استبعاد اتفاق عون والحريري على حكومة بعد تصعيد حزب الله

ضغوط روسية على حزب الله للانسحاب من سوريا.
الاثنين 2021/03/22
الحريري يرفض منطق الابتزاز

تبدو الصورة قاتمة في لبنان بعد تصعيد حزب الله الأخير الذي رسم خطوطا حمراء أمام رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، لاسيما في علاقة بتشكيل حكومة اختصاصيين وسط تشاؤم حيال فرص تشكيل الحكومة قريبا.

بيروت - استبعدت مصادر سياسية حصول اتفاق الاثنين على تشكيل حكومة لبنانية جديدة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري في ضوء التصعيد الذي لجأ إليه حزب الله في الأيام القليلة الماضية.

وجاء التصعيد الذي عكس شروطا فرضها الأمين العام للحزب حسن نصرالله من أجل تشكيل حكومة وتحذيرات في اتجاهات مختلفة شملت الحريري نفسه وقائد الجيش جوزيف عون وحاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة بعيد انتهاء زيارة وفد حزبي برئاسة النائب محمّد رعد لموسكو، حيث سمع كلاما لم يعجبه من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومسؤولين آخرين في موسكو يتعاطون في الملفّ الشرق أوسطي.

وترك الكلام الروسي انطباعا سيّئا لدى حزب الله الذي قرّر أمينه العام الردّ عليه باللجوء إلى التصعيد في الداخل اللبناني وذلك من أجل تأكيد إصرار الحزب على الإمساك بالبلد ومفاصل السلطة فيه بطريقة محكمة عبر حكومة تتشكّل بما يرضي طروحاته وشروطه، خصوصا أنّه يمتلك أكثرية في مجلس النوّاب.

وذكرت المصادر السياسية اللبنانية أنّ الجانب الروسي طلب بشكل مباشر من أعضاء وفد حزب الله أن يباشر الحزب بالتفكير جدّيا في سحب قواته من سوريا وذلك قبل موعد الانتخابات الرئاسية فيها في مايو أو يونيو المقبلين، وأن يتعاطى بمرونة مع الوضع الداخلي اللبناني بما في ذلك تسهيل مهمّة سعد الحريري في مجال تشكيل حكومة.

ونقل الجانب الروسي إلى وفد الحزب تحذيرا إسرائيليا واضحا من بقاء صواريخ باليستية متوسّطة المدى شديدة الدقة في الأراضي اللبنانية.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي، وهو رئيس سابق لأركان الجيش، زار موسكو في الوقت الذي كان وفد حزب الله فيها واجتمع بوزير الخارجية الروسي.

البطريرك بشارة الراعي: على عون والحريري أن يخيّبا آمال المراهنين على فشلهما
البطريرك بشارة الراعي: على عون والحريري أن يخيّبا آمال المراهنين على فشلهما

ورجحت المصادر أن يكون أشكينازي أراد سماع ردّ وفد حزب الله على التحذير الإسرائيلي في شأن الصواريخ الدقيقة وعلى موقفه من ضرورة الانسحاب عسكريا من الأراضي السورية.

وفسّرت هذه المصادر استمرار الطريق المسدود في وجه تشكيل الحكومة بالدعم اللامحدود والتماهي الكامل الذي وفّره الأمين العام لحزب الله في خطابه الأخير لفريق ميشال عون وصهره جبران باسيل الذي وضع نفسه في مواجهة مع سعد الحريري.

ويصرّ فريق رئيس الجمهورية وصهره على تشكيل حكومة تضمّ سياسيين تتضمّن ما يسمّى بالثلث المعطّل وذلك كي يكون في استطاعتهما إجبار الحكومة على الاستقالة ساعة يريدان ذلك.

وأوضحت المصادر السياسية المطلعة على طريقة تفكير سعد الحريري أن الأخير لا يستطيع تشكيل حكومة فيها ثلث معطّل من جهة ووزراء ينتمون إلى أحزاب سياسية من جهة أخرى.

وكشفت أن الحريري يعتبر أن مثل هذه الحكومة لا تستطيع أن تكوّن فريق عمل متجانسا، كما أنّها لن تتمكن من تحقيق أيّ تقدم في مجال الحصول على مساعدات خارجية، لا من جهات دولية ولا عربيّة.

وأكدت المصادر السياسية أن الحريري يرفض أن يكون على رأس حكومة لا أمل لها في تحقيق أي تقدّم لإيجاد مخرج من حال الانهيار التي يعاني منها لبنان.

وذكرت أن رئيس الوزراء اللبناني المكلّف يخشى تحوله إلى مجرّد سياسي سنّي تلقى عليه تبعات الفشل وتدهور الوضع اللبناني في كلّ المجالات، خصوصا اقتصاديا ومعيشيا.

وكان الحريري حصل يوم السبت على دعم رؤساء الحكومات السابقين فؤاد السنيورة وتمّام سلام ونجيب مبقاتي الذين وجهوا انتقادات شديدة إلى رئيس الجمهورية بسبب طريقة تعاطيه مع موقع رئيس مجلس الوزراء الذي تشغله شخصيّة سنّية لبنانية.

وحصل الحريري الأحد على دعم البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي أيّد طرحه تشكيل حكومة تضمّ اختصاصيين من ذوي الكفاءة.

ونصح الراعي الرئيس عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بأن يخيّبا آمال المراهنين على فشلهما في لقاء يوم الاثنين، وأن يقلبا الطاولة على جميع المعرقلين، ويقيما حائطا فاصلا بين مصلحة لبنان ومصالح الجماعة السياسية ومصالح الدول.

وبحسب الراعي فإن “تأليف الحكومة لا يستغرق أكثر من 24 ساعة”، لكنه استدرك ليؤكد “إذا كان البعض يريد تحميل الحكومة العتيدة صراعات المنطقة ولعبة الأمم والسباق إلى رئاسة الجمهورية وتغيير النظام والسيطرة على السلطة، فإنها ستزيد الشرخ بين الشعب والسلطة وستؤدي إلى الفوضى التي لن ترحم أحدا”.

2