استراتيجيا شاملة لتطوير قطاع الفنون البصرية في السعودية

هيئة "الفنون البصرية" تسعى لتأسيس بيئة إبداعية تُتيح للمواهب ممارسة الفنون البصرية والتواصل مع الجمهور.
الأربعاء 2021/09/08
السعودية تسعى لأن تكون مركزاً إقليمياً للفنون البصرية

الرياض – أعلنت هيئة الفنون البصرية السعودية أخيرا عن إطلاق استراتيجيتها الشاملة التي ترسم الطريق نحو تطوير قطاع الفنون البصرية في المملكة، وتدعم ممارسيه من المواهب والشركاء والمستثمرين، بما يتواءم مع رؤية وزارة الثقافة وتوجهاتها، ويحقق أهداف رؤية السعودية 2030 في جوانبها الثقافية.

وتضمنت الاستراتيجية رؤية الهيئة ورسالتها التي تسعى لتحقيقها، وأهدافها وبرامجها ومبادراتها، ونموذجها التشغيلي، وفق مؤشرات أداء محددة، ودراسات معيارية متكاملة.

وأوضحت الرئيسة التنفيذية لهيئة الفنون البصرية دينا أمين، بأن الهدف الرئيس للاستراتيجية هو تصميم إطار شامل للعمل يضمن للهيئة خدمة المجتمع الفني في المملكة، وتمكينه بما يضمن تأسيس بيئة فنية إبداعية تُتيح للمواهب ممارسة الفنون البصرية بمختلف قوالبها، وتسمح بالتواصل الفعّال بين هذه المواهب من جهة، وبينها وبين الجمهور العام من جهة أخرى، مؤكدة بأن قطاع الفنون البصرية في السعودية يملك مواهب استثنائية من الروّاد والشباب “ودور الاستراتيجية هو توفير البيئة الممكنة لنشاط هذه المواهب عبر برامج ومبادرات نوعيّة”.

وأضافت أن تصميم الاستراتيجية جاء بعد تحليل الوضع الراهن لقطاع الفنون البصرية في السعودية، وإجراء المقارنات المعيارية بين الواقعين المحلي والدولي، وفق عناصر رئيسة لسلسلة القيمة في القطاع، شملت التعليم والإلهام والتجارب والإنتاج والتواصل والمشاركة والاستدامة، مضيفة بأن هذه المقارنات المعيارية كشفت عن الفجوات في القطاع والتي تسعى الاستراتيجية الجديدة لمعالجتها وتهيئة القطاع ليكون مُشعّاً بالإلهام والتجارب، ومُمكّناً للإنتاج والاستدامة، وذلك عبر أربعة أهداف أساسية تتمثل في دعم استحداث فرص التعليم، ودعم توفير فرص التعاون بين المواهب، وتمكين أصحاب المصلحة، وتعزيز التواصل مع الجمهور من خلال أنشطة مجتمعية متنوعة.

ووضعت الهيئة في استراتيجيتها تعريفاً للفنون البصرية وأنواعها الرئيسية، وهي مجموعة من الفنون التي تنتج لأهداف جمالية وفكرية ليتم تقديرها على جمالها وأبعادها المعنوية واللامعنوية، باستخدام مختلف الأدوات والأساليب ومن خلال الوسائط المتعددة والمختلفة والتي تشمل: الفن التشكيلي والرسم والتصوير الفوتوغرافي كوسيلة للتعبير الفني وأداة اتصال، والأعمال التركيبية والنحت وفن الخط كوسيلة إبداعية للتعبير عن الأفكار، والفنون الرقمية والفيديو وفن الوسائط المتعددة وغيرها.

Thumbnail

وحددت استراتيجية الهيئة رؤيتها والمتمثلة في أن تكون المملكة مركزاً إقليمياً للفنون البصرية، يسعى لتشجيع المجتمع المحلي على تذوق الفن والاحتفاء به، وتوفير فرص فريدة لنمو المواهب المحلية، وتمكين الممارسين على مستوى عالمي بروح وطنية، فيما نصّت الرسالة التي تسعى لأدائها الهيئة على تمكين حركة الفنون البصرية في المملكة من خلال دعم التعبير المجتمعي، وتعزيز الحوار من خلال فرص المشاركات الفنية المتنوعة، والعمل كمحفز لاقتصاد مبدع ومستدام، كما حددت الاستراتيجية المحاور الثلاثة التي يندرج حولها نشاط الهيئة وأهدافها؛ وهي الفنون البصرية وسيلةً للتعبير المجتمعي والتفاعلي، وأداةً للحوار والمشاركة، ومُحرّك للاقتصاد الإبداعي.

وتضمنت الاستراتيجية حزمة من البرامج التي ستعمل الهيئة على تنفيذها، والتي تتكون من 12 برنامجاً تغطي المسارات التي يتطلبها مشروع تطوير قطاع الفنون البصرية والنهوض به، وهي برامج تعليم الفنون البصرية، وبرنامج تنمية مواهب المنظومة الفنية ودعمهم في مسيرتهم المهنية، وبرنامج دعم الوصول للموارد المرجعية ومصادر الإلهام المحلية والعالمية، وبرنامج إتاحة فرص الوصول إلى مصادر الإنتاج، وبرنامج الربط بالمصادر والخدمات المعرفية، وبرنامج دعم التمثيل الفني وصالات العرض وشركات المزاد، وبرنامج رعاية الفعاليات، وبرنامج تاريخ الفنون في المملكة وشمولية التواصل، وبرنامج مشاركة المجتمع المحلي، وبرنامج مشاركة الممارسين الفنيين والمشاركة الدولية، وبرنامج تمويل الفنون وتحفيز الطلب عليها، وبرنامج دعم حقوق الفنانين المهنية وتحسينها.

وتندرج تحت هذه البرامج 43 مبادرة داعمة للقطاع، نذكر منها مبادرة دعم تحسين مناهج تعليم الفنون البصرية من صفوف الروضة حتى الصف الثالث ثانويا بالتعاون مع الجهات المعنية، ومبادرة اكتشاف المواهب الناشئة، ومبادرة التوجيه والإرشاد المهني، ومبادرة إمكانية الوصول إلى الموارد المرجعية، ومبادرة برامج الإقامة الفنية، ومبادرة مختبر التعاون والتجارب الفنية، ومبادرة دعم الأستوديوهات والمساحات المخصصة للإنتاج، ومبادرة دعم تطوير صالات العرض المحلية، ومبادرة الفن في الأماكن العامة، ومبادرة تاريخ الفنون السعودية ودعم توثيق المحتوى، ومبادرة البرامج الفنية المجتمعية، وغيرها من المبادرات التي توفّر أساساً لِحراك إبداعي متنامٍ ومستدام في قطاع الفنون البصرية في المملكة بمختلف اتجاهاته ومساراته.

وستعمل الهيئة وفق هذه الاستراتيجية على تنفيذ أدوارها الرئيسة تجاه قطاع الفنون البصرية في المملكة، والتي تشمل تطوير الأنظمة المرتبطة بقطاع الفنون البصرية، واقتراح مشروعات الأنظمة والتنظيمات التي تتطلبها طبيعة عمل الهيئة وتعديل المعمول به منها، ورفعها إلى الوزارة لاستكمال الإجراءات النظامية، إلى جانب تشجيع التمويل والاستثمار في المجالات ذات العلاقة، ووضع المعايير والمقاييس الخاصة بالقطاع، وتشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات على إنتاج المحتوى وتطويره، وإقامة الدورات التدريبية، واعتماد برامج تدريبية مهنية وجهات مانحة للشهادات مختصة بالتدريب.

كما تسعى الهيئة لدعم حماية حقوق الملكية الفكرية، وتطوير التراخيص للأنشطة ذات العلاقة، وغير ذلك من المهام التي ستتولى الهيئة تنفيذها انطلاقاً من موقعها المحوري في قطاع الفنون البصرية في المملكة بوصفها المظلة الرسمية للقطاع ومنسوبيه من مبدعين ومستثمرين وشركاء أعمال في مجالات الفنون البصرية المتعددة.

Thumbnail
14