الأطفال يقلدون الآباء في جميع سلوكياتهم

البيت هو المدرسة الأولى التي ينشأ فيها الطفل، ويتعلّم كل شيء من أبويه المنبع الأساسي في تكوين وصقل شخصيته، فيتعلّم منهما القيم والمبادئ والعادات، وبفضول الطفل وحبه لأبويه يسعى لتقليدهم فيتحوّل الأمر إلى نسخ عادات وأفعال الآباء إلى الأبناء، وهذا ما يضع الآباء أمام مسؤوليتهم وضرورة الانتباه إلى التصرّفات والعادات التي تصدر عنهم أمام الأبناء، والابتعاد عن العادات السيئة والأفعال المرفوضة كي يكونوا المثل الأعلى لهم.

وأكد المختصون، أن تناول الحبوب من دون وعي، من أبرز العادات السيئة التي يمارسها الآباء دون اكتراث لخطورة ذلك وتأثيره على الطفل، فالاعتياد على تناول حبوب مهدئة أو التخفيف من الألم، ينعكس على قيام الأطفال بنفس الفعل، وهو ما سيكون له تأثير سلبي على صحتهم.

وأشاروا إلى أن تناول المأكولات الخفيفة والحلويات بكثرة وشراهة، يجعل الأطفال يفعلون المثل، وينتهي بهم الأمر بإدمان الأكل من دون وعي والإصابة بالبدانة.

كما يعتبر علماء النفس أن تعرّي الوالدين أمام الأبناء أمر غير منطقي وغير صحي، كونه يعلّم الأطفال عدم احترام خصوصيته وخصوصية الآخرين، ويؤدي إلى أن يعتاد الطفل على فكرة التعرّي أمام الآخرين.

وأوضحوا أن التدخين يُعدّ من أبرز العادات السيئة، حيث أكدت دراسات، أن حوالي 75 بالمئة من المدخنين كان آباؤهم يدخنون، ولا يختلف الأمر كثيراً عن شرب الكحول، فقد أثبتت الأبحاث أن الأطفال الذي يراقبون أهلهم يشربون الخمر سيحاولون تقليدهم عندما يكبرون، ولذلك ينصح خبراء التربية بأنه إذا كان لا يمكن للآباء الإقلاع عن العادات السيئة فعلى الأقل عدم ممارستها أمام الأبناء من أجل حمايتهم منها.