اضطرابات التحكم في الاندفاع تتطلب العلاج النفسي
تونس – تؤدي اضطرابات التحكم في الاندفاع إلى ارتكاب جرائم عنف، وهو ما يجعلها في حاجة إلى علاج نفسي.
وقالت الأستاذة الجامعية ورئيسة قسم بمستشفى الرازي في تونس رجاء لبان إن “العديد من جرائم العنف يعاني مرتكبوها من اضطرابات التحكم في الاندفاع”.
وبينت لبان في تصريح لـ”وات” أن اضطرابات التحكم في الاندفاع لا تصنف كأمراض عصبية، لكنها تتطلب علاجا نفسيا حتى لا تتطور هذه الاضطرابات وتصبح مصدر قلق وإزعاج في حياة الإنسان.
وقالت إنه “يجب التفرقة بين الأمراض العصبية على غرار الانفصام في الشخصية واضطراب ثنائي القطب والإدمان على المخدرات والكحول واضطرابات التحكم في الاندفاع التي تأخذ أشكالا متعددة ومتنوعة”.
وأبرزت أن من أشكال هذا الاضطراب الخلل الانفعالي المتقطع الذي يظهر من خلال العنف غير المبرر والانفعالي، لافتة إلى أن هذا الاضطراب جسده بطل الفيلم التونسي “فرططو ذهب” للمخرج عبدالحميد بوشناق، والذي كان ينفعل دون مبرر ويعنف الآخرين.
وأشارت لبان أيضا إلى وجود عدة أشكال أخرى من هذا الاضطراب الذي يبدأ في معظم الحالات في مرحلة الطفولة أو المراهقة وتميل الأعراض إلى التفاقم بمرور الوقت، كسرقة الأشياء دون سبب واقتناء الملابس بصفة مبالغ فيها دون الحاجة إليها، بالإضافة إلى حك الجلد إلى حد ظهور تقرحات وأمراض جلدية والإدمان على سلوكيات جنسية.
وأوضحت أن هذه السلوكيات من شأنها أن تؤثر سلبا على علاقة المضطرب بالآخرين على المستوى الاجتماعي والمهني ونفور المقربين منه وخاصة إن تكررت هذه السلوكيات القائمة على العنف والهرسلة.
وتعرف اضطرابات التحكم في الاندفاع على أنها تلك الاضطرابات التي يواجه فيها الشخص صعوبات كبيرة ويكون فيها غير قادر على تحمل أو مقاومة الرغبة في ارتكاب الأعمال التي من شأنها أن تكون ضارة للشخص أو للآخرين.
وفي كل هذه التغيرات السلوكية تقريبا يعاني المريض من إحساس بالتوتر أو بتفعيل كبير قبل أداء الحركة، يتبعه شعورٌ لطيف أو إشباع أو حتى تحرير. وفي بعض الأحيان قد يشعر المريض بالذنب.
وتكون الأعراض عادة مزمنة وفي عدد كبير من الأوقات تتدخل في مناطق مختلفة من حياة المريض. كما أن الأشخاص الذين يتأثرون باضطراب التحكم في الاندفاع يميلون إلى أن يكون لديهم عجز في القدرة على التحكم في مشاعرهم التي يمكن أن تسبب أيضًا مع أعراض الاضطراب سلسلة من الاضطرابات العاطفية.
