"التابو" مشروع إعلامي سوري عن قضايا لا تجرؤ النساء على البوح بها

غازي عنتاب (تركيا) - يقدم راديو “روزنة” السوري برنامجا يحمل عنوان “التابو” (المحظور)، يخوض في “مُحرّمات” المجتمع أو سبر أعماق موروثاته التي تقف حائلا دون تطوره؛ وتعتبر من أبرز التحديات على صانعي المحتوى داخل المؤسسات الإعلامية في سوريا.
ويهدف البرنامج الذي يغلب عليه الطابع النسوي إلى تقوية دور المرأة وتمكينها في المجتمع السوري. وقد تمكّن منذ انطلاقه نهاية عام 2019 من مناقشة بعض القضايا الجريئة التي لم يعتدها الجمهور السوري، مثل “سفاح القربى”، “غشاء البكارة”، “الابتزاز الجنسي”، “أمهات الأطفال مجهولي النسب”، “التحرش”.
ومن أبرز محرمات المجتمعات العربية التي ركز عليها البرنامج، المواضيع المتعلقة بالأمور الجنسية التي لا يستطيع أغلب أفراد المجتمع الحديث عنها إلا خلف الأبواب المغلقة.
وقالت مديرة راديو “روزنة” التنفيذية ومديرة برنامج “التابو” لينا الشواف إنّ “المشروع جاء ضمن سياق المشاريع التي يطرحها الراديو والهادفة للتغيير المجتمعي؛ ومنذ طرح فكرة المشروع قرّرنا أنّه يجب أن تُشارك فيه النساء، لكون الخطوط الحمراء والتابوهات المفروضة على النساء في مجتمعنا هي الأكثر حدّة وقسوة.
وبدأ المشروع من خلال حلقات نقاش مفتوحة مع نساء سوريّات نتج عنها تحديد التابوهات التي تقيّد حرية المرأة السورية، وقُمنا في نهاية الورشة باختيار التابوهات الستة الأكثر حدّة، لتكون المواضيع التي سنطرحها خلال حلقات البرنامج”.
أبرز محرمات المجتمع العربي التي تناولها البرنامج، الأمور الجنسية التي لا يتم الحديث عنها إلا خلف الأبواب المغلقة
وخلال حلقات البرنامج التي تم عرضها؛ تم إنتاج ثلاثة أشكال متباينة مع المواد السمعية البصرية، نشرها الراديو على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى بثها بشكل سمعي على موجات “إف.إم” في مدينة غازي عنتاب التركية ويصل بثها إلى عموم الجنوب التركي حيث تتركز نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين، كما يصل البث أيضا إلى الشمال السوري.
وتتضمن فيديوهات استطلاعات رأي لسوريين في الداخل والخارج حول التابوهات التي تتم مناقشتها بشكل موسع مع مختصين.
كما تسرد النساء حكاياتهن الشخصية لتسليط الضوء على قضايا لا تجرؤ النساء السوريات على طرحها في الإعلام عادة؛ حيث تتم إعادة تجسيد القصص التي ترويها النساء من خلال الرسوم المتحركة.
وأشار راديو “روزنة” في بيان إلى أهمية طرح التابوهات من أجل تحقيق التغيير والديمقراطية في المجتمع السوري. وقد تفاعل الجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي مع حلقات البرنامج، لاسيما أن أغلبية التابوهات المطروحة كانت من صنع العادات والتقاليد.
وبدأت إذاعة “روزنة” البث في يوليو عام 2013، في باريس، لتفتتح بعد ذلك مكتبها الإقليمي في مدينة غازي عنتاب التركية عام 2014، وتركز على قضايا السوريين وهمومهم، من خلال تقديم برامج إذاعية ومواد صحافية تتعلق بالحريات ومفاهيم الديمقراطية وتهتم بالمرأة والطفل.
وأطلقت العديد من الخطط البرامجية التي تهدف إلى التركيز على أهم الفئات المجتمعية (المرأة) وقضاياها، وتبنت مؤخرا مشروعا خاصا لدعم المرأة من خلال برنامج إذاعي خاص تحت اسم “انتِ قدها” يبث أسبوعيا على كافة منصات الإذاعة، إلى جانب دعم قضايا المرأة السورية ومناصرتها، وإبرازها كفاعلة في المجتمع إلى جانب الرجل في جميع القضايا.