اتحاد الكرة المصري يستعد لاستقبال مجلس رجال الأعمال

هاني أبوريدة يؤمن بأن المنتخب يحتاج إلى مدرب أجنبي صاحب اسم كبير في الكرة العالمية من أجل تحقيق طموحات الجماهير.
الجمعة 2024/12/06
نجاحات عالمية

القاهرة - مع بدء العد التنازلي على تسلم مجلس إدارة اتحاد كرة القدم المصري الجديد عمله بقيادة الرئيس الجديد – القديم هاني أبوريدة، يترقب الشارع الرياضي مصير بعض الملفات المعلقة وعلى رأسها الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة حسام حسن في ظل التوتر المعروف في العلاقة بين الرئيس والمدرب.

ومن المقرر أن يبدأ أبوريدة رسميا عمله كرئيس لاتحاد الكرة خلال أيام، وبعد تصديق الجمعية العمومية للاتحاد المقرر عقدها في العاشر من ديسمبر الحالي، على فوز قائمته بالتزكية، وهي القائمة التي ضمت عددا من رجال الأعمال غير المألوفين في تولي المناصب الرياضية، حتى أطلق على الاتحاد الجديد بأنه مجلس رجال الأعمال.

وتضمنت قائمة الرئيس العائد إلى اتحاد الكرة أعضاء جددا أغلبهم من رجال الأعمال، بناء على “نصائح” تلقاها أبوريدة باستبعاد “الحرس القديم” من الأعضاء الذين رافقوه في رئاسته الماضية للاتحاد مثل أحمد مجاهد وسحر الهواري وكرم كردي، والاعتماد على بعض رجال أعمال في مجلسه الجديد. ولهذا ضمت أسماء مثل طارق أبوالعينين ابن قطب صناعة السيراميك المصري محمد أبوالعينين، وهو أيضا نائب رئيس نادي سيراميكا كليوباترا المنافس في الدوري المصري الممتاز، فضلا عن محمد حسين وهو رجل أعمال يمتلك شركة للاستثمار الرياضي في أفريقيا، ووليد عبدالجواد اللاعب السابق بنادي المقاولون العرب.

وكذلك رجل الأعمال الحالي ويملك استثمارات في المجال الرياضي بجانب ملكيته لنادي جولدي، علاوة على عضو مجلس النواب أحمد حلمي الشريف وكان رئيسا للجنة المشرفة على آخر انتخابات فاز بها هاني أبوريدة عام 2016، ومعهم إيناس مظهر الصحافية بمؤسسة الأهرام والمنسقة الإعلامية السابقة لاتحاد الكرة، وحمادة الشربيني رئيس منطقة القاهرة لكرة القدم، ومصطفى أبوزهرة عضو مجلس إدارة نادي الأوليمبي.

وكان مدرب منتخب الفراعنة حسام حسن قد جاهر بالصدام مع هاني أبوريدة من قبل أن يعلن الأخير عن ترشحه لرئاسة الاتحاد، عندما خرج عن سياق الحديث عن استعدادات المنتخب خلال مؤتمر صحفي عقده قبل مباراة دولية في سبتمبر الماضي، ليحذر (دون مناسبة) من إعادة من أطلق عليهم الوجوه القديمة إلى اتحاد الكرة. وفهم من هذه التصريحات أنه قصد تحديدا هاني أبوريدة، خصوصا عندما تحدث خلال نفس المؤتمر عن المسؤولين عن “إخفاقات” الكرة بمصر في السنوات الماضية.

رغم تأكيد رئيس الاتحاد العائد إلى منصبه دعمه لحسام حسن خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخرا، إلا أن ذلك لا يعني سوى تأجيل انفجار الخلاف بينهما
♣ رغم تأكيد رئيس الاتحاد العائد إلى منصبه دعمه لحسام حسن خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخرا، إلا أن ذلك لا يعني سوى تأجيل انفجار الخلاف بينهما

وخلاف حسام مع أبوريدة يعود إلى سنوات طويلة مضت، حيث يرى الأول، وهو الهداف التاريخي للمنتخب المصري، أن الثاني وراء استبعاده من تدريب المنتخب في أكثر من مناسبة سابقة، بحكم هيمنته على اتحاد الكرة في ذلك الوقت، من خلال وجوده في الاتحاد عضوا ثم رئيسا، وحتى وهو خارجه، فأبوريدة عضو في اللجنة التنفيذية للفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) وعضو في الكاف (الاتحاد الأفريقي لكرة القدم)، وله علاقات واسعة مع مسؤولي الكرة العالمية والأفريقية والمصرية.

وذكر مقربون من رئيس الاتحاد المصري العائد إلى منصبه بالتزكية أن أبوريدة بالفعل غير مقتنع بقدرات حسام حسن أو أي مدرب مصري آخر لتولي تدريب المنتخب الوطني، وأن المدرب الوحيد الذي يثق فيه وفي قدراته هو شوقي غريب الذي تولى المهمة بالفعل بتزكية من أبوريدة عام 2013، لكنه لم يستمر طويلا بعد إخفاق المنتخب في التأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا عام 2015.

ويؤمن هاني أبوريدة بأن المنتخب المصري يحتاج إلى مدرب أجنبي صاحب اسم كبير في الكرة العالمية من أجل تحقيق طموحات جماهير الكرة في مصر، وسبق له الاستعانة بالمدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر لتدريب المنتخب عام 2015 رغم معارضة الشارع الرياضي المصري لتعيينه، وأثبتت الأيام صحة قرار أبوريدة حين نجح كوبر في قيادة الفراعنة لبلوغ نهائيات مونديال روسيا 2018 بعد 28 عاما من الغياب، ولعب دورا مهما في التعاقد مع البرتغالي كارلوس كيروش لتدريب منتخب الفراعنة عام 2021، من خلال اللجنة المؤقتة التي كانت تدير اتحاد الكرة وقتها برئاسة أحمد مجاهد أحد المقربين من أبوريدة.

ورغم تأكيد رئيس الاتحاد العائد إلى منصبه دعمه لحسام حسن خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخرا، إلا أن ذلك لا يعني سوى تأجيل انفجار الخلاف بينهما، خصوصا أن تصريحات أبوريدة عن دعم مدرب المنتخب جاءت بعد تدخل وزير الرياضة المصري أشرف صبحي لتهدئة الأجواء بين الرجلين، ومطالبته الرئيس الجديد للاتحاد بعدم المساس بحسام في الوقت الحالي على الأقل، باعتبار أن الوزير نفسه هو من قام بتعيينه مديرا فنيا للمنتخب، في وقت كان مجلس اتحاد الكرة المنتهية ولايته يدرس السير الذاتية لمدربين آخرين لم يكن حسام من بينهم.

كما أن النتائج الإيجابية التي حققها المنتخب المصري مع حسام حسن حتى الآن وتأهله بسهولة لنهائيات أمم أفريقيا في المغرب وتصدره مجموعته في تصفيات كأس العام تخلق مشكلات جماهيرية كبيرة عند الاقتراب منه.

ومع الاستجابة لرغبة الوزير في تهدئة الأجواء، حرص أبوريدة على أن تحمل تصريحاته المؤيدة لحسام حسن في المؤتمر الصحفي تلميحات غير مطمئنة للمدرب حين قال إنه يدعمه طالما يحقق النتائج المرجوة، ما فهم منه أن رئيس الاتحاد لن يتردد في إقالته عند أي إخفاق، وهناك تسريبات ذكرت أن أبوريدة يتحين بالفعل إخفاق المنتخب في نهائيات كأس أمم أفريقيا المقبلة لإقالة حسام وتعيين مدرب أجنبي كبير لقيادة المنتخب في مونديال 2026 الذي يملك الفراعنة فرصة كبيرة لبلوغه.

ولن يكون حسام حسن هو المدرب الوحيد الذي يواجه تهديدا للبقاء في منصبه خلال الفترة المقبلة، حيث من المتوقع إقالة علاء نبيل المدير الفني الحالي لاتحاد الكرة، وتشير الأنباء القادمة من معسكر أبوريدة إلى أنه ينوي الاستعانة بـ”مدربه المفضل” شوقي غريب في المنصب، ويعتزم إقالة البرازيلي روجيرو ميكالي من تدريب منتخب الشباب وتعيين مدرب مصري بدلا منه، بعدما فشل ميكالي في تقديم صورة إيجابية عن المنتخب خلال مشاركته في تصفيات شمال أفريقيا التي استضافتها مصر مؤخرا وتأهل المنتخب بصعوبة بعدما حل ثانيا خلف المغرب ولم يقدم مستوى مقنعا في المباريات الأربع التي خاضها.

17