التهديدات الإرهابية تزيد المشهد الأفغاني قتامة

تسبب انفجار بالقرب من إحدى بوابات الدخول الرئيسية لمطار كابول الدولي في وقوع ضحايا قبل أقل من أسبوع من الموعد النهائي لمغادرة القوات الأميركية لأفغانستان. وحسب ما ذكرته تقارير إعلامية نقلا عن مسؤولين أميركيين فإن تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خراسان هو المسؤول عن تنفيذ الهجوم، فيما تتصاعد مخاوف واشنطن وحلفاؤها من وقوع المزيد من الهجمات الإرهابية في البلاد.
واشنطن - أعلن البنتاغون الخميس أن انفجارا وقع في محيط مطار العاصمة الأفغانية كابول، في خضم عمليات الإجلاء الجارية حاليا، ووسط تحذيرات الحكومات الغربية من احتمالات وقوع هجمات إرهابية تستهدف المطار، الذي أصبح السبيل الوحيد للخروج من أفغانستان التي تسيطر عليها حركة طالبان.
وكتب الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي في تغريدة على موقع تويتر”نؤكد أن الانفجار قرب آبي غيت في مطار كابول أدى إلى وقوع عدد مجهول من الضحايا”.
وآبي غيت أحد مداخل حرم المطار الثلاثة حيث يسعى منذ 12 يوما الآلاف من الأفغان ممن تعاونوا مع الغربيين لمغادرة البلاد خوفا من انتقام طالبان.
وأوضح كيربي أن الانفجار الذي وقع عند بوابة آبي بمطار العاصمة الأفغانية كابول جاء نتيجة هجوم معقد وأسفر عن قتلى ومصابين. لافتا إلى وجود أميركيين بين ضحايا الانفجار.
لكنه أضاف أن المعلومات الواردة هي بناء على تقارير أولية محذرا من أن ما ورد بها قد يتغير. وأكد أن هناك ضحايا لكن لم يتضح بعد العدد ولا الجنسيات.

جون كيربي: الانفجار جاء نتيجة هجوم معقد وأسفر عن قتلى ومصابين
وكشف أن انفجارا ثانيا على الأقل وقع قرب فندق البارون قرب البوابة.
وأوضح مصدر مطلع على الإفادات في الكونغرس الأميركي بشأن الموقف في أفغانستان الخميس، أن مسؤولين أميركيين لديهم اعتقاد قوي بأن تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان مسؤول عن تنفيذ هجوم الخميس عند مطار كابول.
وذكر مصدر آخر من الحكومة الأميركية مطلع على أنشطة المخابرات أن الحكومة ما زالت تحقق لكن هجوم المطار يحمل “كل العلامات المميزة” لهجوم من تنفيذ تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان.
ويقوم مقاتلو طالبان بحراسة محيط المطار، وثمة عداوة بينهم وبين تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خراسان وهو التنظيم الأفغاني المتحالف مع الدولة الإسلامية.
ولفت مسؤول في طالبان طلب عدم ذكر اسمه لوكالة رويترز، وذلك قبل تقارير وقوع الانفجار “يخاطر حراسنا بحياتهم عند مطار كابول، إنهم يواجهون تهديدا أيضا من تنظيم الدولة الإسلامية”.
ويُنظر إلى فرع تنظيم داعش في أفغانستان، والمسمى بـ”داعش خراسان”، على أنه المصدر الرئيسي المهدد لعمليات الإجلاء. وهناك مخاوف حقيقية من أن تستغل الجماعة الفوضى في المطار لاستهداف القوات الأجنبية والمدنيين الأبرياء.
وكانت الولايات المتحدة ودول حليفة لها قد حذّرت من خطر “وشيك” يتهدد مطار كابول بناء على معلومات استخبارية.
وحثت واشنطن وحلفاؤها الخميس، الناس على الابتعاد عن مطار كابول بسبب تهديد محتمل بأن يشن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما إرهابيا، بينما تسابق قوات الدول الغربية الزمن لإجلاء أكبر عدد ممكن قبل انقضاء المهلة المحددة في 31 أغسطس.
وزادت الضغوط لاستكمال إجلاء عشرات الألوف من الأجانب والأفغان الذين ساعدوا الدول الغربية خلال الحرب التي استمرت 20 عاما ضد طالبان، ومن المقرر أن تغادر جميع القوات الأميركية وقوات التحالف المطار الأسبوع المقبل.
وفي تحذير صدر مساء الأربعاء، ناشدت السفارة الأميركية في كابول المواطنين تجنب الذهاب إلى المطار، وقالت إن الموجودين هناك بالفعل يتعين عليهم الرحيل على الفور مشيرة إلى “تهديدات أمنية” غير محددة.
وأصدرت بريطانيا تحذيرا مماثلا نصحت فيه الموجودين في منطقة المطار بالانصراف، وقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي إن المعلومات عن احتمال شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما انتحاريا أصبحت “أكثر مصداقية”.
وذكر هيبي في تصريحات لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) “لا أستطيع أن أشدد على أن الوضع يائس بما فيه الكفاية، فالتهديد حقيقي، وشيك، ومهلك. لن نقول هذا ما لم نكن قلقين حقا بخصوص إتاحة هدف لا يمكن تصوره للدولة الإسلامية”.
وقال دبلوماسي غربي في كابول إن المناطق الواقعة خارج بوابات المطار لا تزال “مزدحمة بشكل لا يصدق” على الرغم من التحذيرات.
كما حثت أستراليا الناس على الابتعاد عن المطار، بينما أنهت بلجيكا عمليات الإجلاء بسبب خطر الهجوم.
وجاءت هذه التحذيرات على خلفية الفوضى في العاصمة الأفغانية ومطارها الذي يشهد عملية إجلاء جوي ضخمة لمواطنين أجانب وعائلاتهم وبعض الأفغان منذ سيطرة طالبان على المدينة في 15 أغسطس.
وتسابق قوات الدول الغربية الزمن لإجلاء أكبر عدد ممكن قبل انقضاء المهلة المحددة.
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس أن قوات الحلف يجب أن تواصل إجلاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص من كابول رغم “الهجوم الإرهابي المروع”.
وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية الخميس، قبل دقائق من وقوع الانفجار أن عمليات الإجلاء من أفغانستان ستستمر “حتى انتهاء المهمة” الأميركية نافية صحة تقارير أفادت بأنها قد تنتهي “خلال 36 ساعة”.
وأعلن المتحدث باسم البنتاغون في تغريدة أن “عمليات الإجلاء في كابول لن تنتهي في 36 ساعة. سنواصل إجلاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص حتى انتهاء المهمة”.
لكن إنجاز الانسحاب ضمن المهلة يتطلّب وقتا أطول مما يعقّد إجلاء الأجانب والأفغان الأكثر عرضة للخطر بعد سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان.ويفترض أن يغادر الجنود الأميركيون الذين يتولون حاليا أمن المطار أفغانستان بحلول الثلاثاء 31 أغسطس، موعد انتهاء مهلة حدّدها الرئيس الأميركي جو بايدن.
ولم تشكل طالبان حكومة بعد، موضحة أنها تنتظر رحيل آخر جندي أجنبي قبل القيام بذلك. وفي غياب قانون يسري على كل الأراضي، فإن القواعد المتبعة تختلف من منطقة إلى أخرى بحسب مشيئة السلطات المحلية الجديدة.
ويحاول الإسلاميون تقديم أنفسهم أمام السكان والمجموعة الدولية على أنهم أكثر اعتدالا لكن دون أن يقنعوا كثيرا، خصوصا في كابول.
وقال مصرفيّ شاب في كابول “إنه حكم الخوف. لا يملكون جيشا للسيطرة على الناس، لكن الخوف يسيطر على الجميع”.
لكنه لفت إلى أن اسم “طالبان” يغطي مجموعات مختلفة جدا في ما بينها موضحا أن “بعضهم يتصرفون بشكل جيد مع السكان” في حين أن البعض الآخر يفعلون ما يحلو لهم كأن يأكلوا في المطاعم دون أن يدفعوا الفاتورة.
والحركة على يقين بأنه يتحتم عليها الاستناد إلى الهيئات الإدارية القائمة إذ لا تملك في صفوفها الخبرات الضرورية لتحكم البلاد بمفردها وتنهض باقتصاد أنهكته الحرب ويعول إلى حد بعيد على المساعدة الدولية.