادة الانتشار غير واضحة بالنسبة لنا.. لكننا نأمل أن تشمل إعادة الانتشار ليبيا لكي لا تترك (الولايات المتحدة) الساحة لروسيا لكي تستغلها”.

4