#اطردوا_الشيعة_من_الخليج.. من يبحث عن فتنة؟

يشهد موقع تويتر في دول الخليج تطاحنات طائفية بين الشيعة والسنة تعلو شدتها وتنخفض حسب الأحداث والدعم في كل مرة. وقد وفر الموقع منبرا لكل الأصوات، حتى الوهمية منها التي تبحث عن فتنة.
المنامة- أعاد مستخدمو تويتر تداول هاشتاغ #اطردوا_الشيعة_من_الخليج الذي انتشر في البحرين قبل عدة سنوات، إضافة إلى هاشتاغات أخرى تسلط الضوء على أوضاع الشيعة في البلاد.
وفسر مغردون الهاشتاغات بأنها محاولات مستميتة لبث فتنة طائفية في الخليج عنوانها الشيعة في البحرين.
وقالت إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية البحرينية الأسبوع الماضي إنها رصدت بعض البيانات والتصريحات التي يتم بثها من خارج البلاد على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف بث الفتنة ونشر الفوضى، ودعت إلى استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن الإدارة أن بعض التصريحات والبيانات تصدر من خارج البلاد وتتم نسبتها إلى شخصيات وجهات في البحرين؛ بهدف إثارة الفتنة ونشر الفوضى وتهديد النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي.
ودعت إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة، وعدم إعادة بث هذه الرسائل التحريضية أو التعاطي معها، باعتبار ذلك واجبا وطنيا ويجسد الشراكة المجتمعية الفاعلة من أجل أمن الوطن وسلامته.

موقع تويتر يلعب دورا مهما في قيادة الرأي العام في دول الخليج العربي
ويعتقد مغردون أن القائمين عليها إيرانيون أو يأتمرون بأوامر طهران. ويقول مغردون إن “من مصلحة إيران أن تحدث فتنة طائفية في الخليج لتظهر بمظهر حامية الشيعة”.
وسبق أن أعلنت منظمة الباسيج الإيرانية أنها “خصصت حوالي عشرة معسكرات لتدريب ثمانية ملايين شاب ثوري مؤمن ومجتهد”، كما تسعى المنظمة لجلب 35 مليون شخص إلى ساحة التأثير في الفضاء الإلكتروني.
ويقول مراقبون إن الدعاية الإيرانية المعاصرة “دعاية عقائدية أيديولوجية” موجّهة إلى العرب والمسلمين بشكل رئيسي، كونها تريد الاستحواذ على العقيدة الإسلامية والسيطرة والهيمنة السياسية والجغرافية في الدول العربية التي تتواجد فيها قطاعات واسعة من المسلمين الشيعة، وهي تندرج ضمن الحرب الناعمة. وعرّف علي خامنئي الحرب الناعمة بأنها حرب بواسطة الأدوات الثقافيّة.
ويمثل تويتر في بلدان الخليج عموما ساحة المدينة التي يجتمع فيها المواطنون لتبادل المعلومات والآراء حول كل القضايا. ويلعب هذا الموقع الذي بات ساحة اقتتال للجيوش الإلكترونية دورا مهما في قيادة الرأي العام في دول الخليج العربي. ويحاول المشاركون في الهاشتاغات -وأغلبهم حسابات وهمية- استعادة زخم المعارك الطائفية التويترية التي انطلقت قبل سنوات.
وأخذت هذه الحسابات تغرد بأخبار كاذبة في محاولة منها لتأجيج صراع بين مغردين في بعض البلدان الخليجية بتزكية صراع إلكتروني قد يفهم منه وجود أزمة حقيقية. وكانت دول خليجية فتحت أكثر من مرة قضية الحسابات الوهمية على موقع تويتر. وتواجه السلطات الأمنية صعوبة في السيطرة على الوضع، إذ أن أغلب الحسابات الوهمية تدار من الخارج وعبر شبكات منظمة ومدعومة من مؤسسات خارجية.
ويقود الإعلام الإيراني الناطق بالعربية معضودا بقناة الجزيرة القطرية حملات على البحرين بتقارير يصفها معلقون بأنها “ملفقة وكاذبة”.
وفيما يتهم السنة الشيعة بـ”خيانة الأوطان والموالاة لإيران”، يرى الشيعة أن شركاءهم في الوطن “يمارسون عليهم دكتاتورية الأغلبية، ويضعون معايير المذهبية فوق المواطنة”. ويخشى سياسيون أن يؤدي “التحشيد الطائفي” إلى تعميق الشرخ بين الطائفتين، ويتهم البعض “أطرافا خارجية” بمحاولة تعكير صفو “التعايش السلمي”.
وحاول مغردون التصدي لمحاولات نشر الفتنة ضمن هاشتاغ #اطردوا_الشيعة_من_الخليج وطالبوا بعدم المشاركة فيه سواء بالسلب أو بالإيجاب لتفادي رفعه إلى الترند. وقالت مغردة:
وكتب مغرد آخر:
aswaday@
اطردوا_الشيعة_من_الخليج، اتركوها إنها نتنة (…) لم تتحقق غايتهم القذرة ولم ينجحوا في حروبهم التقليدية فاتجهوا إلى الفتنة المذهبية وقبلها الفتنة القبلية، ولكن سيخسرون فالحكومات واعية والشعوب أكثر وعيا من هذه القذارة.
ويتساءل باحث:
MasekJamrah@
بعد تجاربنا مع شيعة العراق ولبنان واليمن، هل تثقون في خطاب شيعة البحرين والسعودية التصالحي المتسامح؟ أم أنه مجرد خطاب تقية؟
وتساءل معلق:
وكانت دراسة استطلاعية أجراها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة خلصت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تشكل واقعا موازيا في البحرين، وعلى الرغم من جميع المحاذير المتعلقة بالمصداقية والموثوقية، إلا أنها تحولت إلى مصدر رئيسي للأخبار، وإلى مدخل نشط لتشكيل الرأي العام ومنبر مفتوح للنقاش المجتمعي والسياسي.
وبينت نتائج الدراسة أن حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي قد ساهمت بشكل كبير في بث الفتنة والطائفية في المجتمع البحريني. وتتهم البحرين أصحاب هذه الحسابات بأنهم يدارون من قطر، وإيران، والعراق، ودول أوروبية، وينشرون محتوى غير قانوني.