الأمل السوداني يمنح مصورا يابانيا جائزة التصوير الصحافي 2020

أوجاع وآمال من سوريا والعراق والجزائر ومصر تفوز بجوائز التصوير الصحافي العالمية.
السبت 2020/04/18
صورة تلهم الأمل

حازت صور مظاهرات الشباب والاحتجاجات في مختلف مناطق العالم على العديد من فئات جائزة التصوير الصحافي باعتبارها تلهم الجمهور وتعكس الأمل بقدرة الشباب والفن على التغيير.

 لاهاي –  منحت مؤسسة الصحافة العالمية جائزة التصوير الصحافي “وورلد برس فوتو” للعام 2020،  للمصور الياباني ياسويوشي شيبا عن صورته بعنوان “الصوت الصريح”، ويظهر فيها متظاهر شاب ينشد الشعر أثناء انقطاع التيار الكهربائي، بينما ينير المحتجون المشهد بهواتفهم المحمولة، وسط احتجاجات دامية في السودان. واعتبر أعضاء لجنة التحكيم أن الصورة التي التقطت في يونيو 2019 ترمز إلى الأمل، وتعكس قدرة الشباب والفن.

وقال رئيس لجنة التحكيم، ليكجيتو ماكولا “من المهم أن تكون لدينا صورة تلهم الجمهور، خاصة في الوقت الذي نعيش فيه، عندما يكون هناك الكثير من العنف والصراعات”.

والتقط شيبا الصورة لصالح وكالة الأنباء الفرنسية في العاصمة السودانية الخرطوم. وحصل المصور الياباني المقيم في نيروبي بهذه الصورة أيضا، على الجائزة الأولى “للصورة المفردة” في فئة “الأخبار العامة”. وقال “هذه اللحظة كانت الاحتجاج الجماعي السلمي الوحيد الذي صادفته خلال إقامتي”.

وأضاف إنها “الجائزة الأرفع مستوى في عالم التصوير الصحافي المحترف، ويسرني أن أكون بين المصورين الذين حصلوا على جوائز. وأنا مسرور أيضا لدعم الشعب السوداني الذي يناضل من أجل إحلال ديمقراطية حقيقية”.

أعضاء لجنة التحكيم اختاروا 44 من أصل 74 ألف صورة أرسلها أربعة آلاف مصور من العالم بأسره

وتابع أن “الصورة تعكس الشغف الذي يشعر به المتظاهرون. كنت أشعر وكأنني واحد منهم. لقد كنت شاهدا على إرادة شعب لا تتزعزع، ولا يمكن للعنف أن يكسرها. أنا سعيد لأنني كنت هناك في ذلك اليوم، وكان ذلك مجرد صدفة”.

وأكد أن “هذه الصورة نتيجة عمل فريق بكامله والسودان مكان من الصعب تغطيته، وما كنت أتمكن من تحقيق هذا العمل لولا مساعدة مكتب وكالة فرانس برس” في الخرطوم.

ودرس ياسويوشي تشيبا، المصور الياباني المقيم في نيروبي، التصوير والتصوير الثلاثي الأبعاد في طوكيو. بدأ مسيرته المهنية في صحيفة “أساهي شيبوم”، ثم أصبح مصورا يعمل لحسابه الخاص عندما انتقل للإقامة في كينيا في العام 2007 حين بدأ التعاون مع وكالة فرانس برس خلال أعمال العنف التي تلت الانتخابات في البلاد.

وانضم إلى وكالة فرانس برس في العام 2011 وتوجه إلى ساو باولو ومن ثم إلى ريو دي جانيرو في 2013، وهو يعمل في نيروبي منذ العام 2016.

"اضطرابات في هونغ كونغ" تفتك الجائزة الأولى للتحقيقات المصورة في فئة “الأخبار العامة”
"اضطرابات في هونغ كونغ" تفتك الجائزة الأولى للتحقيقات المصورة في فئة “الأخبار العامة”

وفاز نيكولا عصفوري المقيم في بكين، بالجائزة الأولى للتحقيقات المصورة في فئة “الأخبار العامة” عن سلسلة الصور بعنوان “اضطرابات في هونغ كونغ”.

كما رُشحت صوره أيضا ضمن فئة جديدة أُدرجت هذا العام بعنوان “قصة العام لوورلد برس فوتو”. وكان عصفوري قد حصل في السابق على جائزة الامتياز عن عمله في هونغ كونغ ضمن فئة “الأخبار العامة” لصور العام 2020.

وفي واحدة من صور عصفوري، تظهر تلميذات في هونغ كونغ يرتدين ملابس زرقاء ويضعن الأقنعة ويمسكن بأيدي بعضهن البعض، وفي أخرى، متظاهر يركض حاملا مظلة حمراء ولافتة صفراء مكتوب عليها “حب”.

وقد فاز المصور الفرنسي رومان لورندو بالجائزة الأولى في الفئة الرئيسية الأخرى “التقرير المصور للعام” بسلسلة من الصور بالأبيض والأسود عن الشباب الجزائري خلال الحراك في الجزائر العام الماضي.

وعن فئة “سبوت نيوز سينجبلز” فاز الجزائري فاروق بعطيش من وكالة الأنباء الألمانية بالجائزة الأولى عن صوره التي التقطها لاحتجاجات الطلاب في الجزائر. بينما فاز أوليفر فايكن بالجائزة الثالثة في فئة “سبوت نيوز ستوريز” عن سلسلة صوره عن هجوم إرهابي في القاهرة.

وحلّت صورة “مركز الإجلاء من حريق الغابات” لشون ديفي، التي تظهر فيها فتاة تضع قناعا وتلعب مع أصدقائها داخل مركز استضافة في أستراليا خلال الحرائق المستعرة التي شهدتها البلاد، في المرتبة الثانية للصور المفردة في فئة “قضايا معاصرة”.

ويتمتع ديفي المقيم في أستراليا حيث يتم عرض أعمال له بانتظام، بخبرة من أكثر من عشرين عاما في تغطية أخبار البلاد.

كما حلّ أولي سكارف في المرتبة الثالثة للصور المفردة في فئة الرياضة عن صور “عرض الفوز لليفربول” التي يظهر فيها مد بشري من مشجعي ليفربول انتشروا في الشوارع للاحتفال بفوز فريقهم على توتنهام هوتسبور ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا.

وفاز سكارف المقيم قرب مانشستر في العام 2018 عن الفئة نفسها.

صورة "عرض الفوز لليفربول" تفوز بالجائزة الثالثة
صورة "عرض الفوز لليفربول" تفوز بالجائزة الثالثة

وذكر المنظمون أن أعضاء لجنة التحكيم اختاروا 44 من أصل 74 ألف صورة أرسلها أربعة آلاف مصور من العالم بأسره.

وقال مدير الأخبار في وكالة فرانس برس فيل تشتويند إن الوكالة “فخورة بالفوز بهذه الجائزة المرموقة”، مؤكدا أن “العمل اللافت الذي قام به تشيبا دليل على موهبته وشجاعته وعمله الدؤوب ومهنيته”.

وأضاف أن “الجائزة دليل أيضا على التزام فرانس برس بتغطية أحداث من مناطق صعبة على غرار السودان، وتقدير لشبكة مصورينا المميزة في أفريقيا”. ونوه قائلا “نشعر أيضا بفخر كبير لأن هيئة التحكيم توقفت عند النوعية الممتازة للتحقيقات المصورة التي قمنا بها حول الاضطرابات في هونغ كونغ، وتغطيتنا لمواضيع في الرياضة والبيئة”.

من جهتها، أشارت مديرة التصوير في فرانس برس ماريال أود إلى أنها المرة الثانية التي تفوز فرانس برس بجائزة وورلد برس فوتو” في غضون ثلاث سنوات، بعد جائزة رونالدو شيميت في 2018 عن صورته لمتظاهر اشتعلت فيه النيران خلال صدامات مع شرطة مكافحة الشغب في فنزويلا.

وهنأت تشيبا الذي “يعتمد دائما مقاربة إنسانية في عمله ومصورينا الثلاثة الآخرين الذين حازوا جوائز لهذا العام”. وقالت إن “هذا تكريم مميز يكافئ مقاربة مرسخة على الأرض وفي الزمن، ويبرز نوعية العمل الذي يحققه مصورونا في مختلف أنحاء العالم”.

وفي حين منحت مؤسسة الصحافة جوائزها للمصورين، قالت متحدثة عن جوائز بوليتزر لعام 2020 ، الأسبوع الماضي، إنه سيتم تأجيلها أسبوعين عن الموعد المحدد لأن الصحافيين في لجنة الاختيار منشغلون بتغطية أزمة وباء فايروس كورونا.

وأضافت دانا كانيدي وهي محررة في صحيفة نيويورك تايمز ومديرة جوائز بوليتزر أن الجوائز التي تُمنح في فئات الصحافة والدراما والكتب والموسيقى ستُعلن في الرابع من مايو وليس يوم 20 أبريل.

وقالت “لجنة بوليتزر تشمل العديد من الصحافيين المرموقين الموجودين على الخطوط الأمامية لإطلاع الناس على المستجدات المتلاحقة لوباء فايروس كورونا. وفي ظل تركيزهم على هذه المهمة الحيوية، سيتيح هذا التأجيل وقتا إضافيا لتقييم من وصلوا إلى التصفيات النهائية لجوائز بوليتزر 2020 باستفاضة”.

18