إيران تقترب من صنع القنبلة النووية متجاهلة التحذيرات الغربية

ألمانيا تحث طهران على العودة إلى المفاوضات بنهج بناء.
الخميس 2021/08/19
تصعيد إيراني جديد

طهران - سرّعت إيران عمليات تخصيب اليورانيوم إلى درجة اقتربت فيها من مستوى يسمح لها بإنتاج سلاح نووي، متجاهلة بذلك التحذيرات الدولية، في خطوة تنذر بتصاعد التوتر بين طهران والعواصم الغربية.

وقالت ألمانيا الأربعاء إن تسريع إيران تخصيب اليورانيوم ينتهك القيود المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وحثت طهران على العودة إلى المفاوضات بنهج بناء.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحافي “ليس لدى إيران مبرر مدني مقبول لتلك الخطوات، وبدلا من ذلك تكتسب معرفة ومهارات عسكرية”.

وأضاف “نحث إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات بموقف بناء”.

ويأتي تعليق برلين في وقت زادت فيه إيران نسبة نقاء تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة من 20 في المئة في أبريل الماضي، ردا على انفجار في موقع نطنز وانقطاع الكهرباء فيه، مما أضر بالإنتاج في محطتها الرئيسية للتخصيب تحت الأرض هناك.

وتحمّل إيران إسرائيل مسؤولية الهجوم. وتبلغ نسبة النقاء اللازمة لصنع سلاح نووي 90 في المئة.

وينص الاتفاق النووي أو خطة العمل المشتركة على نسبة تخصيب اليورانيوم بنحو 3.6 في المئة، لكن طهران زادت مستوى تخصيب اليورانيوم بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق إلى مستوى 20 في المئة ثم إلى 60 في المئة، وهي لا تعتزم التراجع عن تلك الانتهاكات.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ذكرت في مايو أن إيران تستخدم مجموعة واحدة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، لتخصيب اليورانيوم حتى 60 في المئة في محطتها التجريبية للتخصيب في موقع فوق الأرض بنطنز.

وأبلغت الوكالة الدول الأعضاء فيها الثلاثاء بأن طهران تستخدم حاليا مجموعة ثانية لذلك الغرض أيضا.

وأفاد تقرير الوكالة بأن طهران كانت تستخدم 164 جهاز طرد مركزي من طراز آي.آر- 6 لتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60 في المئة، لكنها الآن تستخدم هذه المجموعة ومجموعة أخرى مكونة من 153 جهازا من طراز آي.آر- 4 لتحقيق ذلك الهدف.

Thumbnail

وهذه هي أحدث خطوة من خطوات عديدة تنتهك من خلالها إيران القيود المفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي، الذي حدد 3.67 في المئة كنسبة قصوى يمكن أن تصل إليها طهران في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم.

وحذرت الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيون من أن خطوات من هذا القبيل تهدد المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق والمعلقة حاليا.

وقالت الوكالة الدولية الطاقة الذرية إن إيران أحرزت تقدما في عملها على تخصيب معدن اليورانيوم، على الرغم من اعتراضات القوى الغربية، إذ تقول إنه لا يوجد استخدام مدني موثوق به لمثل هذا العمل.

ويمكن استخدام معدن اليورانيوم لإنتاج المادة الأساسية لصنع قنبلة نووية، لكن إيران تقول إن أهدافها سلمية وإنها تطور وقود مفاعل نووي.

وتأتي هذه التطورات وسط جمود محادثات نووية غير مباشرة بين طهران وواشنطن، بعد ست جولات لم تحرز التقدم المطلوب لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشكل أحادي في مايو 2018، وردت عليه الجمهورية الإسلامية بسلسلة انتهاكات لالتزاماتها.

ومن شأن هذه الخطوة أن تزيد من التوتر القائم أصلا بين إيران والقوى الغربية، بينما يبدو أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي تسلم منصبه حديثا عدّل بوصلته نحو التصعيد في الملف النووي، بعد أن أكد أنه سيعمل على إنهاء العقوبات المفروضة على بلاده.

وإنهاء العقوبات الغربية والأميركية تحديدا يتطلب العودة إلى الاتفاق النووي وتراجع طهران عن الانتهاكات السابقة لالتزاماتها النووية.

5