"الأخوة أبوشعر" فرقة سورية تقاوم الإرهاب بالإنشاد

ليلة إنشادية سورية خفقت فيها قلوب العشرات من الشباب المصري في ساقية الصاوي بحي الزمالك بالقاهرة، حيث نجحت فرقة الأخوة أبوشعر في جذب انتباه الحضور وأغلبهم من صغار السن، بالمزج الجديد بين الإنشاد بكلماته التقليدية والشكل المطور الذي يناسب الشباب.
الأربعاء 2016/07/20
ستة إخوة يمدحون الرسول محمد

ابتكرت فرقة الإنشاد السورية الأخوة أبوشعر التي تتكون من 10 أعضاء، 6 منهم أخوة من عائلة “أبوشعر”، توليفة موسيقية تجمع بين الإنشاد بكلماته التقليدية والشكل المطور الذي يناسب الشباب.

وأوضح عبدالرحمن أصغر أعضاء الفرقة عمرا والمتحدث الرسمي باسمها لـ”العرب”، أن ما يميزهم عن باقي فرق الإنشاد الديني اختلاف الشكل والأداء، من خلال سرعة الأداء، وإضافة مؤثرات صوتية غير تقليدية، مثل التي يستخدمها المطربون.

وأضاف أن جميع المنشدين ينهلون من وعاء واحد، وهو مدح الرسول محمد، وهم كفرقة يعرفون أن المنشدين القدامى لا يمكن مجاراتهم في أشياء كثيرة، لذلك حاولوا تفادي تكرار الجمل التي كان يرددها هؤلاء حتى لا تجري مقارنة الفرقة بهم، كما سعوا لتقديم أفكار مبتكرة تواكب لغة العصر وتناسب الشباب.

وأكد عبدالرحمن أن لديهم رسالة فنية تتمثل في تغيير المفهوم الراسخ في عقول البعض عن الإنشاد، وأنه لغة الروح وهذا ما يحمل المنشد أمانة كبيرة يدركها أعضاء الفرقة ويبذلون جهدهم لأدائها على أكمل وجه.

غناء الفرقة في العاصمة المصرية مؤخرا ونجاحها في جذب الانتباه كانا تحديا استثنائيا لفرقة الأخوة أبوشعر، كون القاهرة تجذب منذ قرون هذا النوع من الفنون التي تعرف في الثقافة الشعبية باسم “فن المديح النبوي”.

ونجاح الفرقة لم يقتصر على جذب انتباه المصريين فقط، وإنما تكلل بحصولها على عضوية نقابة المهن الموسيقية في رمضان الماضي، ما يعني فتح الأبواب أمامها للغناء في أي مكان مثل الفنانين المصريين.

وتتكون الفرقة التي تأسست عام 1983 في منطقة الزاهرة بدمشق، من أبوموفق (50 عاما) أكبر الأشقاء، ثم بقيتهم أبوياسر(48 عاما) وأبوطارق (46 عاما) وأبوبهجت (44 عاما) ثم أبومالك (34 عاما).

وقال عبدالرحمن إن كل الإخوة الستة بدأوا الإنشاد منذ طفولتهم، حيث التزم والدهم الشيخ موفق أحمد إسماعيل أبوشعر، الذي كان منشدا في دمشق، بتدريبهم وتلقينهم العلم والإنشاد.

وفي البداية كان الغناء عند الأقارب والجيران المقربين، ثم بدأت الدائرة تتسع قليلا حينما اصطحبهم والدهم إلى مجالس العلم، حيث كانوا يؤدون في نهاية المجلس الغناء في مدح الرسول محمد، ثم بدأ الناس يطلبونهم بالاسم، وهكذا بدأت الفرقة بالتوسع.

وأكد عبدالرحمن الذي ترك سوريا هو وجميع أفراد أسرته عام 2012، ويقيمون الآن في مصر، أن الفرقة قدمت نحو 5 ألبومات تم تسجيل الأول “الهاشمي” في دبي عام 2006، والثاني “أشجان المحبين” عام 2007. وفي عام 2008 سجلوا “فيديو كليب” بعنوان “كلما ناديت يا هو”، وفي دمشق سجلوا ألبوم “قمر بني هاشم” عام 2009، وكان آخر ألبوماتهم بعنوان “البردة” في نفس العام.

وأشار عبدالرحمن لـ”العرب” إلى أن فرقة الأخوة أبوشعر أحيت العديد من الحفلات في دول عربية وإسلامية عديدة وأقاموا بها حفلات دينية، لكنهم في النهاية اختاروا مصر للاستقرار فيها، لأن والدهم غرس في نفوسهم منذ الصغر كلمة “هنا القاهرة” التي قيلت في إذاعة دمشق أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

وعبدالرحمن أبوشعر الحاصل على ليسانس من كلية أصول الدين، جزم بأن الإبحار في مدح الرسول محمد وفي ذكر الله، هو السلاح الفاعل لمحاربة الفكر المتطرف الذي انتشر في عالمنا العربي.

ودلل على كلامه بأن “الفرقة” استطاعت تربية جيل كامل في سوريا على محبة الله ورسوله محمد، وهذا الجيل لم تلوث يداه في الدماء التي تسيل في سوريا إلى الآن، لأنه يعلم علم اليقين أنه لن يحكم أحد في ملك الله إلاّ بإرادته.

وقال عبدالرحمن في ختام حواره مع “العرب” إنهم يسعون لتأسيس جوقة إنشادية، وإدخال الـ”أكابيلا” إلى فن المديح النبوي، وهو فن استعراض سمعي، يستغني عن المصاحبة الموسيقية بالآلات ويستعين بدلا منها بالصوت البشري من كل الطبقات من السوبرانو إلى الباص.

16