البرتغال المتوهجة بكامل نجومها أبرز المرشحين لنيل لقب اليورو

تجمع الأوساط الرياضية على ترشيح المنتخب البرتغالي بقيادة نجمه الأول كريستيانو رونالدو لنيل لقب كأس أمم أوروبا (يورو 2024) التي تنظمها ألمانيا، وسط تأكيد على أنه منتخب قوي يمتلك ترسانة من لاعبي الخبرة والمهارات الفردية، فضلا عن مدرب يملك فكرا كرويا جيدا وأساليب لعب متنوعة.
مع بلوغ الدور الثمن النهائي من مسابقة كأس أمم أوروبا 2024 التي تستضيفها ألمانيا، تزايد نسق المنافسة بين عمالقة القارة العجوز على لقب البطولة، وسط ترشيح منتخب البرتغال كأبرز المتراهنين على نيل اللقب الأوروبي. ويقول خبراء في عالم كرة القدم إن البرتغال بقيادة أسطورتها كريستيانو رونالدو تعتبر في مقدمة المرشحين لحمل الكأس للمرة الثانية في تاريخها، بعد إنجازها الاستثنائي عام 2016.
وثمّة إجماع على أن المنتخب البرتغالي يضمّ ترسانة من أفضل اللاعبين في العالم وفي مختلف المراكز، بدءا بروبن دياز وجواو كانسيلو، مرورا ببرونو فيرنانديز وبيرناردو سيلفا، وصولا إلى كريستيانو رونالدو وجواو فيليكس ودييغو جوتا في الخط الأمامي.
وحقق المنتخب البرتغالي، الملقب بـ”برازيل أوروبا”، إنجازا تاريخيًا بحصده أول بطولة كبرى له في بطولة أمم أوروبا 2016، متوجًا نفسه بطلًا للقارة بعد فوزه على فرنسا في نهائي مثير بنتيجة 1-0. وواصل “السيليساو” تألقه بعد ذلك، محققًا نصرًا ثانيًا تمثل في إحراز لقب دوري الأمم الأوروبية عام 2019.
وتأهلت البرتغال في المرتبة الأولى برصيد 6 نقاط في المجموعة السادسة التي تضم منتخبات تركيا وجمهورية التشيك وجورجيا من دون أيّ صعوبات حقيقية، ونظرًا لقوة المنتخب وخبرته، يرى الكثيرون أن البرتغال المرشح الأبرز للفوز بلقب البطولة.
وسيلاقي زملاء النجم كريستيانو رونالدو منتخب سلوفينيا الاثنين، بملعب “دوت شبانك بارك” في مدينة فرانكفورت ضمن منافسات دور الثمن النهائي من مسابقة كأس أمم أفريقيا. وتمكن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وزملاؤه من تجاوز خيبة أمل الخروج المُفاجئ من بطولة كأس العالم 2022، بعد هزيمتهم 1-0 أمام المنتخب المغربي في الدور ربع النهائي.
الطريق إلى اليورو
سيطرت البرتغال على تصفيات بطولة أمم أوروبا 2024 بكلّ جدارة، مُسجّلةً سجلًا مثاليًّا برصيد 30 نقطةٍ من 10 مباريات، فقد فرضت “برازيل أوروبا” هيمنتها على منتخباتٍ مثل سلوفاكيا ولوكسمبورغ وأيسلندا والبوسنة والهرسك وليفتنشتاين، مسجّلةً 36 هدفًا، واستقبلت شباكها هدفين فقط خلال مسيرتها المُقنعة.
وظهر تفوّق البرتغال الهجومي من خلال فوزها الساحق 9 – 0 على لوكسمبورغ، ما يُعدّ شهادةً قاطعةً على قدراتها الهجومية المُذهلة، وبعد موسمٍ مثاليٍّ سيطرت فيه على تصفيات بطولة أمم أوروبا 2024.
وقال خالد بدرة، اللاعب الدولي التونسي السابق، إن “المنتخب البرتغالي دخل في صلب الموضوع في مسابقة كأس أوروبا، خصوصا مع وجود لاعبين ذوي جودة عالية، على غرار الظهير الأيسر جواو كانسيلو، وبيبي (41 عاما) في قلب الدفاع، وبالتالي هناك نوع من الخبرة التي تعطي توازنا للفريق”.
وأضاف في تصريح لـ”العرب”، “كريستيانو رونالدو أعطى تمريرة حاسمة لبرونو فيرنانديز في مباراة تركيا وهذا ما يؤكد أنه لاعب جيد وغير أناني، والمنتخب عموما يمر بانتعاش كبير”. وتابع خالد بدرة “من المؤكد أننا سنرى منتخبا برتغاليا مختلفا عن الدور الأول، وسيظهر الوجه الحقيقي لهذا الفريق، وهو قادر على الذهاب بعيدا في المسابقة مع إمكانية إحراز اللقب”.
أشار إلى أن “البرتغال تتوفر على مدرب محنك، كان قد وصل مع بلجيكا إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 في روسيا، ويملك فكرا تكتيكيا مميزا مع روح انتصارية لدى اللاعبين”. واستطرد بدرة قائلا” قد نرى البرتغال وإيطاليا في نهائي اليورو”.
ويعتبر الهجوم القويّ للبرتغال المُتسلّح بالعديد من النجوم المتألّقة، أحد أهمّ العوامل التي تجعلها من أبرز المرشّحين للفوز بلقب بطولة أمم أوروبا 2024 في ألمانيا، فقد تألق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في الدوري السعودي للمحترفين هذا الموسم، حيث حصد لقب هدّاف البطولة “الحذاء الذهبي” بتسجيله 35 هدفًا.
ويعد كريستيانو رونالدو، واحدا من أهم وأبرز لاعبي كرة القدم على مر التاريخ، فما حققه من إنجازات فردية وجماعية خلال مسيرته الكروية، كان كفيلا بوضعه ضمن قائمة العظماء في اللعبة الأكثر شعبية في العالم. ويتطلع رونالدو قائد منتخب البرتغال ونادي النصر السعودي، إلى إضافة المزيد من الألقاب إلى سجله الحافل، مع بدء مشوار كأس أمم أوروبا 2024.
ويظل رونالدو من خلال الأرقام القياسية والطموحات العالية، أسطورة حية في عالم كرة القدم. وفي يورو 2024 سيواصل النجم البرتغالي كتابة فصول جديدة من تاريخه المذهل، حاملاً آمال منتخب بلاده في تحقيق إنجاز آخر يضاف إلى سجله الذهبي.
ويبلغ رونالدو من العمر 39 عامًا، ويأمل في تكرار إنجاز عام 2016 حين توجت البرتغال بلقب كأس أوروبا في فرنسا. ويؤمن رونالدو بأن منتخب بلاده “يستحق” الفوز بلقب دولي كبير آخر، ويطمح إلى قيادة المنتخب نحو التتويج مجددًا. وفي هذه البطولة، يسجل النجم البرتغالي رقمًا قياسيًا بمشاركته السادسة في يورو 2024.
وأفاد رونالدو عند وصوله إلى ألمانيا “أعتقد أن هذا الجيل يستحق الفوز بمسابقة بهذا الحجم”. وأضاف أن الأرقام القياسية ليست هدفه الأساسي، بل هي نتيجة طبيعية لاستمتاعه بكرة القدم. وتألق رونالدو في المباراة الإعدادية الأخيرة ضد جمهورية أيرلندا، بتسجيله هدفين، رافعًا رصيده في صدارة الهدافين الدوليين إلى 130 هدفًا، بينها 14 في كأس أوروبا، ويعتبر كريستيانو الهداف التاريخي للبطولة متفوقًا على الفرنسي ميشال بلاتيني.
وظهر رونالدو لأول مرة في كأس أوروبا عام 2004 وسجل باكورة أهدافه في مرمى اليونان. ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف عن تسجيل الأهداف في النسخ المتتالية من البطولة. ورغم مسيرته الطويلة، ما يزال رونالدو يشعر بالتوتر والحماس قبل المباريات، معتبرًا هذا الشعور جزءًا طبيعيًا من اللعبة. وأكد أنه ما يزال مفعمًا بالحافز لتحقيق المزيد من النجاحات.
وكان رونالدو في حالة رائعة مع النصر هذا الموسم، حيث سجّل 44 هدفًا وقدّم 13 تمريرة حاسمة في 45 مباراة بجميع المسابقات. وأكسبته إنجازاته الحذاء الذهبي في الدوري السعودي للمحترفين، حيث أنهى بشكل مريح لقب الهداف برصيد 35 هدفًا، محطمًا الرقم القياسي البالغ 33 هدفًا.
فكر كروي جديد
كما فاز كريستيانو رونالدو بالحذاء الذهبي ليورو 2020 برصيد خمسة أهداف. وتألق خلال تصفيات بطولة أمم أوروبا 2024، حيث سجّل 10 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين خلال 9 مباريات، كما أنه يظل أكبر هداف على المستوى الدولي برصيد 130 هدفًا باسمه في 206 مباراة.
وأكد اللاعب الدولي التونسي السابق، لطفي الحسومي أن "المنتخب البرتغالي قادر على إحراز اللقب الأوروبي من الأراضي الألمانية"، لافتا إلى أنه "يمتلك ترسانة من اللاعبين الجيدين أبرزهم رونالدو". وأضاف في تصريح لـ"العرب" أن "المنتخب البرتغالي يجيد الاحتفاظ بالكرة ويفرض أسلوبه على الفريق المنافس، كما يملك إمكانيات فنية هائلة إلى جانب السرعة وتنويع خطط اللعب".
وفي خطوةٍ مفاجئةٍ، أعلن الاتحاد البرتغالي لكرة القدم عن إقالة المدرب فرناندو سانتوس وتعيين روبرتو مارتينيز بديلًا له في 3 يناير2023. وجاء القرار بعد مسيرةٍ ناجحةٍ لِسانتوس مع منتخب البرتغال، حيث قادهم إلى الفوز ببطولة أمم أوروبا 2016 ودوري الأمم الأوروبية 2019. وعلى الرغم من كون مارتينيز أظهر قدرة كبيرة على إدارة الجيل الذهبي لمنتخب بلجيكا، إلا أنّه لم يتمكن من تحقيق أيّ لقبٍ كبيرٍ خلال فترة تولّيه المسؤولية بين عامي 2016 و2022.
كما نجح مارتينيز في كسب إعجاب جماهير البرتغال بأسلوبه المُتنوّع في اللعب، الذي يُركّز على الاستحواذ على الكرة، وإخراج أفضل ما لدى لاعبيه، ويمتاز مارتينيز بِمرونته التكتيكية، حيث لا يتردّد في تكييف إستراتيجيته وتشكيله حسب الخصم، مُتَناوبًا بين خطّ دفاعٍ مكونٍ من ثلاثة أو أربعة لاعبين.
وبفضل قيادة مارتينيز الحكيمة، حقّق منتخب البرتغال نتائج مُبهرةً، حيث فاز في 12 مباراةٍ من أصل 13 مباراةً خاضها، ولم يتعرّض سوى لهزيمةٍ واحدةٍ فقط. وبذلك، بلغت نسبة فوزه 92.31 في المئة، لتدخل البرتغال بطولة أمم أوروبا 2024 بمعنوياتٍ عاليةٍ وثقةٍ كبيرةٍ في قدرتها على مواصلة هذا الأداء الاستثنائي، وتحقيق اللقب الأوروبي للمرة الثانية في تاريخها.
وتضم قائمة البرتغال أفضل لاعبي العالم في مختلف المراكز، ووجه المدرب الإسباني فيرنانديز الدعوة في حراسة المرمى، إلى ديوغو كوستا – روي باتريسيو – خوسيه سا. وجاء في خط الدفاع: جواو كانسيلو – ديوغو دالوت – نيلسون سيميدو – بيبي – روبن دياز – أنطونيو سيلفا – غونزالو إناسيو – دانيلو – نونو مينديز. وضم خط الوسط بالينها – روبن نيفيز – فيتينيا – جواو نيفيز – برونو فيرنانديز – أوتافيو. أما خط الهجوم، فضمّ، برناردو سيلفا – رافائيل لياو – بيدرو نيتو – فرانشيسكو كونسيساو – ديوغو جوتا – جواو فيلكس – غونزالو راموس – كريستيانو رونالدو.