اتفاق سعودي جزائري على إنشاء مجلس تنسيق أمني وسياسي

زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للجزائر توسع آفاق التعاون بين البلدين.
الثلاثاء 2018/12/04
استقبال حار

الجزائر – اتفقت السعودية والجزائر، الاثنين، على إنشاء مجلس أعلى للتنسيق بين البلدين؛ لتعزيز التعاون في المجالات الأمنية والسياسية. جاء ذلك أثناء لقاء رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته  للجزائر.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية (واس)، بأن الجانبين، اتفقا، في بيان مشترك، على “إنشاء مجلس أعلى للتنسيق السعودي الجزائري برئاسة ولي العهد ومن الجانب الجزائري الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى”. ويهدف المجلس، وفق المصدر، إلى “تعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرف”.

توّج ملتقى رجال الأعمال الجزائري السعودي الذي انعقد في العاصمة الجزائرية الاثنين، والمنبثق عن اللجنة المشتركة العليا في دورتها الـ13، على هامش زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، للجزائر في إطار جولته العربية، بالتوقيع على عدة اتفاقيات شراكة واستثمارات بين البلدين، تشمل قطاعات الصناعات النفطية والبيتروكيمياوية والصحية والغذائية.

ويتعلق الأمر بمشاريع في صناعة الكيمياويات غير العضوية ومعالجة المعادن، وصناعة مواد الكلور، والصودا، والصودا الموجهة لتنقية المياه من طرف الشركة السعودية “عدوان للكيمياويات”، ومشروع لصناعة الأدوية من طرف الشركة السعودية “تبوك” بطاقة إنتاج تبلغ 10 ملايين وحدة.

مصطفى قيطوني: زيارة ولي العهد السعودي  نشاط دبلوماسي ولا علاقة لها  بسوق النفط
مصطفى قيطوني: زيارة ولي العهد السعودي  نشاط دبلوماسي ولا علاقة لها  بسوق النفط

وتم بالمناسبة تدشين مشروع لصناعة الورق الصحي من طرف الشركة السعودية “بايبر ميل” بطاقة إنتاج 30.000 طن بقيمة 20 مليون دولار، بالإضافة إلى مشروع في مجال الصناعات الغذائية لإنتاج العصائر بمحافظة البليدة من طرف شركة “العوجان السعودية”. ويراهن البلدان على نتائج ملتقى رجال الأعمال والمشاورات المكثفة بين وفدي البلدين، لإعطاء دفع قوي للعلاقات الجزائرية السعودية، من أجل الارتقاء بها إلى مستوى التميز والاستراتيجية، وفق ما تطمح إليه قيادتا البلدين.

وصرح رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية عبدالمجيد بن عبدالله البنيان، على هامش ملتقى رجال أعمال البلدين، بأن “المملكة العربية السعودية ستسخر كل ما لديها من أجل تطوير العلاقات الثنائية مع الجزائر، بكل قطاعاتها التجارية والصناعية والخدماتية”.

ورافق وليَّ العهد السعودي، وفدٌ مهمّ يتشكل من الوزراء والمستشارين ورجال الأعمال والشخصيات البارزة، وعلى رأسهم وزير الخارجية عادل الجبير، والطاقة والصناعة خالد الفالح، والتجارة والاستثمار مجيد القصبي، ووزير الداخلية عبدالعزيز بن سعود بن عبدالعزيز، والاتصال والثقافة عواد العواد، والوزير المكلف بالشؤون الأفريقية أحمد القطان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان، فضلا عن مسؤولين سامين في الأمن على غرار خالد الحميدان.

وتوحي أهمية الوفد الهام الذي يرافق الأمير محمد بن سلمان في زيارته للجزائر، بطبيعة الملفات الحساسة المبرمجة في أجندة اللقاءات والمشاورات، التي شملت كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية، على غرار رئيس الوزراء أحمد أويحيى، ورئيس مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان) عبدالقادر بن صالح، ووزراء في الحكومة ومسؤولين سامين في المؤسستين الأمنية والعسكرية.

وصرح السفير السعودي في الجزائر عبدالعزيز العميريني، بأن “زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للجزائر تأتي في إطار جولته العربية، التي تستهدف فتح آفاق واسعة للتعاون والتضامن بين البلدين”.

وألقى التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمارات، بثقله على الزيارة، حيث استقطبت الاتفاقيات المبرمة الأضواء من المسائل السياسية والدبلوماسية التي لم تناقش خلال الزيارة بسبب وعكة صحية يمر بها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. وكان من المقرر كذلك أن يكون الوضع في ليبيا وسوريا واليمن والجامعة العربية، إلى جانب القضية الفلسطينية، على رأس الملفات التي ستناقش بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس بوتفليقة.

وصرح وزير الطاقة الجزائري مصطفى قيطوني، في هذا الشأن بأن “المملكة العربية السعودية لم تغادر الاتفاق المبرم بين دول أوبك والمنتجين خارج المنظمة لخفض الإنتاج، وأن الرياض زادت في إنتاجها بكميات قليلة لمواجهة نقص العرض المنجرّ عن تراجع إنتاج كل من فنزويلا وليبيا فقط، وذلك لضمان توازن السوق”.

وأضاف “زيارة ولي العهد السعودي إلى الجزائر، ليست لها أي خلفيات أو ضغوطات حول السوق النفطي العالمي، بل هي زيارة تدخل في إطار النشاط الدبلوماسي”.

وهو ما يوحي بإرادة الطرفين في تحقيق التوازن بين الملفات المتناولة، خاصة بين المسائل السياسية والاهتمامات النفطية، في ظل تضرر الجزائر من تهاوي أسعار النفط مجددا في الأسواق الدولية.

4