التخلي عن التقاعد المبكر يساعد في تعزيز مهارات الإدراك

برلين- كسفت دراسة جديدة أن التخلي عن التقاعد المبكر في السنوات اللاحقة للفرد يمكن أن يساعد في تعزيز مهارات الإدراك والتفكير لديه.
ووجد الباحثون في جمعية ماكس بلانك الألمانية لتقدم العلوم أن العمل حتى سن 67 عاما يبطئ من التدهور المعرفي للأفراد ويمكن أن يساعدهم في مكافحة أمراض مثل الزهايمر والأمراض الأخرى التي يمكن أن تؤثر سلبا على وظائفهم الإدراكية.
وأكد الباحثون أن الشخص سيستفيد من العمل لفترة أطول، بغض النظر عن جنسه أو مستواه التعليمي أو مستوى تعقيد الوظيفة.
وقال أنجيلو لورينتي المعد المشارك للدراسة “تشير دراستنا إلى أنه قد تكون هناك نتيجة مصادفة غير مقصودة للتقاعد المؤجل”. وأضاف أنهم في هذه الدراسة يقتربون من التقاعد والوظيفة المعرفية من منظور أن كليهما يقتربان من نهاية مسار طويل من الحياة.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم وظائف أكثر تعقيدا يشهدون انخفاضا أبطأ قليلا من أولئك الذين لديهم وظائف أقل تعقيدا. ووجدت دراسة منفصلة أجراها باحثون في المركز الطبي بجامعة جورج تاون مؤخرا، أن بعض المهارات العقلية، بما في ذلك تعدد المهام وتحديد الأولويات، تتحسن بعد سن الخمسين.
وأضاف لورينتي أنه لا يوجد تغيير بين الديناميكيات الاجتماعية وديناميكيات سوق العمل، مضيفا أن العديد من البلدان حول العالم رفعت سن التقاعد. ووفقا لجمعية الزهايمر يعاني أكثر من 6 ملايين أميركي من مرض الزهايمر، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 13 مليونا بحلول عام 2050.
من يشغل وقت فراغه بالتواصل الاجتماعي وافتتاح مشاريع تجارية، فإن وظائفه الذهنية تصبح أفضل كما أن مراجعة المستشفيات ستصبح أقل
وعلى المستوى العالمي يبلغ هذا الرقم 50 مليونا على الأقل، ويمكن أن يتجاوز 150 مليونا بحلول عام 2050 إذا لم يتم اكتشاف اختراقات. وأوضح لورينتي أن هذا هو السبب في أنه من المناسب فهم ما إذا كان التقاعد في سن أكبر قد تكون له عواقب صحية، لاسيما على الوظيفة الإدراكية.
ويظل التقاعد المبكر فرصة لبدء حياة جديدة تتسم بالهدوء والتقاط الأنفاس وبحبوحة الوقت، مما يتيح ممارسة الأعمال والأنشطة التي لم يكن الوقت يسمح بها خلال الحياة العملية.
ففي الوقت الذي يعتبر البعض التقاعد فرصة لحياة جديدة، يخشى آخرون من الفراغ الذي يصيب المرء بالاكتئاب، فضلاً عن بعض الأمراض الجسدية جراء الخمول والكسل.
ويرى الخبراء أنه من الأفضل تجنب التقاعد المبكر، لاسيما في المجتمعات العربية، ونصحوا بتأخيره إلى أقصى حد ممكن، حيث أن سن التقاعد في معظم المجتمعات هي أحد أهم مؤشرات الشيخوخة النشطة، وبالتالي فإن تأخر التقاعد أمر إيجابي.
وحذر الخبراء من الكسل بعد التقاعد لأن عواقبه الصحية كثيرة، حيث تزداد فرص الإصابة بالجلطات وأمراض المفاصل وجميع المشاكل الصحية لكبار السن، وذلك وفقاً للدراسات المتخصصة.
وأوضحوا أن من يشغل وقت فراغه بالتواصل الاجتماعي وافتتاح مشاريع تجارية، فإن وظائفه الذهنية تصبح أفضل كما أن مراجعة المستشفيات ستصبح أقل.
وأيد االخبراء فكرة التقاعد غير المباشر، حيث تتقلص ساعات العمل اليومية إلى حد الوصول إلى التقاعد الكامل، من خلال إنشاء برامج تقوم على الاستفادة من خبرة المتقاعدين لكن بعدد ساعات عمل أقل.
و أكد خبير التنمية البشرية والخدمات العامة طارق الفرحان أن بعض المتقاعدين لديهم نظرة مختلفة للحياة بعد أن ينتهي مشوارهم الوظيفي، حيث تكون أمامهم الخيارات مفتوحة، لاسيما بعد أن يحصل المتقاعد على الراتب التقاعدي وهو ما يؤمن حياته اليومية إلى حد كبير.