استقالة لوف من تدريب ألمانيا تفتح التكهنات بشأن خليفته

بدأ الاتحاد الألماني لكرة القدم في رحلة البحث عن مدرب جديد لقيادة المنتخب الأول للمرة الأولى منذ 15 عاما، وذلك بعدما أعلن يواخيم لوف رحيله عن منصبه بعد بطولة أمم أوروبا القادمة. وتطرح العديد من الأسماء المرشحة لقيادة “ناسيونال مانشافت” ولكن الترجيحات تصب في صالح مدربين فقط سيتم الاختيار بينهما.
برلين- قرر يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني لكرة القدم، رحيله عن منصبه الثلاثاء الماضي، مثيرا تكهنات عديدة بشأن هوية خليفته.
وقاد لوف (61 عاما) منتخب بلاده منذ عام 2006 حينما تم تصعيده من مساعد ليورغن كلينسمان إلى مدير فني. وشهدت فترة قيادته للفريق التتويج بلقب كأس العالم 2014، لكنه سينهي مسيرته مع الفريق الألماني ببطولة أمم أوروبا هذا الصيف في الوقت الذي يحتاج فيه المنتخب إلى إعادة البناء مجددا.
ووصفت مجلة “كيكر” الألمانية قرار لوف بالصحيح، مؤكدة أن ذلك القرار ربما ينعكس إيجابيا على مشاركة المنتخب في أمم أوروبا 2020 التي تم تأجيلها لمدة عام بسبب أزمة فايروس كورونا. وكان لوف قد عانى للاحتفاظ بمنصبه بدعم من الاتحاد الألماني للعبة.
وبعد كل ذلك فإن ما يهم لوف هو التواجد بشكل قوي قبل منافسات أمم أوروبا، وهو الأمر الأهم من أجل تقديم جيل من اللاعبين الشباب ربما يقود المنتخب في كأس العالم 2022 بقطر.

يورغن كلوب يستبعد إمكانية خلافة يواخيم لوف
وسيتولى لوف الإشراف على الفريق في المباريات الأولى من تصفيات كأس العالم، بينما سيقود خليفته المنتخب في ما تبقى من المشوار وكذلك بطولة كأس أمم أوروبا 2024 إذا سارت الأمور على ما يرام.
وذكرت صحيفة “بيلد” أن هانز فليك، المدير الفني لفريق بايرن ميونخ والمساعد السابق للوف في المنتخب، يمكن أن يصبح مديرا فنيا للمنتخب الألماني في حال أراد ذلك، حيث أنه لديه “تجربة فريدة من نوعها” مع فريق ألماني.
المدربون الكبار
لا تعاني ألمانيا من قلة المدربين الكبار، لكن يورغن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي وجوليان ناغلسمان المدير الفني لفريق لايبزيغ، استبعدا إمكانية خلافة لوف، لكن وسائل إعلام ألمانية لم تستبعد أن يغير كلوب وناغلسمان رأيهما في المستقبل القريب. ويتدارس اتحاد كرة القدم قائمة طويلة بأبرز الأسماء المرشحة لخلافة لوف حسب تكهنات وسائل الإعلام الألمانية.
يورغن كلوب ( 53 عاما)، المدرب السابق لفريق بوروسيا دورتموند وماينز، ويقود ليفربول منذ عام 2015 واستطاع أن يعيده إلى سالف أمجاده.
وتحت قيادة كلوب فاز ليفربول بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي للمرة الأولى في آخر 30 عاما. ومع دورتموند، فاز كلوب بلقب الدوري الألماني (البوندسليغا) في 2011 وحقق الثنائية المحلية في 2012 ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في 2013.
ويبدو أن الطريقة المثيرة والعاطفية التي يتبعها كلوب يستقبلها اللاعبون والجماهير والمسؤولون بشكل جيد، ويمكن أن تحدث تغييرا في الصورة داخل الاتحاد الألماني.
وفي ظل الأزمة التي يعاني منها ليفربول تمت مناقشة الرحيل المبكر للمدير الفني بعد فترة طويلة في إنجلترا. ولكن كلوب استبعد نفسه سريعا من تولي تدريب المنتخب الألماني، قائلا “بالفعل لدي وظيفة، عقد مدته ثلاث سنوات مع ليفربول”.
أما المدرب الثاني فهو رالف رانجنيك (62 عاما)، وتقول عنه وسائل الإعلان إن “بروفيسور كرة القدم” سيكون متاحا. وقال مدرب لايبزيغ السابق لشبكة “سكاي” منتصف شهر فبراير “من وجهة نظر لغوية بحتة، فقط ألمانيا وإنجلترا سيكونان موضع التساؤل. سيكون هذا هو الخيار الأوضح للموسم الجديد”.
ودائما ما أشار رانجنيك، المدير الفني السابق إلى فريقي شالكه وهوفنهايم، إلى أن الدوري الإنجليزي هو الوجهة التي يرغب بها ولكن ماذا لو استدعاه الاتحاد الألماني؟

رالف رانجنيك بروفيسور كرة القدم
وفي لايبزيغ، كان رانجنيك المسؤول الوحيد عن كل الشؤون الرياضية، ولكن سيكون هذا الأمر مختلفا في المنتخب الألماني في ظل تواجد أوليفر بيرهوف.
أما المدرب الثالث فهو هانز فليك (56 عاما). وأصبح فليك، المدير الفني الناجح مع بايرن، بطلا للعالم في 2014 عندما كان يعمل كمساعد للوف. ومع البافاري، حيث بدأ فليك مسيرته في النادي كمساعد لنيكو كوفاتش في 2019، فاز المدرب المجتهد بستة ألقاب في أقل من عام.
وأكد فليك أنه يشعر براحة كبيرة في ميونخ، وأشار إلى أن عقده مستمر مع النادي حتى 2023. واستبعد فليك، الذي عمل كمدير رياضي في الاتحاد الألماني بعد انتهاء عمله كمساعد للمدرب، التكهنات التي زعمت وجود توتر في العلاقة بينه وبين حسن صالح حميديتش المدير الرياضي لبايرن. وبالطبع كل هذا كان قبل أن يعلن لوف علانية رحيله عن المنتخب عقب بطولة أمم أوروبا.
أما المدرب الآخر فهو ستيفان كونتز (58 عاما) الفائز بلقب كأس أمم أوروبا مع المنتخب الألماني كلاعب في 1996، ويتولى حاليا تدريب المنتخب الألماني تحت 21 عاما.
وفي 2017، قاد منتخب الشباب للفوز بلقب بطولة أمم أوروبا في بولندا. ويقال إن كونتز لديه علاقات قوية مع اللاعبين الصغار على وجه التحديد، كما أنه محل احترام بسبب خبرته الكبيرة التي اكتسبها من مسيرته الخاصة. لكن تجاربه مع الأندية كانت أقل نجاحا.
وبصفته رئيسا لمجلس إدارة ناديه السابق كايزرسلاوترن فقد واجه عدة أزمات. ومؤخرا، انتقد كونتز بشدة جهود تطوير الشباب في كرة القدم الألمانية.
دراية كبيرة
يبدو سورغ على دراية كبيرة بالفريق، ولكنه بالكاد جذب انتباه عامة الناس. وعمل سورغ (55 عاما) لفترة قصيرة كمدير فني لفريق فرايبورغ، وفاز بلقب بطولة أمم أوروبا تحت 19 عاما مع المنتخب الألماني في 2014، وقبل بطولة أمم أوروبا 2016 في فرنسا، تمت ترقيته ليدخل في الجهاز الفني للوف.
لوف سيتولى الإشراف على الفريق في المباريات الأولى من تصفيات كأس العالم، وسيقود خليفته المنتخب في ما تبقى من المشوار
أما المدرب الأخير فهو جوليان ناغلسمان (33 عاما). وقال ناغلسمان، المدير الفني لفريق لايبزيغ، إن العمل في الاتحاد الألماني لكرة القدم غير وارد بالنسبة إليه في هذه اللحظة. لكن وسائل الإعلام لم تستبعد أن يتولى ناغلسمان، الذي أصبح أصغر مدير فني في الدوري الألماني عندما بدأ تدريب هوفنهايم، تدريب المنتخب الألماني خلفا للوف.