ابن الخال يناشد الأسد حمايته من "تجار الحرب"

مخلوف يؤكد أن كل رسائله السابقة إلى بشار الأسد، بل زادت الضغوط عليه بشكل أكبر، وهو ما تسبب بانهيارات اقتصادية وتسريح عشرات الآلاف من الموظفين.
الثلاثاء 2020/12/15
ممارسة اقصى الضغوط

دمشق – أكد رجل الأعمال السوري وابن خال الرئيس بشار الأسد رامي مخلوف أنه ما زال في سوريا ولن يغادر منزله إلا ميتا، في إشارة إلى تهديدات تصله من “أثرياء الحرب” يساومونه على ما تبقى من أملاكه.

ويتعرّض مخلوف منذ العام 2018 لحملة يعتقد أن زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد من تقف خلفها بالتعاون مع رجال أعمال نجحوا في استغلال الحرب، التي تشهدها سوريا منذ العام 2011، لمراكمة ثرواتهم.

وفي رسالة نشرها عبر صفحته الشخصية على فيسبوك تحت عنوان “من خادم العباد إلى رئيس البلاد” خاطب مخلوف مجددا الرئيس الأسد دون أن يسميه، مركزا على ما يتعرض له من مساومات من طرف “أثرياء الحرب” لتصفية ممتلكاته.

وقال ابن خال الأسد في منشوره إن “أثرياء الحرب المدعومين بغطاء أمني مرعب أصبحوا يمتلكون اقتصاد البلاد، ورسالتهم أن الدور كما أتى على المعارضين سيأتي على الموالين”.

رامي مخلوف: أثرياء الحرب بدعم أمني مرعب سيطروا على اقتصاد سوريا
رامي مخلوف: أثرياء الحرب بدعم أمني مرعب سيطروا على اقتصاد سوريا

وأضاف أنه رغم وقوفه مع الكثير من رجال الأعمال إلى جانب النظام في الحرب؛ تم تفضيل تجار الحرب عليهم بممارسة أساليب سلطوية ترهيبية تخريبية للسيطرة على اقتصاد البلاد بالكامل.

وأشار إلى أن التضييقات والإجراءات، التي اتخذت بحقه من مصادرة لجزء كبير من أملاكه تعود في الأساس إلى إعلان معارضته لتغول هؤلاء، ورغبتهم في احتكار اقتصاد البلاد.

ولطالما هيمنت عائلة مخلوف على الاقتصاد السوري مستغلة القرابة العائلية مع الأسد الأب فالابن، وسيطرت العائلة على أهم القطاعات. ولعبت دورا كبيرا في تمويل النظام لاسيما خلال السنوات الأولى من الحرب.

وفي السنوات الأخيرة بدأت تبرز طبقة جديدة في سوريا تعرف بطبقة “أثرياء الحرب الجدد”، الذين استغلوا حالة الفوضى لمراكمة ثرواتهم مع ربط شبكة علاقة قوية مع عائلة أسماء الأسد، وأيضا مع إيران.

وباتت هذه الطبقة في موقع قوة تحاول من خلاله وضع يدها على امبراطورية مخلوف داخل سوريا. وقال رامي مخلوف في رسالته للأسد “في الشهر الأول من 2019 وضحنا لكم مدى خطورة السلوك المتبع من أثرياء الحرب على البلاد وأنه يجب إيقافه فورا وإلا ستكون تداعياته كارثية على البلاد وبدأنا علنا نعارض برامجهم وخططهم ونقف في وجههم خوفنا على البلد من الانهيار”.

وأضاف رجل الأعمال “بدلا من محاسبة المرتكبين بدأت الحرب علينا تدريجيا وكانت رسائلهم واضحة لنا: إما مساندتهم والتنازل عن أملاكنا وأملاك الوقف الخيري لصالحهم وإما تسخير كل مفاصل الدولة ضدنا.. فبالطبع رفضنا الانصياع كون الأمر يتعارض مع قيمنا الدينية والوطنية، فأطلقوا علينا اسم معارضين العهد وبدأوا بتسخير كل نفوذهم لتوقيف أعمالنا واعتقال موظفينا ونهب أموالنا أمام أعيننا وسرقة ملكيات شركاتنا واستخدام قرارات قضائية لتغطية أعمالهم واستخدام فتاوى قانونية لدول مجاورة”.

وأكد مخلوف أن كل رسائله السابقة إلى بشار الأسد، التي حذر فيها من عواقب الإجراءات السابقة لم تلق آذانا صاغية، بل زادت الضغوط عليه بشكل أكبر، وهو ما تسبب بانهيارات اقتصادية وتسريح عشرات الآلاف من الموظفين. واستطرد رجل الأعمال أن كل الأزمات التي تشهدها البلاد من وقود وغاز وخبز.. سببها ما حدث له ولغيره من رجال الأعمال من مضايقات وملاحقات.

وتواجه سوريا أزمة اقتصادية خانقة، وبات أكثر من 80 في المئة من السكان تحت خط الفقر، ويرى معارضون أن مخلوف والذين يدورون في فلك النظام هم من يتحملون المسؤولية عما آلت إليه البلاد اليوم.

واقترح مخلوف لإنهاء تلك الأزمات إيقاف النظام كل الآليات المتبعة من قبل تجار الحرب والعودة للعمل الجماعي ومحاسبة أثرياء الحرب وكبح تدخلات الأجهزة الأمنية في حياة السوريين، واتخاذ إجراءات لعودة اللاجئين السوريين وفتح باب التشاركية وإعادة الأملاك المحجوزة للتجار وطي صفحة الماضي.

وكانت الحكومة السورية أصدرت قرارات بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لعدد من كبار رجال الأعمال الموالين، من بينهم مخلوف وزوجته وأولاده وشركاته، بتهمة التهرب الضريبي والحصول على أرباح غير قانونية خلال السنوات الماضية.

2