الانتظار والمراوحة عنوان اللحظة التونسية هذا العام

الأربعاء 2014/12/17
رسم غرافيتي في جزيرة جربا بتونس

تونس- شهدت الثقافة التونسية في السنوات الأخيرة مرحلة مخاض متعثرة وعسيرة نتيجة للأوضاع العاصفة التي حملتها معها الثورة وما تبعها من متغيرات وتحولات أثّرت على جميع المستويات. إلا أن هذا لا يمنع من القول إن مجال التعبير قد بات حرّا إلى حدّ كبير، فتعددت الكتابات الناقدة والساخرة واللاذعة أيضا، ولو أن معظمها لم يظهر من خلال الأُطر الرسمية، ونقصد بذلك النشر على النطاق الواسع.

ولعل إلغاء معرض تونس الدولي للكتاب، هذه السنة، مثّل النقطة السوداء التي ترجمت قصور السلط المعنية وأصحاب القرار في المحافظة على هذا المكسب الثقافي، إضافة إلى تراجع أرقام دور النشر، فلم تظهر نتاجات لافتة سواء في الرواية أو القصة أو الشعر، عدا بعض الإسهامات المحتشمة، والتي تُعدّ على الأصابع. ويعود هذا بالأساس إلى انشغال النخبة التونسية بالحياة السياسية التي أرّقت المجتمع.

رغم ذلك استطاع الأدب التونسي أن يتوّج في المحافل الدولية على غرار فوز الشاعرة آمال موسى بجائزة "ليبيريسي بيا" الإيطالية الأوروبية للشعر لسنة 2014، إحدى الجوائز الهامة والعريقة التي تمنح منذ 60 عاما للشعراء المتميّزين من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب حصول يوسف رزوقة على جائزة الملك عبداللّه الثاني للإبداع في مجال الشعر على مجمل أعماله.

مرّت سنة 2014، وتعدّدت الآراء حول مدى قيمة ما أنتج خلالها ثقافيا. ولعل انحسار الفعل الثقافي (السينمائي والمسرحي والتلفزي) يعود إلى الصعوبات التي يلقاها الكاتب والفنان التونسي، من الناحية المادية، علاوة على عدم وجود ظروف مشجعة على الإنتاج في كافة مجالات الإبداع، هذا إضافة إلى عدم توفّر الدعم اللازم من جانب الدولة وغياب استراتيجيات واضحة للخروج من هذا المأزق.

"العرب" استطلعت آراء عدد من الكتاب والنقاد حول واقع حال الثقافة في تونس خلال العام الجاري؛ ما أنجزته وما قصّرت في إنجازه، وحول اتجاهات الثقافة، وما أجرته من مراجعات في هذا العام، وكذلـك تطلعات المثقفين التونسيين.


اقرأ أيضا


طغيان السياسي


المغاربي والمتوسطي


ثقافة الشارع واللامركزية الثقافية


إصلاح وزارة الثقافة


الثقافة الانتقالية المؤقتة


ثقافة الشارع وكسر حاجز الخوف


الأمل بعد الإحباط

14