الجامعة العربية فقدت تأثيرها السياسي والأمل في الدور الاقتصادي

القاهرة – تستقبل جامعة الدول العربية اليوم (الـ22 من مارس) سنتها الخامسة والسبعين بأسئلة حول مستقبل جامعة الدول العربية ودورها في بيئة إقليمية دولية مضطربة ومتغيرة.
ويشير الخبراء إلى أن من أبرز أسباب التعقيدات التي تواجهها الجامعة اليوم الاستقطاب الإقليمي في أعقاب الربيع العربي وما أفرزه من خلاف عميق بخصوص الإخوان الذين أدرجتهم السعودية ومصر ضمن قائمة الجماعات الإرهابية بينما تواصل قطر تقديم الدعم لهم. وما زالت عضوية سوريا من أكثر القضايا الخلافية بين الدول الأعضاء، التي انقسمت إلى العديد من الجبهات، فكل جبهة تساند طرفا من الأطراف المتعددة للصراع، ولم تفلح الجامعة في تحقيق أيّ تقدّم يذكر في هذا الملف، رغم تغير معطيات الحرب الدائرة فيها.
وأكد المحلل السياسي المصري عبدالمنعم سعيد، أن الجامعة العربية فقدت قدرتها على التأثير منذ أن خسر العرب الصراع مع إسرائيل، وتحولت إلى مجرد هيكل تنضوي تحته مجموعة من الدول، وتعكس أوضاعها الحالية مجمل التطورات على الساحة العربية التي يطغى عليها التفكك والتشرذم، وأن أحداث ما سُمّي بالربيع العربي أضرا بقدرتها على التأثير.
وأشار سعيد، في تصريح لـ”العرب”، إلى أن أيّا من الدول العربية أو من أمناء الجامعة لم تكن لديهم القدرة أو الرغبة في أحياء دورها، وكان من الممكن استغلال الثقافة كعامل مشترك بين الجميع لتكون نقطة انطلاق جديدة من دون التطرق إلى الأمور السياسية أو الأمنية أو التحالفات الدولية التي تتعارض فيها التوجهات العربية.
وشدد على أن التنظيمات الإقليمية بشكل عام لم تعد لها أدوار سياسية مؤثرة، والتوجه نحو حل المشكلات الاقتصادية أضحى بديلا مناسبا لحل الصراعات الإقليمية، لافتا إلى أن التحدي الأبرز أمام الجامعة يكمن في عدم التزام الدول بدفع أنصبتها المالية السنوية التي تشكل تفعيلا لعمل الأمانة العامة وتحدد مدى قدرتها على التحرك للتنسيق بين الدول، وأن الصراعات السياسية بينها جعلت الجامعة أسيرة الدول التي تغدق بالأموال عليها من دون أن تلبي مطالب جميع الأعضاء، وهو ما حاولت قطر استغلاله في سنوات ما بعد الربيع العربي.