البنوك تنضم إلى قائمة المتّهمين بتلويث الأرض بالبلاستيك

برشلونة (إسبانيا)- قال باحثون، إن إنتاج المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد من المقرر أن ينمو بنسبة 30 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يعزز مساهمتها في ظاهرة الاحتباس الحراري وتلوث المحيطات. ونشروا قائمة بأسماء الشركات التي تصنع هذه المواد وتموّلها.
وحسب أول “مؤشر مصنعي النفايات البلاستيكية”، الذي نشرته مؤسسة مينديرو الخيرية ومقرها أستراليا، أن 20 شركة (وخاصة عمالقة الطاقة والمواد الكيمياوية) هي مصدر نصف نفايات البلاستيك ذات الاستخدام الواحد في العالم. وحدد أن المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد (مثل أقنعة الوجه والمعدات الطبية وأكياس التسوق وأكواب القهوة وأغشية التغليف) مصنوعة من البوليمرات التي تستخدم الوقود الأحفوري كمواد أساسية.
وفي 2019، تم التخلص من 130 مليون طن متري من المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام في جميع أنحاء العالم، مع حرق 35 في المئة، ودفن 31 في المئة في مكبات القمامة المُدارة وإلقاء 19 في المئة على الأرض أو في المحيط، وفقا لتقرير عن المؤشر.
واستخدم المؤشر مجموعة من مصادر البيانات لتتبع تدفق المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد خلال دورة حياتها، من البوليمر إلى السلع النهائية إلى النفايات وتقدير مكان إنتاجها وتحويلها واستهلاكها والتخلص منها.
وتصدرت إكسون موبيل مؤشر منتجي البوليمرات التي تولد نفايات بلاستيكية للاستخدام مرة واحدة، حيث ساهمت بـ5.9 مليون طن في 2019، وفقا لتقرير مشترك مع شركة استشارات الطاقة وود ماكنزي والباحثين في مراكز الفكر والجامعات.

20 شركة (وخاصة عمالقة الطاقة والمواد الكيمياوية) هي مصدر نصف نفايات البلاستيك ذات الاستخدام الواحد في العالم
وقالت إكسون موبيل في تعليقات عبر البريد الإلكتروني، إنها “تشارك المجتمع مخاوفه بشأن النفايات البلاستيكية وتوافق على وجوب معالجتها”، مما يتطلب جهدا تعاونيا بين الشركات والحكومات والمجموعات الخضراء والمستهلكين.
وأضافت أنها تتخذ إجراءات لمعالجة النفايات البلاستيكية من خلال زيادة قابلية إعادة التدوير، ودعم الجهود لاستعادة المزيد من النفايات البلاستيكية والعمل على حلول إعادة التدوير المتقدمة التي يمكن أن تساعد في خفض انبعاثات الغازات المرتبطة بالمنتجات.
وقال التقرير إن ما يقرب من 60 في المئة من التمويل لصناعة البلاستيك ذات الاستخدام الواحد يأتي من 20 بنكا عالميا أقرضت ما يقرب من 30 مليار دولار لإنتاج البوليمر منذ 2011.
وقد قال آل غور الذي كان نائب الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إن أزمة المناخ والنفايات البلاستيكية “متشابكة بشكل متزايد”، حيث يتم التعامل مع الغلاف الجوي على أنه “مجار مفتوحة” لانبعاثات حرارة الكوكب، والمحيط على أنه “مكب نفايات سائل” للنفايات البلاستيكية.
وكتب أنه مع انتقال قطاعي الكهرباء والنقل إلى الطاقة النظيفة، فإن الشركات التي تستخرج الوقود الأحفوري “تتدافع لتوسيع نطاق” سوق البتروكيماويات، الذي يشكل إنتاج البلاستيك ثلاثة أرباعه.
وأضاف، “نظرا لأن معظم البلاستيك مصنوع من النفط والغاز، فقد أصبح إنتاج البلاستيك واستهلاكه محركا مهما لأزمة المناخ، مما ينتج عنه بالفعل انبعاثات غازات الدفيئة مثل التي ينتجها بلد كبير”.

دورة حياة البلاستيك أحادي الاستخدام الكاملة شكلت حوالي 1.5 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمية في 2019
وأشارت التقديرات الأكاديمية لبصمة البلاستيك الكربونية إلى أن دورة حياة البلاستيك أحادي الاستخدام الكاملة شكلت حوالي 1.5 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمية في 2019، حيث كانت البوليمرات هي المساهم الرئيسي، حسبما قال مؤلفو التقرير.
وأضافوا أنه في مسار نموها الحالي، يمكن أن تكون المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مسؤولة عن 5-10 في المئة من انبعاثات الغازات الدفيئة السنوية بحلول سنة 2050 إذا حقق العالم هدف اتفاقية باريس للحدّ من ارتفاع متوسط درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وقالت مؤسسة مينديرو، إنه ينبغي مطالبة شركات البتروكيمياويات بالكشف عن “بصمة النفايات البلاستيكية” والالتزام بإنتاج البلاستيك من النفايات البلاستيكية المعاد تدويرها بدلا من الوقود الأحفوري. كما دعت البنوك والمستثمرين إلى تحويل أموالهم بعيدا عن الشركات التي تنتج مواد بلاستيكية جديدة تعتمد على الوقود الأحفوري إلى تلك التي تستخدم مواد أولية بلاستيكية أعيد تدويرها.
وقال سام فانكهاوزر، وهو وأحد المساهمين في التقرير، “إن توضيح الأدوار التي تلعبها الشركات المختلفة في سلسلة قيمة البلاستيك كان أمرا مهما لأن معظم الضغوط تركزت على تجار التجزئة حتى الآن”.
وأشار إلى أن كيسا بلاستيكيا، على سبيل المثال، لا يظهر اسم شركة البتروكيمياويات التي صنعت المكون الرئيسي وإنما يظهر اسم السوبر ماركت المصمم لحمل بضاعته. وقال، “نحن لا نعرف ما يكفي عن هذه السلسلة التي تسمح للناس بالاختباء خلفها”.
وأضاف أن “زيادة الشفافية وإفصاح الشركات والبنوك عن مشاركتها في إنتاج المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد أو تمويلها يمكن أن يشجع المستهلكين ومن ثم المساهمين على البدء في الضغط من أجل اتخاذ إجراء، كما رأينا مع تغير المناخ”.
