الألم طويل الأمد مؤشر مبكر على الخرف

بكين – أوضح فريق من الباحثين في جامعة تشونغتشينغ الطبية في الصين أن الألم طويل الأمد في مناطق متعددة من الجسم يمكن أن يكون مؤشرا مبكرا على الخرف والسكتة الدماغية.
ووجد الفريق الذي اعتمد على بيانات من 2500 بالغ، أن المشاركين الذين يعانون من ألم واسع النطاق كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 43 في المئة مقارنة بمن لا يعانون منه.
ووجدت الدراسة أيضا أن انتشار الألم يزيد من احتمالية الإصابة بسكتة دماغية بنسبة تصل إلى 29 في المئة.
ولذلك خلص الفريق إلى أن الألم المنتشر يمكن أن يكون مرحلة ما قبل السريرية للخرف ومرض الزهايمر.
وقالوا إن “توفر هذه النتائج يمثل أدلة مقنعة على أن انتشار الألم قد يكون عاملا خطرا لجميع أسباب الخرف والسكتة الدماغية. وهذا الخطر المتزايد مستقل عن العمر والجنس والحالة والسلوكيات الاجتماعية والديموغرافية المتعددة والصحية”.
وبالنسبة إلى الدراسة، فقد خضع المشاركون لفحوصات جسدية واختبارات معملية وتقييم مفصل للألم.
ووقع تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات منفصلة، حيث تم تصنيف 374 مشاركا على أنهم يعانون من ألم واسع النطاق فوق وتحت الخصر، على جانبي الجسم والعمود الفقري والأضلاع والجمجمة.
أما بالنسبة إلى المشاركين الباقين، فإما أنهم يعانون من ألم في مفصل واحد أو أكثر، أو لم يكن لديهم أي ألم على الإطلاق.
وراقب الباحثون المشاركين بعد ذلك بحثا عن التدهور المعرفي أو الخرف السريري أو السكتة الدماغية على مدار الخمسة عشر عاما المتتالية.
الخرف يؤثر على جوانب مختلفة من التفكير ووظائف المخ، ما يهدد استقلال الفرد في الحياة اليومية
وخلال فترة المراقبة، تم تشخيص ما مجموعه 188 مريضا بنوع من الخرف، 27 في المئة منهم عانوا من آلام واسعة النطاق.
ومن بين 139 شخصا أصيبوا بسكتة دماغية، عانى 22 في المئة من آلام واسعة النطاق.
وبمجرد حساب جميع المخاطر الصحية الأساسية، لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من النشاط البدني، ونظام غذائي سيء، ويشربون الكثير من الكحول، أو يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، هم أكثر عرضة للإبلاغ عن الألم والإصابة بالخرف.
ويُعتقد أن مرض الزهايمر، وهو أكبر سبب للخرف، ناجم عن التراكم غير الطبيعي للأميلويد، المسمى اللويحة، والذي يغلف خلايا الدماغ.
ويتسبب تراكم الأميلويد في توقف خلايا الدماغ عن العمل وفي النهاية الموت.
ومع ذلك، لا يزال الباحثون يأملون في أن تساعد التطورات التكنولوجية في الكشف المبكر عن الحالة المنهكة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وزعم أن الذكاء الاصطناعي قد يكون قادرا على تشخيص الخرف من خلال استخدام مسح واحد للدماغ، وفقا للباحثين المشاركين في التجربة.
ويؤثر الخرف على جوانب مختلفة من التفكير ووظائف المخ، ما يهدد استقلال الفرد في الحياة اليومية.
وتشمل أعراض الحالة المنهكة صعوبة أداء المهام المألوفة ومشاكل اللغة. وحدد الباحثون علامة تحذير جديدة يمكن أن تشير إلى التقدم المحتمل للخرف.
ومن المتوقع أن يؤثر العبء العالمي للخرف على 82 مليون شخص في عام 2030، وهو تقدير يُعزى إلى زيادة أعداد المصابين بالخرف في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وعادة ما يكون ضعف الوظيفة المعرفية مصحوبا بتدهور في التحكم العاطفي أو السلوك الاجتماعي أو الدافع.
وبينما لا يوجد علاج لهذه الحالة حتى الآن، يمكن للأدوية الجديدة أن تبطئ تقدمها. وحذر الباحثون من أن انتشار الألم قد يكون مؤشرا مبكرا على المرض، ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.