الإغلاق يكبّد الخطوط القطرية أسوأ خسائر في تاريخها

الخسائر السنوية في العام المالي المنتهي في مارس 2021 تتضاعف لتصل إلى 4.1 مليار دولار.
الثلاثاء 2021/09/28
أزمة غير مسبوقة

بلغت الأزمة المالية للخطوط القطرية مفترق طرق خطيرا بعد مراكمة خسائر قياسية تاريخية بالنظر إلى شلل حركة السفر العالمية في ظل القيود التي لا تزال مفروضة على النقل الجوي في أجزاء كثيرة من العالم جراء الجائحة، مما زاد من الأعباء بسبب الاختلال في المصروفات والإيرادات.

الدوحة - أثبتت النتائج المالية للخطوط الجوية القطرية أنها ليست في أحسن حالتها على الرغم من مكابرة المسؤولين خلال تصريحاتهم في بعض الأحيان خلال الفترة الماضية بأن الشركة بدأت تأخذ طريقها في التعافي بفضل تخفيف قيود الإغلاق حول العالم.

وأعلنت القطرية الاثنين أن خسائرها السنوية زادت إلى مثليها لتبلغ حوالي 14.9 مليار ريال (4.1 مليار دولار)، متضررة من انهيار السفر طويل المدى بسبب كوفيد – 19 ومخصصات انخفاض قيمة طائرات.

وهذا أسوأ رقم بلغته أعمال الشركة منذ المقاطعة الخليجية في العام 2017، حيث بدأت المشكلات المالية في التفاقم منذ ذلك الحين حتى بلغت الخسائر في السنة المالية الماضية المنتهية في مارس 2020 حوالي 1.92 مليار دولار.

وكانت القطرية قد تلقت دعما بقيمة 7.3 مليار ريال (1.95 مليار دولار) من الحكومة لمواجهة تلك الأزمة.

ومن الواضح أن شركة النقل الجوي، التي تعتبر أحد أبرز المنافسين في السوق العالمية، إلى جانب طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي والاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي، تعيش أزمة غير مسبوقة، ما قد يدفع السلطات إلى منحها دعما جديدا في ظل ضبابية الأفق وتواصل انهيار الطلب العالمي على السفر، في ظل استمرار الأزمة الصحية.

وقالت المجموعة المملوكة للدولة، التي تشمل شركة الطيران وأصول طيران أخرى، في بيان إنها حجزت مخصصات انخفاض قيمة غير متكررة قدرها 8.4

مليار ريال (نحو 2.3 مليار دولار) لأسطولها المكون من عشر طائرات إيرباص أي 380 و16 طائرة أي 330.

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن الخسائر التشغيلية للشركة انكمشت بواقع سبعة في المئة لتصل إلى 1.1 مليار ريال (قرابة 300 مليون دولار).

1.95 مليار دولار تلقتها الخطوط القطرية من الحكومة لمواجهة الأزمة

وطلبت الخطوط القطرية خلال سنوات الطفرة في مجال النقل الجوي، والتي جاءت ضمن سياساتها التوسعية، العديد من الطائرات بعشرات المليارات من الدولارات من أكبر شركتين لصناعة الطائرات في العالم وهي أيرباص الأوروبية ومنافستها الأميركية بوينغ.

ولكن بعد تهاوي الطلب على السفر جوا منذ شهر مارس 2020 وقبلها بفعل المقاطعة الخليجية وتباطؤ النمو العالمي، تقول الشركة إنه لا يوجد مجال لإضافة طائرات جديدة وأنها ستقلص أسطولها المكون من نحو 200 طائرة.

وكان الرئيس التنفيذي للشركة أكبر الباكر قد حذر مرارا من أن الطائرات أي 380، وهي أكبر طائرة ركاب في العالم، ربما لن تعود أبدا إلى الأسطول العامل للشركة بسبب تأثير الجائحة.

وتأتي النتائج المالية للسنة المنتهية في الـ31 من مارس الماضي لتزيد من ضبابية أوضاع الخطوط القطرية، والتي تأثرت سلبا أيضا جراء حظر المجال الجوي الذي فرضته السعودية ودول أخرى لنحو ثلاث سنوات والذي انتهى في يناير الماضي.

وتراجع إجمالي الإيرادات وبقية الدخل التشغيلي بنحو 42.5 في المئة إلى أكثر بقليل من ثمانية مليارات دولار، في حين انخفضت إيرادات الركوب قرابة 80 في المئة إلى نحو 2.1 مليار دولار، حيث تراجع عدد المسافرين على متن خطوط الشركة بواقع 82 في المئة إلى 5.8 مليون.

وأكدت الخطوط القطرية أنها تلقت ثلاثة مليارات دولار دعما حكوميا منذ انتشار الجائحة، عبر عمليات ضخ لرأس المال من مساهمها الوحيد وهي دولة قطر.

وفي المقابل، نفت تلقيها أي دعم في صورة إعانة للرواتب وإعفاء ضريبي أو منح، بينما تم خصم 15 من رواتب الموظفين بشكل مؤقت وانكمشت قوة العمل 27 في المئة إلى نحو 36.7 ألف موظف.

وتعاني شركات الطيران الخليجية من نفس المشكلة وهو الأمر الذي ينسحب أيضا على معظم شركات الطيران حول العالم.

وخسرت طيران الإمارات 5.5 مليار دولار خلال نفس الفترة، وقد تلقت قرابة 3.1 مليار دولار على شكل ضخ رأسمال من الحكومة خلال جائحة كوفيد – 19.

وليست ثمة أسواق محلية للخطوط القطرية وطيران الإمارات للتخفيف من أثر إجراءات فرض القيود وإغلاق الحدود التي استحدثت لوقف انتشار كوفيد – 19.

وبعد أن قلصت بشدة خدماتها العام الماضي، تزيد شركات الطيران تدريجيا الخدمات في الوقت الذي تخفف فيه الدول على نحو متنامي القيود المفروضة على السفر مع تطعيم المزيد من مواطنيها.

وتقول الخطوط القطرية إنها تسير الآن رحلات إلى ما يزيد عن 140 وجهة، ارتفاعا من مستوى متدن عند 33 خلال الجائحة.

11