التطبيع يفسح المجال لإسرائيل للاستثمار في السودان

الخرطوم - عرض وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين على المسؤولين في السلطة الانتقالية، تنفيذ شركات إسرائيلية مشاريع استثمارية في السودان، وذلك خلال زيارته الأخيرة إلى الخرطوم.

وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية الثلاثاء، إن “السودان سيرسل قريبا وفدا من رجال الأعمال لتعميق التعاون”.

وتبدي العديد من الدول رغبة في الاستثمار في السودان العائد بقوة إلى المنظومة الدولية بعد عقود من المقاطعة.

وكان كوهين قد زار الخرطوم الأسبوع الماضي، في أول زيارة لوزير إسرائيلي إلى السودان. وكشفت معاريف أنه “تقرر خلال الزيارة إلى العاصمة الخرطوم، التعاون بين البلدين في مشروعات جزئية في مجالات الطاقة المتجددة والزراعة والصحة والطيران”. واستدركت “سيتم تنفيذ هذه المشاريع من قبل قطاع الأعمال”.

وقالت الصحيفة “على سبيل المثال، أعلنت شركة الأسمدة الإسرائيلية، التي تعتبر شركة أسمدة عالمية، عن استعدادها للنظر في تمويل إنشاء مصنع في السودان، لإنتاج الأسمدة المناسبة للمناطق الجافة”.

السودان يسعى لاستثمار علاقته بإسرائيل لتحقيق جملة من المكاسب السياسية والاقتصادية

وأضافت “خلال الزيارة أوضح الوزير كوهين للسودانيين أن شركات الأسمدة الإسرائيلية، التي تبيع منتجاتها في أكثر من 100 دولة حول العالم، تشتهر بالإنتاج الأكثر أمانا وكفاءة في السوق، وأن منتجاتها تسمح للمزارعين بزراعة المزيد من المحاصيل مع تأثير أقل على البيئة”.

وتابعت الصحيفة “تم تقديم إسرائيل في الزيارة كرائد عالمي في مجال الألبان، عندما تم تقديم شرح للسكان المحليين أن الأبقار في إسرائيل تنتج أكبر كمية من الحليب في العالم، بمعدل 12 ألف لتر لكل بقرة سنويا، مقارنة بـ10 آلاف لتر في الولايات المتحدة و6500 لتر في الاتحاد الأوروبي”.

وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى “أن الوفد الإسرائيلي اقترح أن ترسل الحكومة بعثة إلى السودان، للتحقيق في منتجات الألبان في البلاد، من أجل تحديد الطرق الممكنة لزيادة إنتاجية الحليب وتقديم التدريب والمشورة لإنتاج الحليب في المناطق القاحلة، من خلال تغيير أساليب تربية الأبقار”.

ولفتت إلى أن الجانبين ناقشا عددا من المشاريع الاقتصادية المشتركة الأخرى، خلال الاجتماعات، مع التركيز على مجالات المياه والزراعة والطاقة المتجددة والصحة والطيران، بما في ذلك بناء مرافق تحلية المياه والطاقة المتجددة.

وقالت الصحيفة “يعتزم السودانيون إرسال وفد من رجال الأعمال إلى إسرائيل في المستقبل القريب، للتعرف على المشاريع المختلفة عن كثب وبحث تعزيز التعاون وإلغاء قانون المقاطعة ضد إسرائيل وتعديل القانون الذي ينص على حبس المهاجرين السودانيين، بما في ذلك أولئك الموجودون في إسرائيل، الذين عادوا إلى بلادهم”.

وشهدت العلاقات بين السودان وإسرائيل اختراقا، من المقرر أن يترجم إلى تطبيع فعلي وكامل خلال الأشهر القليلة المقبلة في واشنطن.

ويسعى السودان لاستثمار علاقته بإسرائيل لتحقيق جملة من المكاسب السياسية والاقتصادية، لاسيما بعد قرار شطبه من اللائحة الأميركية اللدول الداعمة للإرهاب.