إعفاء الإذاعات الفلسطينية من الرسوم خطوة على طريق حل الأزمة

غزة - طالب إعلاميون فلسطينيون بدعم الإذاعات المحلية عبر إعفائها من الرسوم السنوية المتراكمة في ظل الضعف الاقتصادي العام وجائحة كورونا التي ألقت بظلالها على مجمل المؤسسات الإعلامية.
وتطرق الإعلاميون خلال ندوة افتراضية بعنوان “الإذاعات المحلية.. واقع وتحديات” إلى التحديات التي تواجهها هذه المؤسسات وضعفها من حيث الإمكانات المادية والمهنية وغياب القوانين الناظمة لعملها وتعدد هذه الإذاعات وضرورة اندماج بعضها لتعزيز قدرتها على الاستمرار.
وتناول الصحافي سامر خويرة معد ومقدم برامج راديو حياة من الضفة الغربية واقع الإذاعات المحلية الصعب في ظل جائحة كورونا قائلا “هناك إذاعات ليس لديها برامج ولا خطط عمل ولا كادر، فأين تأثيرها في ظل الإعلام الرقمي في عصرنا الحالي؟”. وأعرب عن اعتقاده بعجز “الإذاعات عن مواصلة عملها لعدم توفر الاحتياجات اللازمة”.
وتزيد معدلات الاستماع إلى الإذاعات المحلية في فلسطين بشكلٍ عام في أوقات الأزمات والحروب، حيث أن الوضع يمتاز بالتوتر بشكل دائم بسبب تعطيل شبكات الاتصال والإنترنت والبث الفضائي، وتعتبر الإذاعة مصدراً رئيسيا للأخبار والأحداث.
واستعرضت الإعلامية دعاء مصلح تجربتها في العمل الإذاعي، مشيرة إلى تنقلها بين عدد من الإذاعات المحلية مما أكسبها خبرة وتنوعا في العمل الإذاعي، وقالت “رغم وجود الإعلام الرقمي إلا أن الراديو لا تزال له أهميته الخاصة”، وبينت أن أهمية الإذاعات المحلية تضاعفت خلال فترة الحروب وانقطاع الكهرباء قائلةً “لا أحد ينكر الدور والبصمة الخاصة للراديو في كل بيت ولدى كل مواطن فلسطيني بالرغم من قلة الإمكانيات والظروف الناتجة عن فايروس كورونا”.
الإذاعة تعتبر مصدراً رئيسيا للأخبار والأحداث لدى الفلسطينيين بسبب تعطيل شبكات الاتصال والإنترنت والبث الفضائي
وتابعت مصلح “يجب الاحتفاظ بهذه الوسيلة وهذا الإرث لأنه إذا فقدنا هذه الوسيلة لا يمكن تعويضها واستبدالها بوسيلة أخرى”.
وتواجه الإذاعات المحلية جملة من المعوقات والمشاكل من حيث ضعف الكادر المهني بسبب توظيف غير المختصين في العمل الإذاعي، وصعوبة التواصل مع المسؤولين للإجابة عن أسئلة المستمعين والمشاكل المادية وعدم انتظام دفع رواتب العاملين في الإذاعات إضافة إلى تقييد حرية الصحافي في البرامج.
وأوضح مدير تحرير صحيفة فلسطين مفيد أبوشمالة أن “مشاكل الكهرباء أضافت نفقات جديدة للإذاعات وهناك معاناة حقيقية في هذا المجال، فالكل يريد جودة عالية بنفقات قليلة وتشغيل الإذاعة على مدار الساعة”، مشيراً إلى عدم حماية الإذاعات من “اختلاط الأثير والتشويش عليها”.
وأضاف “لا توجد حماية من قبل وزارة الاتصالات لحل هذه المشكلة، وهناك رسوم متراكمة على الإذاعات لنحو ثلاث سنوات على الأقل، ولا تستطيع الإذاعات دفع الرسوم المطلوبة منها، ولا بد من حل للرسوم بإعفاء الإذاعات لمدة عام على الأقل لدعمها”.
وينتقد متابعون للإعلام الفلسطيني واقع الإذاعات المحلية وخدمتها لأجندات سياسية، فرغم أن بعضها يقدّم برامج اجتماعية تعرض قضايا الناس وحلولاً لمشاكلهم أمام المسؤولين إلا أنها لا تخفي انتماءاتها السياسية في أخبارها وبرامجها السياسية، فتبرز فيها وجهة نظر الطرف الذي تدعمه.
بدوره اعتبر مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين معاناة الإذاعات المحلية ومراسليها وصحافييها “جزءا من ضريبة غياب نقابة مهنية قوية تحمي المهنة وفرسانها”، وشدد على ضرورة توحد الجسم الصحافي والضغط باتجاه إجراء انتخابات لنقابة الصحافيين حتى تكون قادرة على انتزاع حقوق الصحافيين ودعم المؤسسات الإعلامية المحلية.