إعادة باشاغا إلى منصبه تنزع فتيل الحرب بين مصراتة وطرابلس

حكومة الوفاق تقرر إعادة وزير الداخلية الموقوف فتحي باشاغا إلى منصبه ويرجح مراقبون أن الخطوة جاءت تحت الضغط وذلك عقب تهديداته الأخيرة بفضح الفساد.
الجمعة 2020/09/04
فتحي باشاغا هدد بكشف ملفات فساد تهم حكومة الوفاق

طرابلس- مثُل، الخميس، وزير الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، واجهة الإسلاميين، فتحي باشاغا أمام لجنة التحقيق التي بعثتها حكومته بشأنه ليعود بعد ذلك إلى العمل، في خطوة يرى مراقبون أنها تهدف إلى تجنب حرب وشيكة بين ميليشيات مصراتة التي يحتمي بها باشاغا وميليشيات طرابلس الموالية لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج.

ووصل باشاغا إلى طرابلس وسط تعزيزات أمنية كبيرة الخميس، حيث تم التحقيق معه. وتم تطويق مقر حكومة الوفاق طيلة فترة التحقيق.

وأكدت مصادر ليبية مطلعة، الخميس، أن حكومة الوفاق قرّرت إعادة وزير الداخلية الموقوف فتحي باشاغا إلى منصبه، مرجحة أنها أعادته تحت الضغط، وذلك عقب تهديداته الأخيرة بفضح الفساد.

ونقلت قناة ليبيا 24 أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج التقى باشاغا في المقر الرئاسي بطريق السكة لإخراج سيناريو إعادته إلى منصبه حيث لم تعلن بعد حكومة طرابلس عن ذلك.

وعقد السراج اجتماعا مع وزير الداخلية الموقوف احتياطيا عن العمل، بمقر رئاسة الوزراء في طريق السكة بطرابلس، وهو أول اجتماع بينهما منذ أن أصدر الرئاسي قرارا، في الـ28 من أغسطس الماضي، بإيقاف وزير الداخلية احتياطيا عن العمل على أن يمثُل للتحقيق الإداري أمام المجلس.

وتأتي هذه التطورات في وقت ضغط فيه وزير الداخلية من خلال التهديد بكشف ملفات فساد تهم حكومة الوفاق، بينما لجأت الميليشيات الموالية له إلى الاستعراض عسكريا في خطوة عززت مخاوف السراج من مواجهة محتملة مع مصراتة التي لها ثقلها العسكري.

السراج عقد اجتماعا مع فتحي باشاغا بمقر رئاسة الوزراء، وهو أول اجتماع بينهما منذ توقيف باشاغا عن العمل

والجمعة الماضي، أصدر المجلس الرئاسي قرارا بإيقاف باشاغا احتياطيا عن العمل، وتحويله إلى التحقيق، مرجعا ذلك إلى “التحقيق مع الوزير بشأن التصاريح والأذونات، وتوفير الحماية اللازمة للمتظاهرين”، إضافة إلى “البيانات الصادرة عنه حيال المظاهرات، والأحداث الناجمة عنها، والتحقيق في أيّ تجاوزات اُرتُكبت في حق المتظاهرين”.

ومنذ مطلع الأسبوع الماضي، تشهد مدن ليبية عديدة مثل طرابلس ومصراتة وسبها وغات والزاوية مظاهرات حاشدة ضد تفشي الفساد في البلاد، وتردّي الخدمات العامة؛ جراء نقص السيولة النقدية، والوقود، وانقطاع الكهرباء المستمر وسوء الإدارة العامة.

ومن جانبه رحب باشاغا بالتحقيق معه، مطالبا بأن تكون جلسة المساءلة والتحقيق علنية ومنقولة إعلاميّا على الهواء مباشرة وذلك بموازاة استعراضات قامت بها ميليشيات مصراتة (مدينته) لدى عودته من تركيا.

وفي مواجهة توقيفه عن العمل قال باشاغا في تصريحات سابقة، إن السبب الرئيسي وراء ذلك، يرجع إلى حديثه من قبل عن وجود فساد في جميع مؤسسات الدولة، وأن الشعب الليبي لديه مشاكل، وعلى الحكومة وضع برنامج ومشروع تسير عليه، خاصة أن المواطنين تحملوا أياما صعبة إبان حرب طرابلس، وما زالوا يتحملون، لكن “علينا إعطاؤهم أملا وأفقا مشروعا يتم من خلاله حل مشكلات الكهرباء والصحة وكورونا” وغيرها.

وكانت مخاوف السراج تذهب في اتجاهين الأول في أن لمصراتة ثقل عسكري تصعب مواجهته (17 ألف مسلح) والثاني في أن الجيش الوطني الليبي قد يستغل حالة الفوضى ليعاود هجومه على طرابلس من أجل إنهاء الفوضى السائدة.

ويرى مراقبون أنه بناء على ذلك خيّر السراج التهدئة مع باشاغا بالرغم من أنه كان يجهز لكل الاحتمالات حتى التصعيد مع مصراتة والدخول معها في مواجهة من خلال كسب ولاء مدن غرب ليبيا وإغرائها بتعيينات وزارية في حكومة الوفاق.

وأجرى السراج تعيينات كثيرة في الأيام الماضية في محاولة رأى فيها متابعون للشأن الليبي لتحشيد مدن غرب ليبيا تحسبا لمواجهة مصراتة حيث عين على سبيل المثال علي سالم القناصة وهو من الزنتان وزيرا للإسكان وهي وزارة جديدة استحدثتها حكومة الوفاق، إلى جانب تعيين صلاح الدين النمروش وهو يتحدر من الزاوية وزيرا للدفاع.

ولكن هذه التعيينات لا تحجب محاولات السراج كذلك التهدئة مع مصراتة عبر الآلية نفسها التي يصعد بها مع المدينة، التعيينات، حيث نصب أحمد معيتيق نائبه في المجلس الرئاسي وهو من مصراتة رئيسا لمجلس أمناء صندوق الإنماء الاقتصادي.

4