استخدام التدريب الحركي يحسن مهارات اللغة

مناطق الدماغ التي تسيطر على الوظائف اللغوية مثل معالجة معاني الكلمات ضالعة أيضا في السيطرة على المهارات الحركية.
الأربعاء 2021/11/17
اللغة مهارة معقدة للغاية

برلين- تمثل القدرة على فهم التركيب النحوي للجمل المعقدة إحدى أكثر المهارات اللغوية التي يصعب اكتسابها. وكشف بحث في 2019 وجود علاقة بين الكفاءة في استخدام الآلات والقدرة الجيدة على فهم بناء الجملة أو النحو.

وأظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جهات فرنسية: معهد إنسيرم والمركز الوطني للبحث العلمي وجامعة جامعة كلود برنارد ليون 1 وجامعة لومير ليون 2، بالتعاون مع معهد كارولنسكا في السويد، أن المهارتين تعتمدان على نفس المصادر العصبية التي تقع في نفس المنطقة بالدماغ، بحسب ما ذكره موقع “ساينس ديلي” المعني بالأخبار العلمية.

◄ مهارات تعلم اللغة الأربع تعرف على أنها مجموعة من أربع قدرات تسمح للفرد بفهم وإنتاج لغة منطوقة من أجل التواصل الشخصي

وبالإضافة إلى ذلك، يؤدي استخدام التدريب الحركي إلى تحسين قدرتنا على فهم التركيب اللغوي للجمل المعقدة. والعكس صحيح، أي أن التدريب النحوي يحسن كفاءتنا لدعم إعادة تأهيل المرضى الذين فقدوا بعض مهاراتهم اللغوية.

ولطالما اعتبرت اللغة مهارة معقدة للغاية، حيث إنها تحشد شبكات معينة داخل المخ. غير أن العلماء أعادوا النظر في تلك الفكرة خلال السنوات الأخيرة.

ويشير البحث إلى أن مناطق الدماغ التي تسيطر على الوظائف اللغوية، مثل معالجة معاني الكلمات، ضالعة أيضا في السيطرة على المهارات الحركية، ولكن تصوير الدماغ لم يقدم دليلا على مثل تلك الصلة بين اللغة واستخدام الأدوات.

وكان علم الأعصاب أظهر أن مناطق الدماغ المرتبطة باللغة زادت لدى أجدادنا خلال الطفرات التكنولوجية، عندما أصبح استخدام الأدوات أكثر انتشارا. وبالنظر إلى استخدام هذين النوعين من المهارات نفس المصادر بالدماغ، هل من الممكن تدريب واحدة لتحسين الأخرى؟

وطلب الباحثون من المشاركين في البحث أداء مهمة خاصة بالفهم النحوي قبل، وبعد ثلاثين دقيقة، من التدريب الحركي بالكماشة. وبهذا أكد الباحثون أن التدريب الحركي بالأدوات يؤدي إلى تحسين الأداء في تدريبات الفهم النحوي.

وبالإضافة إلى ذلك، تظهر النتائج أن العكس أيضا صحيح، فتدريب ملكات اللغة بتمارين لفهم الجمل ذات التراكيب المعقدة أدى أيضا إلى تحسين الأداء الحركي بالأدوات.

وتعرف المهارات اللغوية الأربع أو مهارات تعلم اللغة الأربع على أنها مجموعة من أربع قدرات تسمح للفرد بفهم وإنتاج لغة منطوقة من أجل التواصل الشخصي. وهذه المهارات هي الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة.

الاستماع يعتبر أول مهارة لغوية يكتسبها الأفراد في لغتهم الأم

وفي سياق الحديث عن اكتساب اللغة الأولى أي اللغة الأم، فإنه يتم اكتساب المهارات الأربع في الغالب بترتيب الاستماع أولا، ثم التحدث، ثم القراءة وأخيرا الكتابة.

ويعتبر الاستماع أول مهارة لغوية يكتسبها الأفراد في لغتهم الأم. وهو ما يعرف بمهارة الاستقبال، أو المهارة المجهولة أو السلبية، وهي تتطلب منهم استخدام آذانهم وأدمغتهم لفهم اللغة مباشرة أثناء التحدث إلى الأشخاص الآخرين.

وبما أن الاستماع هو مهارة لغة استقبالية، فعادة ما يجد المتعلمون أنها أصعب مهارات اللغة. وذلك غالبا لأنهم يشعرون بضغوط لا داعي لها لفهم كل كلمة على حدة. أما التحدث فهو المهارة اللغوية الثانية التي يكتسبها الأفراد في لغتهم الأم. وهو ما يعرف بالمهارة الإنتاجية، أو المهارة النشطة، حيث يتطلب منهم ذلك استخدام اللسان والحنجرة بالإضافة إلى أدمغتهم لإنتاج اللغة بشكل صحيح من خلال الصوت. وتعتبر هذه المهارة هي الثانية بين اثنتين من مهارات اللغة الطبيعية الأربع.

17